تقرير / فراس الحمداني
تصوير ابراهيم الحداد
هاجر الشاب العراقي الكردي (جالاك طاهر) تاركا” مدينته الجميلة كركوك والتي فيها كل ذكريات طفولته وشبابه متوجها” الى دولة مصر العربية ليشق طريقه هناك في مهنة التصوير التي احبها من الصغر وكان ذلك منذ سبع سنوات من الان .. وهناك واجه (جالاك) ما يواجهه أي شاب مغترب من صعوبات في بدايات غربته ..
وكانت اللغة هي اكبر التحديات التي واجهته في مصر حيث كان جالاك يتحدث مع اهله واصدقائه في غالبية اوقاته بلغته الام ( اللغة الكردية ) مع القليل من العربية التي تعلمها من الاصدقاء في ميادين العمل او مع زملاء الدراسة ولذلك فأن التحدي يكمن هنا في التأقلم والانسجام مع المجتمع المحيط والذي لن يتحقق الا بتعلم (جالاك) اللهجة المصرية وفعلا تعلمها واتقنها واستطاع من خلالها ان يتعرف هناك على الشيف ( اسماء ) وذلك من خلال معرفته لعائلتها مسبقا” بحكم عمله كمصور وبعدها طلبها للزواج وتزوجها في مصر وكانت تلك المرحلة من اجمل مراحل حياته التي هونت عليه غربته فصار جالاك يحس بدفىء الاسرة والحنان والالفة المفقودة .
يقول الشاب العراقي جالاك طاهر ذو ٢٧ عاما” : لم اكن قد خططت للزواج في مصر قبل سفري اليها لكنني وبعد ان تعرف على الشيف ( اسماء ) وعرفت عائلتها الطيبة قررت ان تكون شريكة حياتي ثم فاتحتها بموضوع ان تعود معي الى بلدي العراق بعد ان حدثتها كثيرا” عنه فوافقت فحملنا حقائبنا وودعنا اهلها وسافرنا بعد ان قضيت في مصر اكثر من خمس سنوات .
وتقول الشابة المصرية الشيف اسماء ذات ٢٤ عام :
لم اتردد بالسفر معي زوجي الى العراق فمكاني هو في المكان الذي يكون فيه زوجي وثمرة زواجنا وطفلتنا الصغيرة ( لوسيندا ) .. وعند عودتنا استرحنا قليلا من السفر وتجهيز بيت الزوجية الجديد في محافظة كركوك بالعراق وتحديدا” في منطقة رحيماوا ذات الغالية الكردية ..
وتضيف الشيف المصرية اسماء : وفي هذه الفترة واجهني تحدي جديد استطعت التغلب عليه بمساعدة زوجي وهذا التحدي هو تعلمي للغة الكردية والتي صرت اعرف منها ما يؤمن لي التواصل مع الناس ولكوني قد درست في مصر فن الطبخ الشرقي والغربي وتخصصت بالاكلات المصرية قررنا انا وزوجي ان نفتح مطعما” صغيرا” اسميناه على اسم صغيرتنا ( لوسيندا) حيث نقدم فيه الدجاج المشوي بالطريقة والتوابل المصرية وعدة اكلات مصرية اخرى .. وكانت المفاجئة هي اقبال الناس نحو اكلاتنا والمواضبة عليها وحبهم لنكهتها وهو ماجعلني في قمة سعادتي وكنت استقبل الزبائن بكلمات باللغة الكردية وهم يبادلوني التقدير ويحاولون التكلم معي باللهجة المصرية وهذا التقبل الجميل لي منهم انساني اني في غربة بل وجعلني احس انني في بلدي ..
هنا .. سكتت اسماء عن الحديث معنا وانشغلت مع زبونة لها .
فأستدرك جالاك وأختتم الحديث بالقول :
لا يهم من اي بلد او قومية تتزوج .. بل الاهم التفاهم والحب وهذا هو سر لوسيندا .