نشرت صحيفة “العربي الجديد”، تقريراً مفصلاً عن انتشار ظاهرة الانتحار في العراق، فيما أشارت إلى أن العاصمة بغداد تتصدر القائمة في البلاد.
نص التقرير:
بلغ عدد حالات الانتحار في العراق خلال الشهر الماضي معدلات مقلقة، حيث شهدت المدن العراقية 53 حالة انتحار، وفقا لمصادر أمنية في وزارة الداخلية العراقية، موضحة إن بغداد العاصمة تتصدر بنحو نصف عدد حالات الانتحار المسجلة في العراق في حزيران/ يونيو الماضي.
وأمس الاثنين، أفادت الشرطة العراقية بتسجيل حالتي انتحار جديدة في بغداد، إحداهما لشاب بعمر 18 عاما، شرقي بغداد وجد بغرفته مشنوقا بحبل مُدلى من مروحة بالسقف.
بغداد تتصدر
وبحسب مسؤول أمني عراقي في وزارة الداخلية، طلب عدم الإفصاح عن هويته، كونه غير مخول بالتصريح، فقد سجلت حالات الانتحار في العراق باستثناء مدن إقليم كردستان، 53 حالة انتحار كان غالبيتها بأعمار تتراوح بين 16 و50 عاما، وغالبيتهم من الذكور، مضيفا أن بغداد احتلت نحو نصف عدد حالات الانتحار، بواقع 25 حالة، تلتها محافظات ذي قار وديالى والبصرة، وكركوك، وميسان، والنجف. مشيرا إلى أن حالات الانتحار كانت بواسطة إطلاق النار والشنق وتناول عقاقير طبية بكميات كبيرة أو بواسطة مواد سامة.
انتحار ثمانية عراقيين خلال 24 ساعة، خبر ثانوي يتم تداوله في المواقع الخبرية، ترى هل أصبح الموت انتحارا أحدى خيارات العراقيين في الحياة ؟ الانتحارات بحسب الأخبار وقع اغلبها في بغداد وبعضها في السماوة جنوب العراق !
ويعزو مراقبون ومختصون بالملف العراقي، تزايد حالات الانتحار إلى الظروف المعيشية الصعبة وانعدام الأمل بالتغيير، وعوامل نفسية مختلفة، تُرهق المجتمع العراقي.
ويقول المقدم كمال العباسي من شرطة محافظة صلاح الدين، شمالي البلاد، لـ”العربي الجديد”، إن “الشرطة تحقق إلى جانب تدقيق الفرق الطبية بحالات الوفاة، قبل الإقرار بأنها حالة انتحار أو قتل”. مضيفا أن تصاعد حالات الانتحار بالفترة الأخيرة، يدعو للقلق، ويجب تكثيف دور المؤسسات المجتمعية المختلفة مع الثقافية والدينية لمحاربة الظاهرة.
بدوره قال أستاذ علم الاجتماع في جامعة النهرين ببغداد، محمد السعدي، لـ”العربي الجديد”، إن عوامل عديدة فاقمت قضية الانتحار في المجتمع العراقي، قد يكون سببها الأول تراجع الأمل بوجود تحسن في الحياة العامة من ناحية الخدمات المقدمة وأيضا المستوى المعيشي”.
ووفقا للسعدي فإن العدد الذي يتم تداوله بشأن من سُجل انتحارهم الشهر الماضي “مُخيف”، ويظهر أن العامل المشترك بين الضحايا أنهم يسكنون في مناطق فقيرة أو شعبية مكتظة وتعاني من مشاكل كثيرة”.
وسجل العراق خلال العامين الماضيين أرقاما متفاوتة في حالات الانتحار وفقا لتقارير أصدرتها السلطات الأمنية، حيث سجل العام 2022 نحو 1100 حالة انتحار وفي العام 2023 سجلت البلاد، قرابة 1300 حالة، وهي أرقام عزاها المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية خالد المحنا، إلى “الكثافة السكانية والوضع الاقتصادي والبطالة، فضلاً عن العنف الأسري والابتزاز الإلكتروني”.
والعام الماضي، أقرت الحكومة العراقية “الاستراتيجية الوطنية للوقاية من الانتحار 2023-2030، دون أن تفصح عن تفاصيلها أو توضح معالمها، لكن مسؤولين بالشرطة أكدوا أنها تتضمن محاور وبرامج خدمية ونفسية وتنموية للفئات الأكثر هشاشة في المجتمع.
غضب عراقي
الباحث والمختص بالشأن العراقي، فلاح المشعل، علّق على ارتفاع حالات الانتحار بالقول: “انتحار ثمانية عراقيين خلال 24 ساعة، خبر ثانوي يتم تداوله في المواقع الخبرية”. متسائلا: “ترى هل أصبح الموت انتحارا أحد خيارات العراقيين في الحياة؟ الانتحارات بحسب الأخبار وقع أغلبها في بغداد وبعضها في السماوة جنوبي العراق”.
وطالب البرلمان بعد جلسة من أجل “مناقشة هذه الظاهرة الحياتية المهمة، وظواهر اجتماعية أخرى مقلقة ومفزعة حقاً تقع يومياً في العراق مثل ارتفاع معدلات الطلاق على نحو غير مسبوق، واقتتال العشائر”.