مترجمة وكاتبة أكملت دراستها الأكاديمية في كلية الآداب قسم الإنجليزي، ساعدها تخصصها العلمي لأن تعمل كمترجمة في هيئة الإعلام والاتصالات لتنطلق فيما بعد في مجال إدارة المؤسسات الثقافية عبر منظمة نخيل عراقي الثقافية التي من خلالها تميزت في فن الإدارة وتنظيم الأنشطة الثقافية الاستثنائية من حيث المضمون والحضور. حاصلة على شهادات الخبرة بتخصصها وشاركت في العديد من الندوات والمؤتمرات المتنوعة.
وللتعرف عليها عن كثبٍ كان لمجلة صوتها هذا الحوار مع المدير التنفيذي لمنظمة نخيل عراقي الثقافية سمر الشمري.
حاورتها رشا الحسيني
من صاحب الأثر الأكبر في بناء الشخصية المهنية القيادية لسمر الشمري؟
في البدء كان والدي الداعم الأكبر في تشجيعي على التقدم بخطوات واسعة من الطفولة ولحد الآن، وكذلك كوني أماً لولدين وأقوم بواجباتي القيادية في المنزل جعلني اتحلى بالحرص والتنظيم ومتابعة ادق التفاصيل، اضافة إلى إيماني إن المرأة خلقتْ لتكون الرائدة و المساهمة الأكبر ببناء و تأسيس الحضارة البشرية .
كيف تقيمين المشهد الثقافي والإعلامي العراقي بعد 2003 ؟
هناك من هم أولى بتقييم المشهد الثقافي في العراق لأن التقييم اليوم يبدو كمعضلة بل متاهة مع انسحاق المعايير اللازمة في عالم “التريند“. لا شك أن المشهد مربك، لكن ذلك لا يعني أبداً عدم وجود سياقات هادئة لدى بعض المثقفين لها قدرة على غرس ما تريد بهدوء لينمو ويكون عنصراً فاعلاً في حياة الناس.
كيف تصفين عملك في مؤسسة ثقافية مثل نخيل عراقي؟
عملي في نخيل، متشعب، فقد تسنمتُ مهام مدير الإدارة والمالية، ثم المدير التنفيذي، وهو ما جعلني في مركز العمل الذي تختلط فيه المهنية بالموهبة والهواية، وما زاد الأمر جمالاً وصعوبة، هو طبيعة العمل الثقافي، مما يجعل الأمر شبيها بالمستحيل، لكننا جعلناه ممكناً، بالتركيز على طبيعة المواد المختارة وإدارة العمل من البدايات إلى لحظة الاكتمال.
ما السر وراء تألقك بعملك كمترجمة، وكذلك في نخيل عراقي، رغم كونهما عملان مختلفان؟
شهادتي الأكاديمية “بكالوريوس إنجليزي” هي التي جعلتني احظى بالاتجاهات معاً دفعة واحدة. فقد كنت كمترجمة، متيّمة بالكلمات التي تحمل طابعاً أدبيا، وربما هذا هو سحر الأدب الذي يجعل من الكلمات كلمات أخرى، ويحولها إلى لا نهائية، فالكلمات واللغة ساعدتني كثيرا بعملي كمترجمة، وهذا العمل بدوره ساعدني في نخيل عراقي.
نجد أنك محاطة بكم هائل من الأنتيكات والمقتنيات لأبرز الشخصيات العراقية ما أثر ذلك عليك ؟
هذا أمر يشبه أن تعيش في أكثر من عالم في لحظة واحدة، هناك أشياء قد نرى جمالها مظهرياً فحسب، لكنها أبعد من ذلك بكثير، الجمال يتغلغل في النهاية إلى الرؤوس إلى الأفكار إلى السلوك.
في مجتمع تغلب عليه الصفة الذكورية ما هي التحديات التي واجهتك خلال إدارتك لمؤسسة ثقافية ؟
معروف إنّ الإنسان القديم منح امتياز الألوهة للنساء قبل الرجال، حينما لاحظ غرابتها وقدرتها على الحمل والاعتناء بأطفالها، وهذا امتياز لن يختفي مهما كانت المحاولات لطمسه. والذكورية الطاغية، تستسلم إذا كانت رقة الأنثى لا تعني الضعف، بل القوة.. هناك تحديات طبعا، لكنها جزء أساس من طبيعة العمل الثقافي، وما خبرته من خلال التجربة، أن المرونة ضرورية، حين تتحاور وتتعامل مع فئة المثقفين .
من وجهة نظرك في ظل المتغيرات التي شهدها البلد ما الذي يحتاجه المثقف العراقي لينطلق عالميا؟
يحتاج لأن يكون على علاقة بالحياة أكثر، أن ينظر إلى تفاصيل الناس أكثر من انشغاله بتفاصيل زملائه من الأدباء، ألا يكون ما يكتبه مجرد “مناجاة” لأقرانه من الكتاب، بل أن يكون دالةً تشير إلى نفسه.
برأيك ما الأثر الهام لمنتدى الإعلاميات العراقيات وما الذي يجعلك تساندين أفكاره؟
أنا شخصياً منحازة لما يقدمه المنتدى من دعم للمرأة عبر الاستناد على أهمية وجودها وقدرتها على بناء العالم.. فالمرأة حاضرة بقوة في الرؤى التي يدعو لها المنتدى ويكافح من أجلها وهنا تبدو المرأة بشكل عام والإعلامية بشكل خاص كقضية وهي الفكرة الجوهرية الأبرز عند تأسيس المنتدى.