العطلات الرسمية.. عطل مكوناتية وجدل في الهوية الوطنية

تقرير// وفاء الفتلاوي

اثار قانون العطلات الرسمية جدلاً واسعا بين الأوساط السياسية والرقابية نتيجة لحذف أيام وطنية منها فيما أبدت بعض الكتل السياسية والمكونات رغبتها بتوسيع هذه الدائرة بعكس البعض الذي طالب بحذف عطلة يوم السبت في عموم الدوائر والمؤسسات العراقية.

وصوت مجلس النواب في جلسته المنعقدة يوم الاربعاء المصادف 22 من شهر أيار 2024 على قانون العطلات الرسمية والمتضمن عيد الغدير.

قانون العطلات الرسمية حذف 3 أيام وطنية من القانون الذي أقره مجلس النواب في جلسة الأربعاء وللوقف على أسباب ذلك كشفت اللجنة القانونية النيابية حيثيات هذا القرار.

وقال عضو اللجنة، محمد الخفاجي، انه “لا وجود لأي خلل في قانون العطلات الرسمية وهو النص الحكومي الذي ورد بهذه الصيغة ومجلس النواب كان ملتزما بالنص الحكومي الوارد”.

وأضاف “يوم 3 تشرين الأول {اليوم الوطني في العراق بمناسبة انضمامه الى عصبة الأمم المتحدة} هو عيد وطني وله قانون خاص وتمت قراءته قراءة ثانية في مجلس النواب وسنمضي به على الرغم من التحفظ عليه”.

ولفت الخفاجي الى ان “يوم إعلان النصر على عصابات داعش الارهابية في 10 كانون الأول، فأنه لم يرد في النص الحكومي بقانون العطلات الرسمية وهذه مناسبة قد يتخذ فيها مجلس الوزراء اعلان عطلة واقامة احتفالات”.

وتابع “أما يوم 14 تموز عام 1958، ذكرى اعلان النظام الجمهوري واسقاط النظام الملكي فأنه يوم جدلي بسبب حصول عمليات قتل وانقلاب وتم معاملته كيوم 9 نيسان 2003 الذي لم يدرج في قانون العطلات”.

ونوه الخفاجي، الى ان “مناسبة عطلة عيد الغدير فانها جاءت بنص وارد من مجلس الوزراء”.

من جانبه عد نائب رئيس لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابي، ياسر الحسيني، توسيع دائرة العطلات الرسمية ستدفع بتجاه ترهل العمل الحكومي. 

وقال الحسيني، ان :”قانون العطلات الرسمية شابه الكثير من الجدل والمطالبات من بقية الكتل والاديان والطوائف بتضمين عطل محددة وحاولنا جهد الامكان بتقليص العطل الرسمية باعتبار كثر العطل ترهل العمل الحكومي ما سيدفع الى الغاء عطلة سوم السبت بالمقابل”.

وبين، ان “الكرد طالبوا بزيادة العطل والمسيح كذلك والمكون الشيعي طالب بتضمين الفتوى الجهاد الكفائي والانتفاضة الشعبانية وغيرها من المناسبات المهمة ولكن احتراما لسير الحالة العامة للحكومة ضمنا عطلة واحدة فيها شمولية كعطلة جرائم البعث الصدامي وجرائم الانفال وحلبجة الذي تضمن كل شيء”.

واكد الحسيني، ان “ما قرء هذا اليوم من قانون وما صوت عليه هو ماورد حرفياً من الحكومة”.

وتضمن مشروع قانون العطلات الرسمية، تعطيل الدوام الرسمي بأيام: “الجمعة والسبت من كل أسبوع، 1 محرم الحرام، 10 محرم الحرام، 12 ربيع الأول، (1-3) شوال عيد الفطر، (10-13) ذي الحجة عيد الأضحى، 18 ذي الحجة عيد الغدير، 1 كانون الثاني رأس السنة الميلادية، 6 كانون الثاني عيد الجيش، 21 آذار عيد نوروز، 1 أيار عيد العمال العالمي”.

وبعد التصويت، قرر أعضاء البرلمان، إضافة عطلة جديدة بيوم 16 آذار (جرائم البعث والانفال والهجوم على حلبجة).

ويشمل قانون العطل الرسمية نحو 11 يوما في السنة، مع إعطاء صلاحية لمجلس الوزراء بالغاء عطلة يوم السبت عند الضرورة.

