الرعب في العراق.. إصابات الإيدز ترتفع والأطفال بمرمى النيران

لا يزال متلازمة نقص المناعة البشرية المكتسب، المعروف لـ “الإيدز” يولد هاجساً يهدد صحة الملايين حول العالم منذ مئات السنين، إلا أن العراق كان من البلدان التي تسجل أرقاماً منخفضة في هذا المرض، لكن الأمر اختلف الآن.
وفي السنوات القليلة الماضية، انتشر “الإيدز”، في أغلب المدن العراقية مما ولد خوفاً كبيراً لدى العراقيين من جانب والجهات الصحية الحكومية من الجانب الآخر.
وباتت العديد من المحافظات في عموم العراق تعلن بين فترة وأخرى  عن احصائياتها الرسمية والتي تكشف عن الإصابات بمرض “الإيدز”، وفي اخر بيان رسمي أعلنت عنه صحة بابل، (الجمعة 26 نيسان الماضي 2024)، تسجيل 27 حالة بالمرض منذ مطلع العام الجاري، فيما تؤكد صحة محافظة النجف أن المرض موجود في جميع المحافظات.

أرقام واحصائيات
وفقًا لآخر إحصائيات منظمة الصحة العالمية، يُقدّر عدد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في العالم بـ 38 مليون نسمة في نهاية عام 2021، بينها العراق.
ويقول مصدر رفيع في وزارة الصحة، إن “موضوع انتشار الإيدز صار فيه تضخيم إعلامي”، مبيناً أن “العراق لغاية الآن وفق تصنيفات منظمة الصحة العالمية من البلدان التي تصنف بمرتبة الـ (الأقل)، بأعداد الإصابات عن المعدلات العالمية”.
ووفقاً للمصدر، فإن “العراق لم يسجل أي انتشار جديد ومعروف غير طرق الانتشار المعروفة عن طريق الاتصال الجنسي والدم ومشتقاته”، وهو نفي ضمن للانباء التي تحدثت عن انتشاره عبر لقاحات الأطفال في المدراس قبل فترة قليلة.
ويشير المصدر، الذي اشترط عدم الكشف عن نفسه، إلى أن “أغلب الحالات المسجلة في العراق تعود لأشخاص عراقيين وأجانب وافدين من الخارج”.
ويتابع المصدر قائلاً، إن “إصابات الأطفال إلى الآن تبلغ 7 فقط، وهم حديثو الولادة”، مضيفاً أن “هذه الإصابات نقلت للأطفال عن طريق امهاتهم، اذ أن الامهات هن مصابات بمرحلة ماقبل الولادة دون معرفة ذلك”.
ويوضح المصدر الرفيع، أن “عدد الإصابات الكلية في العراق حالياً لا تتجاوز 2000 إصابة منذ الثمانيات ولغاية الان”، مشيراً إلى أن “العام الماضي 2023، سجلت بغداد فيه الارقام الاعلى بنسب الإصابة بنحو ٣٠٠ إصابة بالإيدز”.
ومن العروف أن فيروس نقص المناعة البشرية ينتقل بشكل رئيسي من خلال الاتصال الجنسي غير الآمن، وإبر الحقن الملوّثة، ومن الأم إلى الجنين أثناء الحمل والولادة والرضاعة.
في حين يكون تأثير فيروس نقص المناعة البشرية على جهاز المناعة بشكل مباشر وكبير، ممّا يجعل الجسم عرضةً للأمراض الانتهازية التي قد تُهدّد الحياة.

تعليق حكومي
الجهات الصحية في العراق تقول إن مرض “الإيدز” ظهر للمرة الأولى في البلاد عام 1986 نتيجة تسلم عدد من المواطنين المصابين بنزف الدم الوراثي للعامل الثامن المستورد من فرنسا، وكانت الوجبة المستوردة ملوّثة بهذا الفيروس وأصيب في حينها 286 شخصاً.
وفي تصريح ، يضيف الخزرجي، أن “هذه المراكز موجودة في المستشفيات الحكومية، حيث أن كل محافظة لديها مركز متخصص بهذا الشأن”، لافتاً إلى ان “هذه المراكز تقوم بتقديم كافة الاحتاجات لهؤلاء المرضى بشكل مجاني”.
وبحسب الخزرجي، فإن المواطن الذي يتأكد من إصابته بمرض العوز المناعي يتم إعادة اجراء الفحوصات والتحليلات له في مراكز أخرى من أجل التأكد من تطابق هذه النتائج.
ويقدم مركز العلاج الارشادي، وفقاً لحديث الخزرجي، كافة الادوية والمتطلبات الخاصة بالمصاب بشكل مجاني، مؤكداً أن العلاج يقدم شهرياً حسب وصفة الطبيب المختص. 
ويوضح أن “الانسان لا يمكن أن يشفى من هذا المرض، لكن تتحسن حالات البعض من خلال الدواء ويمكن التعايش معه لسنوات، ويمكن للمصاب الذي لاقى استجابة للعلاج أن يمارس حياته بشكل طبيعي، وحتى يمكنه الزواج. 
وفي نهاية حديثه، يؤكد الخزرجي، أن “المراكز في العراق تقدم الخدمات الطبية للمصابين على غرار دول العالم وهو حبة واحدة تأخذ ليلاً، حيث ان هذا العلاج هو ما معمول به عالمياً”.
كما تقول وزارة الصحة في حكومة الإقليم، إن كردستان سجلت نحو 72 حالة إصابة جديدة بالإيدز أغلبهم من الأجانب خلال العام 2023.
وبحسب البيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، فتتوزع أعداد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في العالم كما يلي:
– إقليم المنظمة الأفريقي: 25.6 مليون
– إقليم جنوب شرق آسيا: 5.3 مليون
– إقليم غرب المحيط الهادي: 1.7 مليون
– إقليم الأميركتين: 1.4 مليون
– إقليم أوروبا: 2.5 مليون
– إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: 0.5 مليون

شاهد أيضاً

ارتفاع التلوث البيئي في العراق.. وانتشار الكبريت ينذر بكارثة صحية

من أصل 18 محافظة في العراق، هناك 12 محافظة ذات بيئة “غير صحية” وست محافظات …

error: Content is protected !!