للشاعر عصمت شاهين الدوسكي
بقلم : أحمد لفته علي
قانون رب العرش العظيم يساوى بين سيادة دولة الرئيس وسيادة الرئيس القائد ،التراب إن حصل له النصيب أو رميه بالأحذية مثلما حصل لدولة الرئيس وزوجته في رومانيا الرئيس شاوشيسكو القتل بطلقة رخيصة ورميهم فى حاويات المزابل أو محاكمة المبارك وجلبه إلى قاعة المحكمة على حمالة المرض ذليلا وقتل السادات في ساحات العرضات واختفاء القادة والحضور بين الكراسى والهروب يمينا وشمالا وكذا حال القذافي وهدام العرب ” التراب نصيب الإنسان ” لأن أوله نطفة وآخره جيفة وقول الله ” كل من عليها فان” الناس سواسية كأسنان المشط أمام القانون ولكن أصحاب العرش يراجعون دفاترهم القديمة وهل لا يتصفحون دفاتر التاريخ أين كانوا والى أين المصير…؟!!! الشاعر عصمت الدوسكي أنت تذكر في قصيدتك ” الكرسي “ملامح تذكيرية ورب العرش قال ” إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر” ولكن ما أكثر العبر واقل الاعتبار ،الشاعر عصمت شاهين الدوسكي المبدع ذكر إن نفعت الذكرى والله المستعان .
( آه يا كرسي
كم تعذب من وراءك كل معذب
كم نزحنا تشردنا هجرنا بلا سبب
رؤى قدميك على جماجم الفقراء
الفقراء من تعب إلى تعب
ترتوي من الدموع والدماء
لا يهز جفنك صرخة غضب
تنصب المشانق للمساكين
الحر تكفيه شارة النصب
رحلوا الرسل والأنبياء
اليسوع على الصليب صلب
آه يا كرسي
لا عدل فيك ولا حب
لا رحمة فيك ولا عتب
عذرا لا ألومك
أنت كرسي من حديد أو خشب
أنت عصمت شاهين الدوسكى من الثقافة الإنسانية لكن في عصر الكآبة التي انتشر فيها داعش دخل المدينة التي ترعرت فيها هي الحدباء موصل وعلمتك تفكيك الحروف وبنائها جملا فكتبت عن بؤس الدواعش ” رواية الإرهاب ودمار الحدباء ” وثيقة إدانة لداعش ولمن فتحوا الأبواب لدخولهم مدينتك ويمارسوا القتل والسلب والنهب والاغتصاب والسبي وكل ما يشين إلى الإنسانية من جروح وقروح لن تندمل الجرح بسهولة ولا زلتم تمشون على الأرض هونا وإذا خاطبكم الجاهلون قلت سلاما ، الثقافة تجسدت في حروفك وقدرك أن ترتفع قامة للرؤية عاليا في محراب الإنسانية ومزماركم الكلمات والغناء شعرا تخفف الجراح وتزيل الآلام من الصدور …سر واستمر ونايك معك وغني سر الوجود كما غنت فيروز بنايها استمر وارفع قامتك وانشد أحلى الأناشيد للإنسان للحياة للفكر والإحساس وسيستمع لك المحبين والعاشقين وأصدقاء الحرف والصدق والتواضع سر في الدروب الإنسانية مع سرب المفكرين مع الكبار ومع رسالة المسيح ومع رسالة محمد في نشر الحب ومع الشهيد الحسين في كربلاء والطاووس الازيدية الحياة في الكلمة والكلمة في الحياة وبالكلمة جواز المرور في دخول النار أو دخول الجنة طريقك محفوف بالمخاطر ولكنك رابح الضمائر الحية مهما كانت عكازة الثقافة العصرية حينما قلت :
( الحياة هي أن تعيش في قلوب الآخرين في أرواحهم وإحساسهم وضميرهم بحب ورحمة ومودة واهتمام وتواصل إنساني راقي وتهب لهم بمقدار وحجم مسؤوليتك فإن فارقتهم يذرفون الدموع عليك وإن التقيت بهم يرحبون بك وإن غبت عنهم رافقتك دعواتهم لك بالصحة والتوفيق أليس هذا من جمال وارتقاء الحياة .؟
يتوهم من يظن إن القيادة الثقافية مظاهر مزركشة وبدله رسمية وربطة عنق وتنفيذ بنود ليست لها علاقة بالثقافة
… .، إن القيادة فن يمكن اكتسابه بالتعلم والممارسة والتمرين يقول (وارين بلاك) : ” لم يولد أي إنسان كقائد.. القيادة ليست مبرمجة في الجينات الوراثية، ولا يوجد إنسان مركب داخليًّا كقائد ” .فتعلم أصول القيادة قبل أن تكون قائدا ..فالجهل لا يرحم والعكازة لا تبقى إلى الأبد عكازة …فما فائدة أن تكسب العالم وتخسر نفسك. أو بالأحرى تخسر العالم وتخسر نفسك ) . . ..
