د. شهباء العزاوي.. رئيس الوزراء دقيق الملاحظة والمتابعة وحريص ان تصل الخدمة لأعلى مستوى 

امرأة تمتزج فيها حكايات الماضي والحاضر وهي تؤرشف مسيرة انموذج نسوي يمتاز بالقوة والحضور والبساطة بذات الوقت .. سحر شخصيتها التواقه للنجاح والإصرار استمدت جذورها من علاقتها المتميزة بوالدها ليكون العمل الرياضي ناقوس مسيرتها الدراسية متوجاً بشهادة الدكتوراه من جامعة بغداد كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة . 

عملت تدريسية وتسنمت مناصب عدة في المجال الرياضي تاركة بصمتها اداريا وأكاديميا . تم تكليفها لاحقا من قبل رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني مستشارة لشؤون الشباب والرياضة النسوية ومن ثم تسنمت منصب مستشارة رئيس الوزراء لشؤون المرأة . 

لمجلة صوتها كان هذا الحوار مع د. شهباء العزاوي 

حاورتها : د . نبراس المعموري 

من صاحب الفضل في صقل شخصية شهباء العزاوي؟ 

 أدين بالفضل الى والدي “رحمه الله ” هو صاحب الأثر الأكبر والموجه الأول لدخولي المجال الرياضي فهو كان رياضي و هذا اثر على تنشئتي كوني الطفلة الوحيدة في المنزل وانعكس ذلك لاحقا على عملي الأكاديمي والإداري ، بعدها شاءت الصدف ان التقي بدولة رئيس الوزراء الاستاذ محمد شياع السوداني واكون عضو مؤسس في تيار الفراتين لتكون البداية الاولى لي في مجال العمل السياسي .

هناك انتقالة واضحة بمسيرة عملك هل السبب كونك شخصية قيادية كما يقال في الأوساط ؟ 

القيادة التي امتاز بها هي من مواصفات القائد ،لذا هي تولد من الانسان و الحياة كفيلة بتوظيفها بالشكل الصحيح وتجذيبها الى ان تصل لمرحلة يصبح القائد قائد فعلي ، وبالتالي ممارسة الرياضة وضغط الجمهور والاداء المنفرد يولد ضغط على الشخص فيجابه مخاوفه فتكون قراراته ذاتية وبالتالي يتحمل نتيجة قراراته.

كيف استقبلتي خبر تسنمك منصب مستشارة رئيس الوزراء ؟

كان يوم مميز جداً كنت في طريق العودة من الزيارة الى البيت خلال الطريق اتصلوا واخبروني تم تكليفي مستشارة رئيس الوزراء لشؤون الشباب والرياضة فأحسست ان دعائي ودعاء والدتي كان مستجاب ،خاصة ان طموحي هو خدمة البلد وخدمة رئيس الوزراء للوصول الى انجاز تستحقه هذه الحكومة .

بعد تسنمك مستشارة للشباب والرياضة تم تكليفك لاحقاً لتكوني مستشارة رئيس الوزراء لشؤون المرأة إلا تجدين هناك صعوبة بإدارة ملفين مختلفين ؟ 

حقيقة دولة الرئيس يتعامل مع الاختصاصات وكنت مستشار الشباب والرياضة النسوي لاهمية هذا الملف  خاصة ان دولة الرئيس مهتم بإعطاء خصوصية للمرأة وبعد فترة كان وجود فراغ في مستشار شؤون المرأة ودولة الرئيس يستشعر اهمية وجود مستشار لهذا المنصب لذلك تم تكليفي بالفترة الاولى باستضافة هذا الملف الى حين التصويت على الملف بشكل كامل .

هناك علاقة وطيدة بين الرياضة والسياسة كيف تمكنتي من استثمار ذلك  ؟

الروح الرياضية واستيعاب المقابل اهم ركنين تجتمع عليه الرياضة والسياسة كون ان التحديات في الرياضة الفوز والخسارة نفسها توجد في السياسة لان السياسي يسعى الى المكسب وان يكون اقل الخاسرين؛ لذلك الجهود لتحقيق الفوز  هو الشيء الذي يسعى اليه الطرفين ،لكن يمكن ان نقول ان الرياضة تميل دائماً الى النبل تختلف قليلاً عن السياسية كون الأخير  يعطي الغلبة للمكتسبات ويحاول ان يأخذ اكثر الامتيازات .

