إسراء الجوراني
إذا أردنا ان نعرج على الدور والأهمية التي تقع على عاتق وسائل الإعلام في رعاية أنشطة المجتمعات الديمقراطية ومنها (حقوق الإنسـان، والانتخابـات النزيهة، والبعد التنويري في بناء قاعدة ثقـافية مجتمعية للإنتاج والتنمية… فضلاً على رعاية التعليم وكشف الفساد والانحراف السياسي والديمقراطي، باعتبار ان وسـائل الإعلام هي بـالدرجة الأولى اجهزة مراقبـة وتقـصي مفردات العمل الديمقراطي ومن ثم فهي الحارس الشـخصي المعين للمجتمع, فكان علينا ان نعي علمياً وواقعياً بالأدوار المختلفة التي تغلف العملية أي الدور او العلاقـة بـين الإعلام والانتخابـات والرأي العام, ومن هذا المنطلق يغالي البـعض بـالدور الايجابي الذي يمكن ان تنطلق به تلك الماكينة التأثيرية حـول الانتخابـات مثلاً، دون النظر الى الظروف الاجتماعية والدولية وبين التأثير الأخرى التـي ترافـق عملية التأثير او الارتفاع بـهذا الدور المفترض، والذي يتصاعد بحسـب تراكم المصداقية والتجربة التي سبقتها فعملية التأثير الإعلامي في الأصل ذات بـعد اجتماعي ونفسي وهي بذلك تخضع لعلاقات متعددة وعناصر وقيم مختلفة، ذلك ان البناء الاجتماعي وسياقاته وتفاعلاته الرمزية معقدة ومتشعبـة، إلى الحـد الذي لا يمكن في أحيان كثيرة إخضاع ظاهراته الى الدراسة والتقصي والقـياس، مثله كمثل باقي العلوم التي ما تزال تبحث عن تفسـيرات لظاهرات لا يمكن في ضوء امكانيات العلم حاليا ان يتوصل اليها.
اهمية وسائل الاعلام في الانتخابات:
يعد الإعلام أحد العناصر الأساسية للديمقراطية، ويستحيل إتمام الانتخابات الديمقراطية دونه, حيث ان الانتخابات الحرة والنزيهة لم تعد مقتصرة فقط على حرية التصويت ومعرفة كيفية الإدلاء بالصوت فحسب، ولكنها ترتبط أيضًا بعملية تشاركية حيث يشارك الناخبون في النقاشات وتتوافر لديهم معلومات كافية حول الأحزاب والسياسات والمرشحين والعملية الانتخابية ذاتها حتى تكون اختياراتهم واعية ومبنية على معلومات. بالإضافة إلى ذلك، يقوم الإعلام بدور الرقيب على الانتخابات الديمقراطية، حاميًا بذلك شفافية العملية الانتخابية, وفي الواقع، تنطوي عبارة الانتخابات الديمقراطية دون حرية إعلام أو مع كبت حرية الإعلام على تناقض في المصطلحات.
حيث يشكل حق الناخبين في الحصول على المعلومات الكاملة والدقيقة، وحقهم في المشاركة في المناقشات والحوار حول القضايا السياسية ومع الساسة، أحد أهم أركان التغطية الإعلامية للانتخابات, ومن الخصائص المتأصلة في هذه المهمة، حق الأحزاب والمرشحين في استخدام الإعلام كمنصة للتفاعل مع الجمهور, بالإضافة إلى ذلك، تحتاج هيئة إدارة الانتخابات لإيصال المعلومات إلى الناخبين وإلى المجموعات الأخرى مثل الأحزاب السياسية والمرشحين. ولوسائل الإعلام ذاتها الحق في تغطية العملية الانتخابية بأسرها بحريّة ومراقبتها عن كثب, وتمثل هذه المراقبة في حد ذاتها حماية حيوية ضد التدخل أو الفساد في إدارة العملية الانتخابية أو تنفيذها.
علاقة هيئة ادارة الانتخابات بوسائل الاعلام:
نظرا للدور الحيوي الذي تؤديه وسائل الاعلام في العملية الانتخابية من اوجه عدة فان علاقة الهيئات المعنية بادارة الانتخابات بوسائل الاعلان علاقة متعددة الاوجه نذكر منها الاوجه التالية على سبيل المثال:
• هيئة إدارة الانتخابات كناقل أو مصدر: حيث سترغب هيئة إدارة الانتخابات بلا شك في استخدام الإعلام كأداة لإيصال رسائلها إلى الناخبين.
• سوف ينصب اهتمام الإعلام على هيئة إدارة الانتخابات على مدار العملية الانتخابية. سوف يهتم الإعلام بالمعلومات التي يمكن أن تقدمها هيئة إدارة الانتخابات، كما سوف يحاول مراقبة أدائها وفاعلية الانتخابات ونزاهتها
• بوصفها جهة تنظيمية: فقد تكون هيئة إدارة الانتخابات في بعض الحالات مسؤولة عن وضع أو تنفيذ القواعد التي تنظم سلوك الإعلام أثناء الانتخابات وخاصة فيما يتعلق بوصول الأحزاب والمرشحين مباشرة إلى الإعلام, كما هو الحال في الصمت الاعلامي قبل يوم الانتخابات, ومن جانب اخر قد تكون مسؤولة أيضًا عن التعامل مع الشكاوى المقدمة ضد الإعلام.