كم عظيمة هذه الأم الكربلائية

ياسر الشمري

لم يتبق عن الامتحان الوزاري لابنها سوى نصف ساعة ، تجلس هذه السيدة الكربلائية التي أطلقت عليها “الأم العظيمة” بجوار ولدها الذي سيدخل القاعة الامتحان ، وأنا متأكد أنه سيتفوق وينجح كيف لا والداعم الحقيقي له هو أمه ؟!

عندما رأيت المشهد هذا وأنا أتوجه صوب المدرسة التي سوف أراقب فيها سير الامتحانات لكوني مدرساً مكلفاً بهذا العمل … انتابني شعور مختلف وأنا أرى أن جبلاً من الشموخ والهيبة لسيدة كبيرة وهي تقرأ لابنها ذي الـ (15) ربيعاً درسه الذي سیخوض الامتحان فيه .

لم تكتف هذه السيدة بهذا الحد ، بل أخرجت شيئاً من الحلوى وقدمتها له ؛ لكي يكون قوياً وتشد من أزره ، وأنا أشاهد من قرب بدون ان يشعروا بي ، وأتساءل في نفسي : كم أنت محظوظ بهذه الام الكريمة ؟!

لم أتقرب منهم ولم أبادر بالسؤال لكي لا أعكر عليهم المزاج ولا أقطع عليهم سلسلة أفكارهم .

كان المشهد أشبه بالعرض المسرحي الواقعي جسدته هذه السيدة العظيمة مع ابنها ، فبعد لحظات وعند بزوغ أشعة الشمس توجها نحو الحائط ولكي لا يصبح المشهد مملاً عادا للقراءة والحفظ ، يا له من مشهد عظيم على خشبة مسرح شارع المدرسة ، يحكي لنا ويترجم إن الام مدرسة بحد ذاتها !!

كم تمنيت أن أكرم هذه المرأة المعطاء بدرع التميز ، عند انتهاء وقت الامتحان ، وأحي ولدها الذي بقي مصغياً لكلمات والدته التي غذته قبل إجراء الامتحان بمنهج المادة الدراسية ، ليسدل الستار وأغادر قاعات الامتحان ، على أمل أن أرى مشهداً عظيماً كعظمة هذه (الأم) .

شاهد أيضاً

العراق وطن القلوب والحضارة

اللواء الدكتورسعد معن الموسوي أنا دائمًا ما أبتعد عن الحديث في السياسة وعراكها، لكن عندما …

error: Content is protected !!