زهراء حسن الزيدي
اخذت ظاهرة الابتزاز الالكتروني بكافة أنواعه المادي والعاطفي والأخلاقي ولكلا الجنسين بالتزايد نتيجة لتطور التكنولوجيا والتي أصبحت توفر كل وسائل الرفاهية والرعاية والخدمات للإنسان في كل مجالات الحياة الاجتماعية والثقافية والانتاجية ورغم كل هذه الخدمات الا ان العالم يواجه تحديا خطيرا يعتبر أحد السلبيات لثورة التطور التكنولوجية ،ولعل الابتزاز الالكتروني من أهم مشاكل وسلبيات تلك الثورة وأكثرها انتشارا في الوقت الحالي ،وذلك لما يتطلبه المبتز من الأدوات أو التخطيط المسبق والدقيق لاصطياد ضحاياه ،حيث إن المبتز يحتاج إلى شي خاص بالضحية لغرض تهديده مثل الصور ومقاطع الفيديو او معلومات شخصية في آي منصة من منصات التواصل الاجتماعي ليهدد ضحيته لغرض الحصول على اموال أو رغبات على طرق وحيل الابتزاز الالكتروني. حيث أن الابتزاز الالكتروني ( عملية تهديد وترهيب الضحية بنشر صور أو مواد فلمية أو تسريب معلومات سرية تخص الضحية مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية لفعل أمر ما .وعند التطرق إلى الأسباب التي تؤدي إلى الابتزاز الالكتروني فإن هناك أسباب عديدة
(اولا)- الجهل بسلبيات التعامل مع تقنيات المعلومات والاتصالات أو بسبب التهور وضعف الوازع الاخلاقي والديني لدى الكثير من الشباب .
(ثانيا)- العامل الاقتصادي هو عامل مهم حيث أن الفقر والبطالة الأمية والتي تشكل ضغوط يتعرض لها المجتمع بصورة عامة وقطاع الشباب بصورة خاصة ،حيث إن الفراغ ( الوظيفي _المادي _ العاطفي_ قلة الوعي) هذه كلها اسباب تؤدي بالشباب إلى تأقلم سلبي مع هذه الظروف ومنها الابتزاز الالكتروني) .
(ثالثا) – تقصير الأسرة في القيام بواجباتها ،وذلك بفشلهم في مراقبة سلوك أبنائهم ( الاطفال والمراهقين والفتيات ) يعطونهم المال لكن التربية والدعم والأمان الكافي للتكلم والحديث عما يتعرضون له من ابتزاز أو تنمر أو مشاكل نراهم مقصرين في ذلك .
(رابعا) – تغير أنشطة الناس الروتينية إذا تغيرت طريقة الناس في الطرق التي يتواصلون فيها ويتفاعلون بها مع الاخرين .
وان الطرق التي يتم عن طريقها الابتزار الالكتروني كثيرة وان العصابات تتفنن في الطرق المؤدية للابتزاز الالكتروني للوصول إلى المال ( والذي هو هدفهم الاول ) مثل انتحال الشاب شخصية فتاة وتتواصل مع شاب آخر عن طريق أحد وسائل التواصل الاجتماعي لتتطور العلاقة فيما بينهم وزيادة الثقة فيقومان وبالتواصل عن طريق إرسال الصور والفيديوهات ،ليقوم المبتز بحفظ الصور وإرسالها للضحية وتهديدها بنشر هذه الصور عبر وسائل التواصل الاجتماعي أذا لم تقم بإرسال المال له أو أن تمارس معه الحب ( الجنس ) .بل ذهب البعض إلى أكثر من ذلك بإدخال الدين في عملية الابتزاز الالكتروني ،حيث يدعي شخص انه شيخ جليل ( عن طريق إقامة صفحة شخصية له على وسائل التواصل الاجتماعي ) وانت يقوم بفك السحر وجلب الحبيب وغيرها من الأمور التي ما أنزل الله بها من سلطان ليستدرج النساء الموهومات قليلات الوعي والثقافة والدين ،فتقوم بإرسال بعض الصور والفيديوهات الشخصية لها لحل مشكلتها فإذا بها تقع ضحية لهذا المشعوذ ،وتقع في مشاكل أسرية ونفسية ،حيث إن مما يزيد من الأذى النفسي على الضحية هي عدم مقدرة الفرد على طلب المساعدة بسبب إحساسه بالحرج وقد يكون احيانا بسبب جهله بوجود من هو قادر على مساعدته والتخفيف عنه ،( الاهل الداعمين المساندين،المحامين،رجال الأمن المختصين) بل أكثر الأحيان يدخل الضحية في موجه من الاكتئاب والحزن بل أن أغلبهم يفكر في الانتحار خشية افتتضاح أمره بين الاهل والناس والخوف منهم وبأنه ارتكب فعلا يستحق الموت من اجله ولا داعي للحياة بعد ارتكابه لهذا الفعل .