إعلامية حاصلة على دبلوم معهد زراعي-معهد المعلمات بدايتها في مجال الاعلام كانت في صحيفة الاستقامة و قناة الفرات ثم نائب تحرير وكالة الفرات نيوز بعدها رئيس تحرير وكالة اينا الإخبارية لها كتابات سياسية في اغلب الصحف المحلية والعربية. وقصص قصيرة. شاركت في العديد من الورش والدورات وعضو في نقابات واتحادات ومنظمات تعنى بالإعلام
كان لمجلة صوتها هذا الحوار مع الإعلامية وفاء الفتلاوي
حاورتها :انتخاب عدنان القيسي
-الولوج الى عالم الصحافة بدأ عندك منذ الصغر ما السبب وراء ذلك؟
كان عمري لا يتجاوز 15 عاماً حين أرسلت لأحدى الصحف المحلية في الثمانينات مقتطفات من كتاباتي الأدبية عبر البريد وبالخفية دون ذكر الاسم فقط وضعت حرفين {و.م} وكنت متشوقة جداً لأولى خطواتي نحو باب الاعلام الذي حرمت منه بسبب النظام الدكتاتوري وتخوف والدي من بطشه. لقد كنت ادون ملاحظاتي واترجمها الى كتابات نثرية وقصص قصيرة بشكل درامي لا تلفت الأنظار كون المقالات الساخنة لا تنشر بل تؤدي الى المقصلة.
لكن للأسف جميع ماكنت احتفظ به من صحف كانت مخزونة داخل صندوق اكتشفت من قبل والدي وقام بإتلافها جميعا خوفا من دخولي معتقلات النظام الدكتاتوري. لكن بعد سقوط النظام بدأت رحلتي الفعلية بعالم الصحافة عبر بوابة مؤسسة الفرات الفضائية ومنها انطلقت الى الفضاء الإعلامي بحمد الله وبمؤازرة ومساندة عائلتي على رأسها زوجي ورفيق دربي في مسير الخطوة بألف ميل.
–لنتحدث عن وفاء الانسانة بعيدا عن كل شي من هي
وفاء محمد رجب ؟
ولدت في غرفة صغيرة دافئة بإحدى ازقة بغداد رقمي 5 من أصل 9 (اخوة واخوات) حصلت على شهادتين دبلوم زراعي ومعهد معلمات لم يحالفني الحظ ابدا في الدخول الى كلية الاعلام رغم حبي الشديد لها وقد ذكرت الأسباب مسبقاً. متزوجة ولدي 3 أبناء وبيتي واسرتي وزوجي من الأولويات فهم سر سعادتي، اميل للسفر والتعرف على حضارات وثقافات الدول كما أحب التصوير وكذلك اعشق المساحات الخضراء والحدائق والغابات بكل انواعها.
كما اعشق كتابة القصة القصيرة ولدي مجموعة قصصية بانتظار النشر قريباً .
- بعد هذا التطور الكبير الذي شهده قطاع الاعلام العراقي كيف تقيمينه خاصة بعد تحول مفردك الاعلامية الى بلوكر ؟
للأسف البعض يعتقد ان رسالة الاعلامي تترجم عبر الاستعراضات الجسدية والمحتوى الهابط في حين ان هدف الاعلامي تعزيز قدرته على ايصال الحقيقة اينما تكون ، وما نراه اليوم اي تحول بعض الاعلام الى عالم البلوكرات والفاشن ماهي الا ظاهرة دخيلة على واقع الصحافة العراقية و تنذر بخطر الانحراف عن الوجه الحقيقي وعليه يجب ان يتدارك الامر بسرعة من قبل الجهات المعنية بالقضاء على هذه الظاهرة قبل تحولها الى مرض ينهش جسد المجتمع.
-ما رأيك بما تمخض عن منحة الصحفيين ؟
للاسف أصبحت نقابة الصحفيين العراقيين باباً لطرد الكفاءات ممن يعملون بنظام القطعة او من ربطت بمؤسسات تعجز عن دفع الاعتماد المالي السنوي للنقابة بسبب الوضع الاقتصادي للبلد، علماً ان الصحفي والإعلامي يدفعون أموالا لتجديد الهوية النقابية سنوياً، ولا نعلم هل هو خطأ مقصود ام غير مقصود عدم ظهور الكثير من الأسماء بمنحة 2023؟ الغريب في العراق ان المرأة حين تبلغ سن معينة دائماً ما تكون هي الضحية في الوسط الإعلامي ولا تقاس على الخدمة بل تبقى مقيدة بالانتماء لمؤسسة إعلامية او موقع الكتروني على ان تكون مسجلة لدى النقابة وبشرط دفع الاعتماد المالي سنوياً عكس باقي الدول التي تكرم النساء على جهودهن الإعلامي والمهني لسنوات طويلة . للأسف نقابة الصحفيين العراقيين تفتقر للمهنية و تحتاج الى ثورة اصلاح شامل وتغيير وتعديل للكثير من القوانين، كما نطالب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الى اعلان حملة اصلاح واسعة لقوانين النقابة .