ماهي التحديات التي واجهتيها وانت تتسنمين موقع سياسي مهم ؟

دعم دولة الرئيس واسناده لتبوء المرأة مراكز صنع القرار قوى التحديات كون اغلبية القرارات كانت داعمة وساندة لعملنا ، فكانت الانطلاقة الاولى هي الإعلان عن الاستراتيجية الوطنية وايضاً رفع قانون او حث مجلس النواب على اصدار قانون الايزيديات ، وكذلك اهتمامه بالتمكين الاقتصادي وقد التقى مؤخراً بمجموعة من سيدات الاعمال وهي مبادرة اعتبرها البعض جديدة من نوعها وكان اللقاء صناعي بحت ،كما اصدر الامر الديواني للمجلس الاعلى للمرأة.

بشأن المجلس الأعلى للمرأة هناك من يقول ان المجلس سيكون شكلي وهناك من يقول يوجد تداخل بين المجلس الاعلى وبين ماطرح مؤخرا في البرلمان حول مشروع قانون الهيئة العليا للمرأة.. ما تعليقك ؟

نحن حريصين ان يكون تمثيل المرأة يليق بما قدمته من تضحيات ونستشعر حرص العديد من المنظمات والمهتمين حول فاعلية المجلس وسيكون داعم و مساند في ظل عدم وجود وزارة او هيئة للمرأة ، ونجد ان الخطوة الجيدة هي في تكوينه خاصة انه برئاسة رئيس الوزراء وعضوية سيدات الوزيرات وزيرة المالية ووزيرة الاتصالات ووزيرة الهجرة والمهجرين وبعضويتي كمستشارة رئيس وزراء الى جانب انه سوف يصدر  الكثير من القرارات التي تعزز من ادوار المرأة العراقية.

هل سيكون لمنظمات المجتمع المدني دور في المجلس الاعلى للمرأة ؟

نعم اكيد المنظمات هي ذراع الحكومة غير الحكومي هي الراصد للكثير من الامور داخل المجتمع ونحن مساندين لعمل المنظمات ذات الأهداف الوطنية الحقيقية والتنسيق مع دائرة المنظمات لوضع سياسة جديدة بالتعامل مع المنظمات .

لماذا لم يقر قانون الحماية من العنف الاسري لغاية الان ، و ماتعليقك على رفض بعض النواب قضية اماكن الايواء في احد مواد مشروع القانون ؟

أنا مع ضرورة تشريع القانون وقبل فترة كان لدينا جلسة مع مجموعة من المنظمات بشأن هذا الموضوع ، لكن لدينا نقاط خلافية على بعض فقراته و هذا يدعونا الى خلق جلسات حوارية ، يشترك بها جميع المعنيون ، اما بالنسبة لاماكن الايواء انا لدي قناعة ان المرأة المعنفة تحتاج الى مكان آمن تلجأ اليه ، و الحكومة هي افضل مكان تلجأ له المرأة ان كانت معنفة ، وانا مع دور الايواء الحكومية على ان تكون هنالك آلية تعاون مابين المنظمات ومابين الحكومة بهذا الصدد.

هل الاعلام العراقي استطاع ان ينصف المرأة العراقية ام العكس؟

الاعلام كان غير منصف في ايصال الصورة الحقيقية للمرأة العراقية فاليوم الاعلام اصبح ينشر حتى الامور السلبية التي تحاول ان تؤثر على تماسك المجتمع، والتركيز على المقاطع السلبية اكثر من تداول المقاطع الايجابية لجلب المشاهدات والتعليقات و بالتالي انعكس ذلك على الصورة العامة للبلد . 

هل هناك في نية مستشارية رئيس الوزراء او المجلس الاعلى للمرأة تنظيم حوار مع الجهات المعنية بصدد الإعلام ؟

منذ الايام الاولى للحكومة كان هناك لجنة لرصد المحتوى الهابط وكانت لها فاعلية في الفترة الاولى، وانا مع ان الإنسان يمكن ان يعبر عن رأيه لكن ضمن الأُطر الاداب والثوابت الاجتماعية والدينية للمجتمع و دولة الرئيس مهتم بوضع لجنة لمراقبة حتى الذوق العام بخطوات كثيفة .

هل تعتقدين ان الخطوات التي شرع بها رئيس مجلس الوزراء حول المحتوى والذوق العام قد تأتي بنتائج عكسية؟

دولة الرئيس حريص على ان تكون الصورة العراقية مشرقة حتى في محتواها ، والانطباع السائد عن الحكومة بانها حكومة عمل وخدمة ، ودولة الرئيس يسعى إلى  توظيف المحتوى الإعلامي لخدمة المجتمع، وبالتالي هذه الرقابة ليست رقابة الحجب او المنع لكن هي رقابة التوظيف بشكل صحيح بما يليق بالمجتمع العراقي .

