سمير النشمي
صوتها وما أدراك ما صوتها ، هو يخترق كل الأزمان ، ويؤثر في كيان كل إنسان فيغدو عَالماً يمثل كل الوجود ، فلولا صوتها لن تجد وجوداً ، ولو صوتها خلت الأرض من نسل آدم ، فصوتها كبير بل عظيم ، فمن صوتها تتابع الأجيال ، وتنهض الحضارات ، ويحاك التقدم من خيوط نسيج ذلك الصوت الهادر ، فصوتها المُدوي دائما وأبداً كفيل بحل كل الأزمات ، في الأفراح والملمات ، ومع كل ذلك النشاط المحتدم ، نلمس في صوتها أيضاً الرقة والجمال والإحساس المرهف، فيجعل المترقبين لسماع صوتها يعيشون الواقع أحلاماً وخيالاً منشعا وجميلاً ، أرجوك لا تسلني عن السبب ، فهو سرٌّ مخفيٌ فلا عجب ، قد يكون مختبئاً خلف ذاك الصوت البهي ، الذي يحمل أجمل الذكريات ، وأروع الموضوعات ، فمن خلال صوتها نتعرف على مزيج رائعٍ من العبقريات ، وفي كلِّ الشؤون والإتجاهات ، فالحنين كله تجده في صوتها ،ونبع الحياة الدافق يتفحر من خلال حروف صوتها ، حتى المستقبل وإشراقاته ، نجده رافعاً رايته من خلال صوتها ، فهذا الصوت الصدّاح يبقى صادحاً لا يكلّ ولا يملُّ ، بل هو صوت متواصل ، يربط الحاضر بالماضي ويؤسس لمستقبل زاهر ، هو صوت العمل المثمر مع أنه شاق ومتعب ، وهو من يلوي المهمات الصعبة بيمينه المتمكنة ، وهو في كلّ مخاضة يخرج هذا الصوتمنتصراً ، مليئاً بالتجارب التي تحنكه ، وتجعله من الحكماء ، بل من ذوي الخبرة المتراكمة التي قلما تجدها في الآخرين ، فلولا صوتها لما وجدنا الأجيال تتعاقب ، ويخلفُ بعضها بعضاً ، ولولا صوتها لن تجد فسحة الأمل منفرجة أمام ناظريك ، ولولا صوتها لما وجدت تعلق الأبناء بها حتى عند الكبر ، ولا ننسى قولة العظيم محمد (ص ) حين أوصى بها:- أمك ثم أمك ثم أباك ، ولما جعل ربّ العزة تحت أقدامها..! فصوتها سيبقى حيّا مدويّا كما كان عبر القرون الخاليات ، ولن ينتهي هذا الصوت الّإ بنهاية عالم الوجود البشري الدنيوي ، فسلام دائم مبارك على صوتها مادام هناك شمس وقمر ، وسلام على دائم على صوتها بعدد النجوم السابحات في هذا الكون الواسع الفسيح ، وبعد من خلفتهم ليبقى الوجود قائماً من خلالهم ..!