من حقي كقارىء ومتابع لأكثر قصائد الشاعر عصمت شاهين الدوسكى بين كبار شعراء المرحلة السابقة مع بعض التحفظ أمثال نزار القباني واحمد مطر ومظفر النواب …وبين كل الشعراء الكبار الذين تصدوا لأوضاع الشعب العراقي المزري وصفا وتعبيرا عن أحوالهم البائسة بالتسول والجوع والتشرد والهجرة من مناطق سكناهم وخراب بعض المدن الكبيرة الغنية بالنفط والموارد الأخرى ودخول داعش القتل والخراب فيها الحدباء نينوى وكذلك
مدينة الأنبار وغيرها من المدن العريقة … والحكام الفاشلين السراق والمخربين لبلاد وادي الرافدين … فلا الغنى مرتاح ولا الفقير الجائع المطحون والمسحوق…فالثورة الشعبية من قيعان المدن العراقية قادمة لوضع حد للماسي والفساد والرشاوى والذين بيدهم اليوم الحل والعقد… وأكثر حكام الصدفة المأساوية والذين أتوا بهم بعجلة أمريكا وحلفائها الفاسدين الطامعين في ثروات بلدنا وتحطيم معنويات الشعب وسرقة مواردها النفطية وغير النفطية في عراق الغنى الذي أصبح في مؤخرة كل دول المنطقة … وكل واحد من هؤلاء مرتبط بجهة خارجية لإدارة منافعها في العراق كحكام فاشلين في العراق .وقد عبر الشاعر عصمت الدوسكي الواقع العام في قصيدة ” أمة فيها العجب .
أُمة فيها العجب
عصمت شاهين الدوسكي
أُمة بلا أُمة
أمة ولدت … أمة خلقت
أمة صنعت … أمة ماتت
أمة رسموا لها خريطة
بلا تضاريس وضعت
قسموها ، عدلوها
في خزائن المال احتسبت
جردوها ، عروها البسوها
وفي موكب زوجت
كل الشوارع حراس
كل الأماكن عطلت
حتى الأحلام هاجرت
والآمال بصمت اندثرت
والدموع على الخدود
بحرقة إن كدرت
والصحف ضجت
بين صفحاتها نشرت
أمة بلا أمة اغتصبت
لا تسأل ما السبب ..؟
أمة فيها العجب عجب
تراكمت أطلالها بين الأسوار
خذلها القواد والمنافق والصخب
مالت إلى الأرواح تبكي
لم تجد الأجساد إلا بين لعب ولعب
الصروح عمدت فوق التلال
المروج تنخر بين خوخ وعنب
كثر الدود والجرذان
تركت الأرض شرخت على عطب
يجمعون الأموال فوق الأموال
تضيق بهم قصور من ذهب
أمة لاهية بين الكراسي
عبدت الدينار والمنصب
تركت الشعوب بين الحروب
حتى لم يبق أي شعب
آه من حروب تركت خرابا
اغتصبت هالة وفاطمة وزينب
بيعت في سوق الجواري
كل امرأة بريئة بلا رأي أو خطب
ذبحت الرقاب كالأنعام
حينما تذبح على حطب
آه من أمة جمعت دينها
رسمت دينا جديدا من الكتب
كل خطوبها هائمة غافية
بين الرغبات والمتع والطرب
أمة بلا أمة .. غدت بين الأمم
كراحلة بلا شعاب وشعب
أمة صنعت من لجة الحضارات
لم يبق لها إلا ظلام وآهات
سرقوا مواردها جواهرها
من الجمال والارتقاء والحياة
كسوها بظاهر بلا ظاهر
حتى بانت فقيرة على الطرقات
تستجدي من ظالم وطاغ معونة
وجنانها وأنهارها بيد العاديات
باعوا الأرض والقلب والروح
تركوا الضمير يئن من المأساة
تجلى مهاجر ونازح ولاجئ
حتى غدت البيوت بلا أصوات
ذكر للعالمين ومن يستقيم
امة هدت فيها كل الحضارات
أمة ولدت من رحم النساء
فحدث أمة أشرقت رغم العاديات
أمة ثارت ،أمة لم تثور
سقطت في بئر الخيانة
رفعت راية وراية
ملأت بحبر الولاء كل السطور
أمة تركت الجراح بين الخراب
أطلال دم مسفوح بين خطأ وصواب
لم لا أجد الأطفال بين دار ودور
أمة صابرة تنتظر الأبطال
والأجيال هائمون بين جوال وجوال
أمة فيها العجب
فماذا تنتظر من جار ومجرور ..؟
لا زالت الأمة تنتظر البيت المعمور
بعد أن تسقط القشور