نساء كركوك يقتحمن سوق العمل ويواجهن قسوة العيش بالصبر والجمال

ما أن تبدأ مشوار التبضع والتسوق من أكبر المراكز التجارية في محافظة كركوك (255 كم شمال العاصمة بغداد)، حتى تبدأ معك صور تسر الناظرين وتؤكد على أن المرأة تفرض تواجدها في سوق العمل إلى جانب الرجال في عمليات البيع والشراء في النشاط التجاري والاقتصادي، وفي المقابل تجد شابات يستغلن جمال الوجه والرشاقة والتميع للعمل في الكوفي شوب والمقاهي المنتشرة في عموم مناطق محافظة كركوك.

السوق الكبير (سوق القلعة) يعتبر واحداً من اكبر الاسواق المهمة التي توفر فرص عمل لآلاف العوائل من الشيب والشباب وحتى الأطفال، ومنذ فترة كانت المرأة مغيبة عن المشهد التجاري في عمليات البيع والشراء في عموم الأسواق التجارية في اسوق كركوك وبدأت المرأة بالظهور في العديد من الأنشطة التجارية الآن وتفرض نفسها في سوق العمالة بقوة.

وما أن تبدأ التبضع من مدخل السوق مقترباً من المحال التجارية التي تعرض سلعها، حتى  تظهر أمام عينيك العديد من النساء البائعات داخل المحال التي تبيع أنواعاً مختلفة من المواد والالبسة.

نحارب للقمة العيش 

ونقول سهاد عبد العزيز لوكالة شفق نيوز، أن “العمل للنساء في كركوك وأسواقها يعتبر خطوة مهمة لتوفير النساء لفرصة عمل لها وسط سيطرة وسطوة الرجال على سوق العمالة حيث أن نسبة النساء العاملات في سوق كركوك التجاري وأنا منذ تقريبا ستة أشهر بدأت العمل في محل لبيع الالبسة النسائية والعمل ولله الحمد يوفر لنا مدخول مادي ليس بالذي يرفع مستوى المعيشة وإنما تساهم بتوفير لقمة العيش وسد الحاجات الأساسية للمرأة”.

وتضيف أن “العمل لا يخلو من التحرش الذي نجده من بعض المتسوقين الذين لديهم عقدة من عمل النساء في الأسواق ويتحدثون عن خروج المرأة ممنوع ولكن نحن نعمل ونعيل عوائل بحاجة الى ما نكسبه من عملنا اليومي في الاسواق وانا لست وحدي في مكان العمل بل هناك عشرات النسوة اللاتي يعملن في اسواق كركوك التجارية”.

وتشير إلى أن “عمالة المرأة في السوق التجارية خطوة مهمة لتعزيز ثقافة قبول المجتمع لعمل النساء ولكن في أعمال مقبولة وليست الأعمال التي تسيء للمرأة، وكركوك اليوم فيها حركة مميزة لعمل النساء في الأعمال التجارية”.

وتقول السيدة سوسن عبدالله لوكالة شفق نيوز، وهي تمتلك متجراً صغيراً في سوق كركوك الكبير (سوق القلعة)، إن “العمل بالنسبة للمرأة في كركوك تعكس الانفتاح والتطور الفكري والثقافي والمجتمع الكركوكي اهذا تج عشرات النساء يعملن في الاشواق وكذلك يشاركن في الأعمال الوظيفية ولكننا في السوق نجد نجاح كبير لسيدات كركوك ومن مختلف القوميات”.

وأوضحت أن “على الحكومة العراقية تساهم في تقديم مشاريع صغيرة ومتوسطة للمرأة العاملة والاستفادة من الطاقات البشرية الموجودة بين النساء العراقيات وعمالة المرأة في الأسواق في كركوك حالة صحيحة وتشكل خطوة مهمة في دخول المرأة الى السوق العاملة في كركوك”.

توفير الدعم للمرأة

وتقول عضو مجلس محافظة كركوك بروين فاتح لوكالة شفق نيوز أن “المرأة في كركوك ومن مختلف القوميات تمتلك الادارة القوية والشخصية التي تؤهلها لأن تدخل اي مجال، فاليوم المرأة نجدها في البرلمان ونجدها في مجلس المحافظة ونجدها في الوظائف الحكومية ودخولها سوق العمل خطوة مهمة والمرأة في كركوك لديها قدرات وطاقة لأن تعمل وتنتج وتربي العائلة وتكون قدوة في المجتمع”.

وتضيف أن “التنوع والثقافة الفكرية الاجتماعية في مجتمع كركوك منفتح على  تقبل هذا الأمر ونأمل أن يكتمل تشكيل حكومة كركوك وانعقاد مجلس كركوك لغرض البحث عن قرارات تشجع المرأة الكركومية وتقوي عملها وتواجدها في عموم القطاعات”.

العمل في الكوفي شوب

وتقول الفتاة البالغة من العمر 20 عاما وتدعى (سهى) واكتفت بالاسم الأول فقط، إن “البحث عن فرصة عمل تناسب وضع الفتاة وبعد جولة وجدت فرصة عمل في كوفي شوب حيث يتم دفع لي مبلغ 25 الف دينار ليوم كامل حيث أعمل من الساعة الرابعة مساءً ولغاية منتصف الليل”.

وتشير إلى أن “العمل في الكوفي شوب والمقاهي تعتمد على جمال الفتاة ولباقة اللسان مع الوان المكياج فهي كافية لتوفير فرص عمل في اي مقهى نقوم في المقهى بتقديم اركيله حسب طلب الزبون وهناك مرتادين من الشباب والرجال يدفعون لنا اكرامية أنا اسمع وأرى واتحدث معهم كل هذا لأن انا احتاج العمل لتوفير لقمة العيش لعائلتي المكونة من أب وأم عاطلين عن العمل واربع اخوات صغيرات، وانا اعيل عائلتي من عملي”.

في حين تجلس أم ياسر في ركن سوق رأس دوميز وسط كركوك وتضع صينية القمير وأخرى للجبن، بحثاً عن “رزق حلال” لها ولعيالها، حسب تعبيرها.

تقول أم ياسر لوكالة شفق نيوز: “أعمل في بيع القيمر والجبن منذ 30 عاما وهذا باب رزقي ورزق اطفالي، اجني ما يقسمه الله لي ولعائلتي وعمل المرأة شرف لها والعمل والحمد لله جعلني اربي اطفالي بشرف وصاروا طلاب في الكليات بفضل الله تعالى”.

وتضيف أم ياسر، أن “هذه الصينية عشنا منها عيشة كريمة وشريفة ولم نمد يدنا لأحد ولم نطرق باب الأحزاب للتوسط عندهم على وظيفة، التي صارت للأحزاب ومن يملك المال والسراق المال العام، فنحن عيال الله وسنكون خصمهم يوم القيامة”.

شاهد أيضاً

الدرس بـ 25 ألف ومجانا للفقير بثواب والدي.. طالبة جامعية تنجح في تدريس اللغة الانگليزية

صفا: بدأت بطالب واحد والآن أدرس في المعاهد صفا حسين من محافظة بابل، طالبة في …

error: Content is protected !!