علياء الحسني.. الكتابة سري الكبير وعشقي الذي كلما غادرته رجعت له بحماس

ابنة الاختصاص كما يطلق عليها فتفوقها بالعمل الحقوقي والقانوني جعلها متميزة بين قريناتها المحاميات ، كما انها لم تقف عند تحصيلها العلمي في القانون فشغفها للكتابة والعمل الصحفي جعلها قادرة على ان تكون رئيسة تحرير “مجلة المحامي”، ومديرة تحرير “جريدة القضاء الواقف” التابعتين لنقابة المحامين، وكاتبة عمود سياسي وقانوني في “جريدة عين الحكمة” التابعة لـ”بيت الحكمة” ومواقع اخرى.
عملت محامية في محاكم العراق منذ 2011،وألّفت كتابين هما: “اتفاقية سيداو وملائمتها للتشريعات العراقية”، و”حقوقها”. . لمجلة صوتها كان هذا الحوار مع المحامية والكاتبة علياء الحسني

  • من كان له الفضل في صقل شخصيتك ؟
    والداي هما اكثر من اثر فيّ وصقل شخصيتي والدي شخصية قوية ولديه جانب عظيم من الانسانية و والدتي متحدثة رائعة تمتلك شخصية قوية ومؤثرة جدا نهلت من شخصيتها اغلب طباعي وعلى صعيد العمل تأثرت بأساتذتي في كلية القانون كثيرا تعلمت منهم الحزم والانضباط، واساتذتي زملائي في المهنة كثر ممن تعلمت منهم وتركوا في بصمة. ما هي المواقف التي اثرت بك أثناء ممارستك مهنة المحاماة ؟
    الظلم هو من يدعوا الاخرين لطلب مساعدة المحامي لهم، الموكل يبحث عن احقاق الحق ورسوله هو المحامي ، فجل عملنا خليط من عواطف الظلم والانتصار والصدمات احيانا ، هذا كله يصقل مشاعرنا الانسانية لا شعوريا لذلك ترين اغلب المحامين الذين يتركون عمل المحاماة ويلجئون الى الوظيفة العامة كل ذلك بسبب صدمات كبيرة واجهتهم .
  • ما هي اكثر الدعاوى التي ترافعتى فيها وظلت عالقة في ذهنك؟

الدعاوى كثر لكن ما بقي عالق في الذهن هي اكثرها ايلاماً توكلت في دعوى اسقاط حضانة اب حاول اغتصاب صغيرته ذات العامين حتى اني كتبت تحقيق صحفي عن زنا المحارم عام 2015 من شدة تأثري بتلك الدعوى وحصل على درع الصحافة الاستقصائية في مسابقة فن الصحافة الاستقصائية وكذلك جائزة من منتدى الاعلاميات عام 2016.

  • ما هي الصعوبات والتحديات التي واجهتيها في مهنة المحاماة ؟

لا شك ان عمل المحامي من اصعب المهن وخصوصا للنساء لكونها تختلط بالمجتمع بشكل مباشر والتعامل مع الناس ليس بالعمل السهل ولا ننسى ان الخصم في الدعوى ينظر للمحامي كعدو والموكل في احيان ينقلب عدو لذلك عمل المحامي لا يخلوا من المخاطر وفي ظروف العراق الحالية من انتشار السلاح ومظاهره المحامي مهدد والمهنة خسرت ما يقارب 193 شهيد من المحامين بعد 2003 ولغاية الان . و لا تتوقف الصعوبات فقط في ما يحيط بالمهنة بل المهنة ذاتها ليست بالسهلة عملنا يتطلب دقة وسرعة وتركيز لأننا نتعامل مع حقوق الناس ومصيرهم .

-تسنمتي مناصب عدة فهل لديك رغبة في تولي منصب سياسي او الترشح للانتخابات ؟

بالوقت الحالي مشروعي الكبير والمهم هو العائلة فله جل اهتمامي، وهذا لم يبعدني عن العمل بل بالعكس عائلتي الداعم الأكبر لي ، اما المناصب السياسية و الانتخابات فهي مشروع قادم مؤجل حاليا وانا بانتظار الوقت المناسب، والارضية المناسبة للانطلاق بإذن الله.