امام المشاريع الكثيرة التي اطلقها رئيس الوزراء بصدد الطرق والبنى التحتية البعض استبشر خيرا والبعض تذمر بسبب الازدحامات ، ماهو رأيك ؟ 

ان اكثر المتذمرين من الطرق لاحظوا هناك تغيير في بعض الأماكن ، وبالنسبة للزخم المروري نحن لدينا جسر انطلق في 138 يوم وهذا انجاز ؛ لان الجسور سابقا تنجز في سنوات والان بدأت المشاريع تنجز بفترة قياسية ومتابعة مباشرة من رئيس الوزراء ، وهذا نابع من حرصه ودقته بالعمل حتى ان احد الوزراء قال “تعبنا من التفاصيل التي يسأل عنها رئيس الوزراء و التي نحن كوزراء ننساها ” فهو دقيق بالملاحظة والمتابعة وحريص ان تصل الخدمة الى اعلى مستوى . 

بما ان رئيس الوزراء هو مهندس زراعي ماذا عن ملف الزراعة ، هل لديك اطلاع ؟

نحن لدينا اطلاع كامل بالجهد الحكومي في كل المجالات وبعد حرب اوكرانيا كان هناك تخوف على انتاج القمح  ويعد مادة اساسية ،و دولة الرئيس حريص على ان يتم استلام محصول الحنطة باسرع وقت واحسن نوعية ،وكذلك استلام الفلاحين مستحقاتهم ،وحتى بالنسبة لتوفير وسائل جديدة للري والبذور المحسنة الى جانب ملف السياسة المائية التي كانت لها مجال واسع من الدراسة والحوارات مع دول الجوار كون المنابع اغلبها من دول الجوار .

ماهو برنامج الحكومة بصدد ملف الرياضة خصوصا ان حضرتك مستشارة لشؤون الرياضة سابقا ومازلت ايضا مواكبه لهذا العمل ؟

كانت المهمة الاولى هي خليجي 25 وكان داعم بشكل كبير جداً لجهود كابتن عدنان درجال وجهود الاخوة في وزارة الشباب والرياضة لانجاح هذا الملف و هذا انعكس ايجابا على سمعة العراق و وحدته ولازلنا لغاية الان نقطف ثمارها رغم خروجنا من البطولة الاخيرة، وكذلك اهتمامه بوفد ذو الإعاقة الذي ذهب للصين واحرز المركز الاول وتكريمه اضافة إلى انشطة اخرى .

 ما هي توقعاتك للمهرجان الدولي للمرأة الاعلامية بنسخته الثالثة عشر ؟

حقيقة العام الماضي كنت مشغولة بخليجي 25 وتعذر حضوري ،لكن متشوقة هذه السنة ان اكون ضمن الحضور ، ومتأكدة سيكون له اثر كوننا نسعى الى تنشيط صورة المرأة من خلال الوجود العربي ودورهم في نقل صورة حقيقية ، ووجود نساء اعلاميات سيكون الأثر اكبر على اعتبار لديهم قاعدة من الجمهور تعزز من النشاط الثقافي والإعلامي العراقي على صعيد المنطقة .

من دون مجاملة ما هو رأيك بعمل منتدى الإعلاميات العراقيات خاصة انه اول منظمة نسوية إعلامية تؤسس في العراق ؟

الوحدة بآمرها والقيادة الصحيحة لها اثر كبير في انشاء مؤسسة فاعلة مؤثرة في المجتمع و نحن داعمين ومساندين للمؤسسة كوننا لمسنا صدق العمل و التعاون الفعال لتوضيح الصورة الحقيقة للمجتمع العراقي ، وكان لدينا تواصل منذ الفترة الاولى وهذا يحسب لنا ولمنتدى الإعلاميات و هو دليل ايمان المؤسسة بالجهد الحكومي و نحن نثمن هذا الجهد الاستثنائي لان المؤسسة تقاد بجهود نسائية بحته .

ختاماً : رسالة دكتورة شهباء العزاوي الى كل النساء العراقيات ؟

مساندة المرأة للمرأة هي افضل وسيلة لنجاحها والتنافس مشروع للجميع على ان يكون التنافس نحو العمل وليس نحو الاستئثار بالمكان او الاستئثار بالعمل بشكل فردي ، خاصة ان ملف المرأة واسع يسع جميع الجهود الخيرة التي تعمل على انضاج هذا الملف واحيائه .

شاهد أيضاً

علياء الحسني.. الكتابة سري الكبير وعشقي الذي كلما غادرته رجعت له بحماس

ابنة الاختصاص كما يطلق عليها فتفوقها بالعمل الحقوقي والقانوني جعلها متميزة بين قريناتها المحاميات ، …

error: Content is protected !!