هدى زوين
يأتي عامٌ جديدٌ، وتمرُّ به كلماتٌ ملونة بألوان تحاكي أنغام قلوبنا، تتلون بألوان الطيف الممزوجة بشفافية الأقدار، تتناثر منها حباتُ مطرٍ تتساقطُ على أبواب جليدية متصلبة فيها من القوة والصبر، مرسومة بلغة لا يقرأها الا من أراد أن يراها صحيفةً مدون عليها: حياتنا مصابيح ورقية تتساقط من السماء بمفهوم ضوئي لا هي شرقية ولا غربية، تتمايل بسهام خافتة، لتنور دربك بخطوط مختلفة التعرجات والاتجاهات، لكنها تضيء حياتك بطرق مستقيمة بعيدة الأفق، تنظر إليها بكلّ حب وتفاؤل، تتخللها أحداثٌ وعبارات ومواقف مدونة في ذاكرتنا ومحفورة بأوجه متعددة منها من يريد البقاء للبقاء فقط، ومنها من يريد الحياة للحياة، للتراكم الطيّات الوجودية طبقات فوق طبقات.
القليل منها من يريد أن يعيش بنقشة آلهية نقية الروح بعيدة المدى، شفافة اللغة، حالمةٍ بغدٍ من نور ، قوية العنوان تتنقلُ بين الأجيال نورٌ على نور، لا تعرف القيود والهروب، تواجه الصعاب بكل مراحلها، تمرّ بحياتنا وجوه لأشكال مختلفة، وللأشكال حياتها أيضاً، لكنها تتبلور لتكون شكلاً واحداً، لا أحدٌ يتعرّف عليها ليكتشفها، الله وحده الذي يعلم بها.