في السياق ذاته، أكد رئيس مجلس النواب بالنيابة، محسن المندلاوي، أن مشروع قانون العطلات الرسمية الذي صوت عليه البرلمان، يهدف إلى إبراز المناسبات المرتبطة بحياة ومشاعر الشعب العراقي، وتنظيم العطلات الرسمية في البلاد، فيما بين أن القانون شامل لجميع العطل والمناسبات والأعياد.

وأوضح المندلاوي، في بيان، أن رئاسة مجلس النواب منحت اهتمامًا خاصًا لمشروع قانون العطلات الرسمية، وحرصت على جعل يوم 18 ذي الحجة عطلة عامة، وذلك لرمزية “يوم الغدير” لدى غالبية العراقيين، ولما يمثله موقع “أمير المؤمنين” من مكانة عظيمة لدى الشعب المسلم.

وهنأ المندلاوي “جميع العراقيين باقرار القانون، والذي يضم اعياد ومناسبات مكونات المجتمع كافة، فيما تقدم بشكره للجان النيابية المعنية لجهودها في انضاجه، وللنواب الذين صوتوا على القانون”.

امتنان شيعي وكردي

وهنأ رئيس كتلة تحالف قوى الدولة النيابية، فالح الساري، الشعب العراقي باقرار قانون العطل الرسمية وبينها عطلة عيد الغدير الأغر.

وقال الساري في بيان تلقت {الفرات نيوز} نسخة منه “تتقدم كتلة تحالف قوى الدولة الوطنية الى الشعب العراقي اجمع بالتهاني والتبريكات ونحن نزف اليهم اقرار قانون العطل الرسمية ومن ضمنها تثبيت عيد الغدير الاغر ذكرى تنصيب امير المؤمنين علي ابن ابي طالب {ع} امام ووليا على الأمة من بعد رسول الله {ص}”.

وأضاف “اننا كنواب وممثلين عن الشعب العراقي نثمن الجهود الكبيرة لاعضاء مجلس النواب بكافة الانتماءات والتوجهات لعملهم الدؤوب خلال الفترة الماضية وعملهم المستمر على انضاج قانون وطني يمثل جميع اطياف مجتمعنا العراقي”.

فيما شكرت رئيس كتلة الجيل الجديد النيابية سروة عبد الواحد، أعضاء مجلس النواب على تلبية طلب كتلتها باعتبار يوم 16 آذار عطلة رسمية بذكرى جرائم النظام البائد في مدينة حلبجة.

عبد الواحد قالت في تغريدة على منصة {أكس}، “أشكر جميع الزميلات والزملاء في مجلس النواب الذين صوتوا على أن يكون يوم 16 آذار شاهداً على عصر النظام البائد وجرائمه ضد مدينة حلبچة وعمليات الأنفال سيّئة الصيت”.

وأضافت بالقول “أشكر أيضاً رئيس البرلمان بالإنابة محسن المندلاوي لتفهمه وإضافة هذا اليوم إلى قانون العطل والمناسبات الرسمية في العراق بناءً على طلب قدَّمناه نحن كتلة الجيل الجديد”.

من جهته عدّ النائب المسيحي أسوان الكلداني، اعتراض الكتل السياسية على اعتبار يوم ميلاد المسيح، عطلة رسمية في العراق، فيه “نفس طائفي”.

وقال الكلداني، خلال مؤتمر صحفي عقده بمبنى البرلمان بمشاركة عدد من النواب، إن “مجلس النواب صوت اليوم على اعتبار عيد الغدير وحلبجة عطلة رسمية وللأسف لم يتم التصويت على اعتبار ميلاد سيد المسيح المصادق 25/12 عطلة رسمية بالعراق”.

وبيّن أنه “هناك أعياد عامة وخاصة في العراق لكن للأسف لم يعتبروا ميلاد السيد المسيح صاحب المعجزات عطلة رسمية في العراق، وسيكون هذا موقف سلبي يسجل على الكتل الشيعية”، موضحاً أن “نواب من الأحزاب الكردية وقفوا اليوم معنا لكن للأسف تم رفض ذلك”.

شاهد أيضاً

ارتفاع التلوث البيئي في العراق.. وانتشار الكبريت ينذر بكارثة صحية

من أصل 18 محافظة في العراق، هناك 12 محافظة ذات بيئة “غير صحية” وست محافظات …

error: Content is protected !!