— لديك اهتمامات اخرى غير المحاماة وهي كتابة المقالات والتحقيقات الصحفية أيهما الأقرب لشخصية علياء؟

انا اعتبر العمل الصحفي موهبة اكتسبتها من طبيعة اجواء العائلة التي نشات وسطها من اهتمامات والدي رحمه الله للاستماع لاذاعة مونتكالو وبBBCوشغفه بمتابعة الاخبار واختصاصات اخوتي الاعلامية واخيرها تزوجت باعلامي هذا الجو خلق فيَ موهبة العمل الصحفي وبالتحديد الاعلام القانوني والاستقصائي والتي اوصلتني للعمل في نقابة المحامين كمتحدث رسمي ومسؤولة الاعلام بلاضافة الى العمل في جريدة النقابة (المحامي والتي توقفت حاليا ) لازلت امارس الكتابة الصحفية بشغف كبير وانقل انتقادي و رأيي بالامور القانونية بقلم الصحفي المطلع ، ولن يتوقف قلمي بالكتابة لاغناء القارئ بالثقافة القانونية، الكاتب لايخضع لاي سلطات فهو يكتب بحرية والمحامي لايخضع لاي تاثيرات فهو ينفذ القانون ويسعى لانتزاع الحقوق.. الكتابة هي سري الكبير وعشقي الذي كلما غادرته عدت له بحماس وتوق …

  • ما هو رأيك في تحول بعض المحاميات الى بلوكر او مودل على مواقع التواصل ؟

بالنسبة لي اعتبر هذا الامر مؤلم لان رقي المهنة يعتمد على رقي المنتمين لها وللأسف بعض الشابات من المحاميات ممن لا يتمتعن بالكفاءة والعلمية يسلكن اقصر الطرق وسوءها وهو طريق الاستخفاف بالمهنة والابتذال في المحتوى .

ما هو دور نقابة المحامين بهذا الصدد؟
لا انكر ان النقابة سعت جاهدة للقضاء على هذه الظواهر لكن دون جدوى فالانتشار بشكل مبتذل عبر السوشيال ميديا اصبح ظاهرة تهدد اغلب المهن ، لان المجتمع يستقبل هذه التفاهات فوجدت لها ارض خصبة تتكاثر عليها لكن نمو مؤقت ريثما تعصف بها رياح المحتوى الهادف الرصين الذي نسعى من خلاله لتثقيف المجتمع به ثقافة قانونية .

هل تعتقدين ان المشكلة التي يواجهها المجتمع تكمن في نفاذ القانون ام في نوعية التشريعات ؟

المشكله الأكبر في التشريعات التي لا تتماشى ومشاكل المجتمع اذ اغلب النصوص المطبقة على الوقائع هي تكييف وليس نص صريح خاصة مع التقدم التكنولوجي والمشاكل التي تواجه المجتمع اليوم لا نجد لها نصوص صريحه تعالجها وتعاقب مرتكبها ، لذلك لجأ المشرع لتكييف الواقعة مع النص وهذا مؤشر خطير ونحن بحاجة لحزمة تشريعات تعدل مسار المجتمع وتتصدى لأنواع الجرائم والمشاكل التي تنتشر بتصاعد كبير دون رادع.

  • بحكم عملك هل مشكلة زواج القاصرات السبب الرئيسي في ارتفاع ظاهرة الطلاق ؟

الاسباب التي تؤدي الى الطلاق كثيرة منها زواج الصغار سواء الفتاة ام الفتى وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها لكن للاسف المعالجات مفقودة تماما ، لان هذا الشاب او الفتى يمتلك العصمة الشرعية لإيقاع الطلاق ولا يمكن ان يمنعه القانون بعد ان يحدث الطلاق خارج المحكمة بل تكون امام الامر الواقع ولا حيلة او مفر سوى تصديق الطلاق ، ممكن ان تعالج ظاهرة زواج الصغيرات اذا ما وجهت عقوبات للأبوين ممن يزوج ابنته دون الثامنة عشر ، وفرض غرامة .

لديك كتاب بعنوان حقوقها لماذا هذا العنوان بالذات ؟

العنوان نابع من محتوى ومضمون الكتاب الذي تناولت فيه القوانين المتعلقة بحقوق المرأة في الدستور العراقي و التعريف بتلك القوانين وشرحها بلغة سلسة وميسرة بهدف تكريس وعي النساء بحقوقهن. 

  • كلمة اخيرة لمجلة صوتها…
    انا متابعه ومهتمه بالصحافه الورقيه وان شحت والمجلات النسوية تحديدا. ومجلة صوتها منبر نسوي متميز حافظت على رصانة المادة التي تقدمها للمتلقي بين المنصات الإعلامية الالكترونيه والورقية واعتبرها أكبر محفز للمرأة الصحفيه وداعم للمرأة العراقية واثني على النشاط الكبير لمنتدى الاعلاميات العراقيات بتصديه لقضايا المرأة .

شاهد أيضاً

د. إبتسام اسماعيل : الدراما والسينما تساهم في توعية النساء بحقوقهن

 استاذة جامعية وناشطة في حقوق المرأة والإعلام وبناء السلام .. هي انموذج حي ومعاصر للمرأة …

error: Content is protected !!