تجارة الرقيق الأبيض

نورا النعيمي

باتت التجارة بالنساء مسألة تهم المجتمع العراقي بوجه خاص والإعلام بوجه عام، ففي الوقت الذي تسلط الأضواء على النساء العراقيات الوات عانين من مأساة الحروب والاحتلال الذي دخل العراق بسبب توجهات النظام السابق لما قاساه العراقي ودول الجوار من حروبه العبثية، وكانت الفضائيات العربية قد فتحت أكثر من تحقيق مصور لعدد من النساء العراقيات ولراقصات في نواد ليلية في دول الجوار وقد انتشرت تلك الصور والتحقيقات على صفحات النت انتشار النار في الهشيم تلبي شبق الشارع العربي لنهش لحم بعضه البعض.
لقد ازدادت ظاهرة الاتجار بالبشر في دول الجوار مع استقدام نساء أجنبيات للعمل، ولجوء آلاف العراقيات إليها، ونتيجة معاناة الفتيات العراقيات في دول الجوار عامة وفي سوريا خاصة فقد رعت منظمة الهجرة العالمية والاتحاد الأوروبي ووزارة الشؤون الاجتماعية الفتيات المضطهدات جسديا بفتح مركزين لضحايا الاتجار بالبشر وخاصة في مدينة حلب بهدف مساعدة النساء اللواتي يتعرضن للاستغلال بسبب النشاط الذي يتمتع به المهربون في تجارة الرقيق الأبيض والذي يشهد رواجا على الحدود العراقية
وبين الحين والآخر تنشر التقارير والدراسات الصادرة من مراكز بحثية مختلفة منها من يعمل تحت مظلة الأمم المتحدة ومنها من يعمل مع منظمات غير حكومية كما تظهر تقارير إعلامية تتحدث عن الأحوال والأهوال والتي وصلت إليها الأمور في العراق الأمريكي الجديد من نقص حاد في متطلبات الحياة الضرورية لطبقة عريضة من العراقيين من غذاء ودواء وكهرباء وماء إلى تسرب أعداد كبيرة من الأطفال العراقيين من المدارس والتي تشكو بدورها من هزالة الإمكانات وضعف التجهيزات. وصولا إلى تقارير تتحدث عن عائلات عراقية تبيع أولادها لتجار المتعة الحرام من شدة الجوع وقسوة الحرمان. وها هو التقرير الصحفي والذي تمت الإشارة إليه في مقدمة المقال يتحدث عن تهريب بالبشر وازدهار تجارة الرقيق الأبيض. نتيجة الحروب وانفلات الأمن ليس هناك قانون صارم في العراق يعتبر هذه الجريمة كجريمة قتل بل هي عقوبة مخففة.
وعدم وجود مسؤولين كفوسين لمحاربة الجريمة.
الوضع الأمني والقوات الأمنية من الشرطة والجيش والمخابرات منشغلة بمحاربة الإرهاب لم تأخذ الموضوع بجدية وسهولة التنقل بين سوريا والعراق. الحدود شبه مفتوحة بلا حسيب ورقيب…
إضافة الأوضاع الاقتصادية؛ التي أدت إلى ذلك وإضافة إلى دخول داعش وخطف 5 الألف يزيدية منهم حروو ومنهم إلا الآن لم يعرف مصيرهم
ومن جانب إخر بدأت أعمال أخرى تبدأ بترغيب البنات وإيهامهن بالعمل في دول الخليج والحصول لهن على تأشيرة وعقد عمل أو عن طريق الزواج والسفر بهن إلى هناك ليتم الضغط عليهن في ديار الغربة وإجبارهن على الانصياع لغاياتهم، وهذا ما حدث مع الكثير من الفتيات في العراقدوالشرق الاوسط البلدان المتعبه من الحروب والمهنكه اقتصادياً؛
وقد أكد لـ “الشرق الأوسط” أحد أفراد الشرطة العراقية، رفض ذكر اسمه، هذه الظاهرة أيضا، وقال أنها “قد حصلت بشكل كبير في الفترة الأخيرة نتيجة للظروف التي يعيشها العراقيون في بلدهم، وان هذه المسألة لا تقتصر على بنات الغجر او بنات الليل، بل إنها قد تعدت ذلك إلى خريجات الجامعات

وأشار شاب (س) من جنسيه غير عراقيه لكنه جاء زياره للعراق أن عملية تقسيم الخلاياالرقيق الابيض في العراق أنها لا تعتمد على جنسية معينة في الغالب، فتتكون الخلية في العادة من خليط من جنسيات متعددة يجمعهم هدف واحد. هو تجارة الرقيق الأبيض

شاهد أيضاً

(الاولاد تحت رحلة التكنلوجيا الحديثة)

نورا النعيمي التكنولوجيا الحديثة لها تأثير كبير على الأطفال، سواء كان ذلك إيجابياً أو سلبياً. …

error: Content is protected !!