حيث نلاحظ أن هذه الظاهرة سببت مشاكل عديدة بالنسبة للعائلة والمجتمع ككل ،حيث بينت اخر الإحصائيات أن أغلب الضحايا هم من فئة النساء ،وقد سببت لهن هذه الظاهرة الانفصال عن ازواجهن ،كما إن أغلب الفتيات تعرضن للابتزاز يتخوفن من تقديم شكوى في المحاكم أو مراكز الشرطة تخوفا من المشاكل الناتجة ،بل إن أكثرهن لا يلجأن إلى أخبار اهلهن بالموضوع خوفا من القتل أو عدم تفهم الموضوع من قبل الاهل مبالين بالعادات الاجتماعية والتقاليد والخوف من المجمتع أكثر من ابنتهم ألضحية مرددين عبارات ( شراح يكولون علينا ،انت الغلطانة،شلون تدزين صورج ،تستاهلين اللي صارلج ،شكو ناشرة صورج على صفحتك ) وانا هنا لست بصدد صحة الموقف من عدمه وبعيدة كل البعد عن جانب الحلال والحرام ،فانا هنا اتعامل مع ضحية واقعة في مشكلة وبحاجة إلى مساعدة وحل لمشكتلها ،فبدلا من إلقاء اللوم على الضحية أحاول مساعدته وتقديم العون له ،فلابد وان ننظر الموضوع من جانب انساني بحت قبل أن يكون أخلاقي أو ديني ( لان بالنهاية كلنا بشر وكلنا نخطأ وكلنا معرضين لهذا الموقف ) .
بعد هذا الشرح الموجز لهذه الظاهرة وبما أن النصيب الأكبر من ضحايا هذه الظاهرة هن النساء فاوصي الاهل ( باحتواء الفتاة وتفهم مشاكلها وسماعها وعدم اشعارها بتفاهه مشاكلها لان عدم فعل ذلك من قبل الأهالي سوف يضطر بالفتاة إلى البحث في الخارج عمن يقدر ويسمع همومها ويحتويها وتذهب تبحث عن الحب في الخارج ومن المصدر الخطأ ،حيث لابد من اسماعها عبارات التشجيع والمديح وأشعارها بانها مسموعة ومرغوبة ومحبوبة وبانها قبلة والديها واخوتها لان ذلك سوف يشبع عاطفتها ولا يجعلها فريسة سهلة ،واذا كان الاهالي غير قادرين على تربية أولادهم ولا يعرفون كيف احتواء ابنائهم المراهقين فليحاولوا الذهاب إلى الأشخاص المختصين في التربية ،دخول دورات ،قراءة الكتب عن كيفية التربية ،متابعة قناة اليوتيوب فالمعلومات مجانية ومتوافرة بكثرة فلا يتركوا أبنائهم ضحية جهلهم .
في حالة الوقوع في فخ الابتزاز الالكتروني هي إبلاغ الجهات الأمنية المختصة فور التعرض لجريمة الكترونية ،وعدم التواصل مع الشخص المبتز نهائيا حتى وإن قام بضغوطات شديدة ،واغلاق جميع الحسابات التي يعرفها الشخص المبتز ،الاستعانة بالاهل لا تخجل ولا تخف الا اذا كنت ترى أنه من غير المجدي اخبارهم لكن هذا لا يعني ( الاستمرار في الخطأ والسكوت عن المشكلة ) لا ترضخ للمبتز ولا تجاريه لان هدفه هو ترويعك ليكسب المال منك او ليطلب الجنس منك أن كنت شاب او فتاه .لا ترسل له المال نهائيا لانه لن ينهي ابتزازه لك وسوف يطلب المال منك مرارا وتكرارا.
( استعن برجالات الأمن ، الاصدقاء الداعمين ،المحامين ،الاهل ).
الإسراع في تشريع القوانين المختصة في معالجة هذه الظاهرة المنتشرة