-هل حققتِ ما تودينه في العمل أم لا؟ وما هو الحلم أو الطموح؟
حققت الكثير من الإنجازات.. على الصعيد السياسي اجريت العديد من الحوارات مع وزراء ومسؤولين كبار في الحكومات المتعاقبة وكتبت الكثير من المقالات والتقارير السياسية فاحتضنتها كبار الصحف العراقية والعربية وعلى رأسها جريدتي (الدستور والزمان) . وعلى الصعيد الإعلامي كانت لتقاريري الإخبارية وصياغة الاخبار بصمة واضحة في المواقع الالكترونية؛ لكن لم أصل حتى اللحظة الى طموح التبوء لمنصب حكومي يستحق هذا الاجتهاد لخدمة البلاد وربما يتحقق هذا الحلم يوماً او يدفن مع النهايات!.
-اي موقف او حادثة او لقاء قد ترك بصمة وغير مجرى حياتك؟
الحادث الاصعب الذي غير مجرى حياتي كلياً ودفعني للتمسك برسالتي الإعلامية هي الرسائل الإرهابية التي كانت تبعث لي تارة بالتهديد بقتلي وعائلتي وأخرى بشراء وثائق حصلت عليها وكالة الفرات نيوز وكنت اصوغ تلك الوثائق على شكل قصص اخبارية عن قيادات إرهابية كبيرة فرت من سجن تكريت في 2012،اما عن المواقف فهي؛ لكن الموقف الاجمل فكان للعتبة الحسينية المقدسة حينما سمت وفاء الفتلاوي بـ(المرأة المتميزة)، إضافة الى تكريم منتدى الاعلاميات العراقيات بجائزة اطوار بهجت.
-متى برأيك نسمع ان هنالك امرأة تسنمت منصب رئيس الوزراء؟ وما السبب في عدم وصول المرأة لهذا المنصب؟
العالم العربي بشكل عام والعراقي بشكل خاص ذكوري والعادات والتقاليد والأعراف عائق يمنع من حصول المرأة على منصب سيادي كبير ، لسنا دولا غربية تؤمن بقدرة المرأة على القيادة، رغم ان المرأة العراقية تمتلك من المؤهلات العقلية والفكرية ما يؤهلها لقيادة المنصب بنجاح. لكن لا ننسى ان هنالك تغييراً حصل للمرأة بعد سقوط النظام وأصبحت تتبوأ مناصب وزارية ونيابية ومحلية وحكومية وادبية وفكرية وعلميّة وأمنية.
-هل إنتهت الصحافة المكتوبة برايك والإرتجال في البرامج هل هو مهارة أم موهبة؟
بالرغم من انتشار الأدوات الاتصالية والانفتاح على عالم التكنولوجيا والتطور والانترنت ،إلا أن الاهتمام بالصحافة الورقية مازال باقيا حتى وان خف وقعه وذلك لأن هناك الكثير من كبار السن وبعض الصحفيين مازالوا يتعاملون مع الصحافة الورقية وخاصة ان هناك قاعدة تقول ان الكلمة المكتوبة أكثر رسوخا في العقل. فيما يخص ظاهرة الإرتجال في البرامج نعم هي مهارة وموهبة معاً فمن يمتلك الموهبة قادر جداً على تحويلها لمهارة تلفت الانتباه.
-منتدى الاعلاميات العراقيات ماذا يعني لوفاء ؟
منتدى الاعلاميات العراقيات كان المرتكز الأول لدخولي الى عالم النساء كونه يضم جميع الاطياف والاطلاع على انجازاتهن والية صياغة القرارات فيه ووعي ونشاط متسارع لنصرة المرأة في جميع المجالات بروح واحدة ما اثار بداخلي رغبة جامحة بالمضي في إتمام ماتبقى من حلمي بوجود هذه الثلة من النساء خاصة بعد تتويجي بدرع اطوار بهجت فكان حافزا قويا لقلمي السياسي والاجتماعي ان لا يتوقف ويبقى نصيرا للضعفاء.
في الختام
اشكر مجلة صوتها وجميع الكادر العامل هناك والدكتورة نبراس المعموري على دعمها المتواصل للاعلاميات.