المؤتمرات الإقليمية ما قبلها وبعدها

د. محمد وليد صالح 

باحث وكاتب عراقي

تهتم الدول بتنمية العلاقات العامة وممارساتهالتدعيم مواقعها وإبراز عملها ومنجزاتها للجمهور بمختلف مستوياته والاتحادات والهيئات العمالية والاقتصادية والمنظمات الدولية وتزايد حاجتها إلى علاقات مشتركة أوسع ودوائر للعلاقات العامة بدأت تتضح في المؤتمرات الدولية لتعمل على رصد الشعور العام واتجاهات الرأي العام، التي تكون وفودها من بلاد مختلفة العادات واللغات والمصالح، وهذا ما يجعلها صعبة نسبياً خصوصاً اذا ما كان يهدف إلى تحويل الرأي العام عن فكرة معينة لاعتناق فكرة جديدة في مدة قصيرة، قد لا تمكّن ممارسوها من توطيد الصلات بأعضاء الوفود والتأثير عليهم وكسب ثقتهم.

وتحاول الدول على اختلاف ايديولوجياتها ترسيخ علاقات طيبة مع شعوبها عن طريق اعتمادها على تقديم المعلومات المبنية على الحقائق والبيانات الموضوعية، لما تقوم به من أعمال وانجازات لخدمة المجتمع لتحقيق الثقة المتبادلة وكسب الرأي العام، من طريق ممارسة إدارات العلاقات العامة والإعلام لدورها عبر وسائلها وبالتعاون والتنسيق مع مختلف المؤسسات والدوائر الحكومية، بحملات إعلامية تستهدف إطلاع المواطنين على سياسات الدولة العامة، فضلاً عن تعبئة الجماهير في المسائل الوطنية، لاسيما بعد الاهتمام بهذه الفعاليات التي تعود إلى نشوء الحكومات الحديثة وظهور الأيديولوجيات التي تتطلب جهود خاصة لشرحها وتعميمها وإيضاح الخطط والبرامج القائمة عليها، مع تنامي تدخل الدول في الشؤون الاقتصادية سواء أكانت في الصناعة أم الزراعة أم التجارة، وكذلك التكنولوجيا والمعارف والعلوم وتنامي وسائل الاتصال وتطبيقاتها الذكية وتطورها مع التعاون الدولي وتنامي العلاقات بين الأمم والشعوب.

ان نقل وتفسير المعلومات والآراء والقرارات من المؤتمر إلى الشعوب، ومحاولة لجعلها تهتم بالمؤتمر وتنسجم معه، عن طريق إعداد رسالة تلفزيونية (الصورة والصوت) لمواكبة وقائع الاجتماعات التحضيرية للروؤساء وتقدير الميول العامة، وتعريف الناس بسياسات المؤتمر وأعمال لجانه حتى يفهمونها بطريقة واضحة، عبر اعتماد الإصدارات الصحفية أو الملاحق المصورة المتخصصة بتغطية فعاليات المؤتمر للمجتمع، من أهم مساعي ممارسة العلاقات العامة في المؤتمرات الدولية، بهدف إيجاد العلاقات الطيبة مع أفراد الوفود لتمكينهم من الاضطلاع برسالتهم بالشكل المناسب، عن طريق إيجاد مركز إعلامي لتواجد الوفود الرسمية بالقرب من وسائل الإعلام وتسهيل إجراءات الوصول إليها، فضلاً عن تصحيح المعلومات التي قد تكون لديهم عن المؤتمر وأهدافه وعن البلد الذي يعقد به، بواسطة الإعلام الموضوعي واعتماد أساليب العلاقات العامة العلمية وكتابة الردود على المعلومات غير الصحيحة، لإيجاد السمعة الايجابية عن المؤسسة أو المنظمة وحتى الدولة وصولاً إلى بناء وتعزيز الصورة الذهنية الجيدة.

شاهد أيضاً

العراق وطن القلوب والحضارة

اللواء الدكتورسعد معن الموسوي أنا دائمًا ما أبتعد عن الحديث في السياسة وعراكها، لكن عندما …

error: Content is protected !!