د. ياسر تركي
تمتلك القاصة بثينة الناصري رؤية إستشرافية تربط خيوط الأحداث بعضها ببعض لتخرج برؤية ٍ عامةٍ تتنبأ بما ستؤول إليهِ الأمور في المستقبل البعيد وليس القريب .
السرد القصصي عند الناصري إلتقاط لحظة حياة مكثفة ومتكاملة الجوانب ، والإقتصاد في تصوير الأحداث كما هو حال الافلام السينمائية القصيرة وهي سمة من سماتها الشخصية فهي ذات نفس قصير وتتكلم بإيجاز وافي .والوهج الإبداعي لدى بثينة الناصري مغامرة جميلة محسوبةٍ بحذر .
أهتمت القاصة منذ مجموعتها القصصية البكر ” حدوة حصان ” الصادرة عام 1974 بالهم الإنساني العام وكان للتغريبة الفلسطينية الحصة الأكبر شأنها شأن ابناء جيلها من القصاصين ممن تأثروا بإرتدادات هزيمة 1967 .
ففي ” تل أبيب 2024″ وهي اخر قصة في المجموعة نستشف رؤية مستقبلية حاذقة ومؤرخة بدقة متناهية مبنية على تحليل الواقع لتبرير ماهو وحشي في طبع الإنسان وهو مايُعرف بالأدب التأملي أو المستقبلي الذي نجده في كتابات فرنسيس مراش ( 1836-1873) وتوفيق الحكيم ( 1898-1987).
بثينة الناصري لم تكتب الرواية قط ، ولكنها كاتبة قصة قصيرة من الطراز الأول بشهادة الروائية العراقية المغتربة إنعام كچة چي ، تصلُح قصصها ان تتحول إلى أفلام فهي تمتلك حس فني هائل ( راجع قصة – سيناريو فيلم صامت – ضمن مجموعة حدوة حصان )وأجدها مواطنة عالمية تخلصت من قيود المحلية لترتقي إلى الفضاء الإنساني الأرحب .
نشرت أول قصة لها وهي في السادسة عشرة ، غادرت إلى مصر 1979 واستقرت فيها .
ترجم الكندي الراحل دنيس جونسون ديڤز ( مُترجم نجيب محفوظ والكثير من كبار الكتاب العرب ) مختارات من قصصها إلى الأنجليزية نشرتها الجامعة الأمريكية بالقاهرة .
مجاميعها القصصية :
. حدوة حصان (1974)
.موت إله البحر ( 1977)
.فتى السردين المعلب ( 1991)
.وطنٌ آخر ( 1995)
. لماذا لانذهب إلى البحر ( 2016).