زيارة اردوغان.. تطور في مسار السياسة الخارجية العراقية

د. نبراس المعموري

تنطلق أهمية زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى العراق قبل ايام ، كونها الأولى للرئيس التركي منذ 13 عاماً بعد سنوات من العلاقات المتوترة، وإدراك البلدان ضرورة الوصول إلى توافقات، والتهدئة في ظل التقلبات التي تعيشها المنطقة .

تمخض عن هذه الزيارة التاريخية ولقاء رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني ورئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد ، توقيع 26 مذكرة تفاهم بين البلدين في مختلف المجالات، من بينها اتفاق يستمر 10 سنوات من دخوله حيز التنفيذ بشأن إدارة مشتركة وعادلة للموارد المائية وتنفيذ مشاريع تطويرية وتبادل الخبرات في مجال تحديث أنظمة الري وتقنيات الري الحديثة، بالإضافة إلى تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية وتشجيع الاستثمار، على المستوى الرسمي عبر اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين.

وكذلك توقيع مذكرة تفاهم رباعية بين العراق وتركيا وقطر والامارات، تهدف الى التعاون المشترك بشأن مشروع طريق التنمية الاستراتيجي للطرق والسكك الحديد ، وهو شبكة بطول 1200 كم تمتد من العراق إلى تركيا وموانئها، بهدف نقل البضائع بين أوروبا ودول الخليج، على أن يتم إنجازه على 3 مراحل، تنتهي الأولى عام 2028 والثانية في 2033 والثالثة في 2050.

ان مخرجات الزيارة تشير إلى نقطة تحول في العلاقات التركية – العراقية من خلال محورين الاول التنمية الاقتصادية والتي كان من ضمنها ملف المياه ، والثاني الحرب ضد حزب (العمال الكردستاني)، حيث جرى الحديث عن وجوب إنهاء وجوده في الأراضي العراقية في أقرب وقت ممكن خاصة بعد ان اعلن العراق مؤخرا ان حزب العمال الكردستاني تنظيم إرهابي ومحظور على أراضيه.

وبغض النظر عن التفسيرات والتحليلات التي شهدتها المنصات الإعلامية والرقمية بشأن الزيارة وما ترتب عنها ايجابا ام سلبا، إلا ان ما يجب الاشارة له ان السياسة الخارجية العراقية تشهد تحولا واضحا يحسب للحكومة الحالية ، ويمكن ان يكون بوصلة الانطلاق لسياسة مغايرة وعادلة ترتهن للمصلحة الوطنية ، وتهدف لتصفير المشاكل العالقة اقليميا ودوليا ، وعلى الكيانات والفاعلين السياسيين العراقيين مؤازرة حكومة السوداني بهذا الصدد! لانها فرصة جديدة في مسار العمل السياسي والعلاقات الخارجية لابد من استثمارها بما يخدم البلد .

شاهد أيضاً

غيبوبة المدى !

د. نبراس المعموري قد يبدو مصطلح (غيبوبة المدى ) ذو طابع أدبي أو فلسفي، لكنّني …

error: Content is protected !!