أصدر المكتب الإعلامي لرئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، اليوم الثلاثاء 25 تموز/يوليو 2023، توضيحاً لما قاله الأخير بمناسبة “اليوم العالمي لمناهضة العنف ضدّ المرأة” بشأن مفردة “الجندر”
وذكر المكتب في بيان ورد للسومرية نيوز، “يردُ (الجندر) بتعريف الأمم المتحدة: بأنهُ الدور الاجتماعي للفرد بصرف النظر عن كونه ذكراً أو أنثى. كما وقد صدرت مخاطبات وتوجيهات من أعلى المؤسسات الرسمية في الدولة تعضِّدُ هذا الفهم وتعزز العمل به.
وأضاف البيان، “ومن يُحسن الاستماع بموضوعية الى كلمة الحكيم بمناسبة (اليوم العالمي لمناهضة العنف ضدّ المرأة) سيجد تناولاً واعياً لعدد من المفاهيم التي تنتصر للمرأة في ظل الثقافة الاسلامية، بروح معاصرةٍ وبلغةٍ متصالحة بعيداً عن تحميل الأمور فوق ما تحتمل، ومن ذلك ذكر (الجندر) انطلاقاً من جذره اللغوي السليم، وبمفهومه الإيجابي المنسجم مع الدلالة الاصطلاحية الدقيقة، مع الإشارة الى أن استخدام هذا المصطلح في خطاب الحكيم قد وردَ ضمن سياقهِ العام الدالِّ عليه بشكل واضح، ولا يصحُّ اجتزاء الأفكار والدلالات من سياقها العام الجامع وتوجيهها وفقاً لأمزجةٍ افتراضية مغلوطة”.
تابع، “كما أنَّ استخدام هذا المصطلح في حينه (قبل أكثر من سنتين) لا ينسحب الى التأويلات والتفسيرات التي صرنا نسمعها اليوم (وإلا، ما لذي منع من التعليق عليه في حينه !؟) مما يؤكد أنهُ ليس بالمعنى الذي يدور في أذهان بعضهم مما تطرقت له تأويلاتٌ باهتة مقصودة، وطرحه المتصيدون الذين يتخذون من هذه الاساءات مهنةً لهم، محاولين توجيه السامع لإساءة الظن بمن يستعمله على النحو المعتدل الواعي، ولم يكلف هؤلاء المتصيدون -إذا حسنت نيتهم- مراجعة المصطلح مفهوماً وجذراً وتوظيفاً، فانساقوا خلف سلوك معروف”.
وأوضح البيان، “إن ما قصده السيد الحكيم بالنقطة الأولى من خطابه ومهَّدَ له بكلمته، هو الفهم الصحيح لمفهوم الجندر (ويُقصَد به هنا الدور الاجتماعي للذكر والانثى معاً، في المسؤولية وبناء المجتمع) من دون استبعاد طرفٍ منهما وبما لا يتجاوز الطبيعة التي خصَّ الله تعالى بها كل طرف، وقد دعا من هذا المنطلق الى (مناقشة الجندر بكل ما تنطوي عليه وظائفه البانية للمجتمع) مستدلاً بقيادة السيدة زينب عليها السلام وتبنيها المسؤولية في التثقيف بأبعاد القضية الحسينية، ورعاية عيال الحسين عليه السلام ومسيرها مع السبايا الى الشام وغير ذلك”.
وبين، “إذ إن مسؤولية القيادة في العقل الجمعي هي أحد الادوار اللصيقة بالرجل وليس المرأة، ولكنها عليها السلام تبنت ذلك وتخطت دورها الذي رسمته التقاليد التي تقصي المرأة عن أداء بعض الأدوار عند الضرورة، ونجحت في ذلك بشكل مبهر، انطلاقا من شعورها بالمسؤولية وهي التي أسكتت الجميع بحديثها في مجالس الحكام بما يعجز عنه معظم الرجال (وهنا تكمن الدلالة المرجوّةُ من الخطاب).
وأكمل البيان، “وما أرادهُ الحكيم في خطابه هو أن الخروج عن الدور الاجتماعي للمرأة ليس يعني التمرد على القيم الصحيحة بل يعني الوعي الخلّاق بأدوارها المتعددة، بدلالة ذكره لأعمال السيدة خديجة والسيدة آسيًا، وأُخريات وردنَ في حديثه. مؤكداً أن دورها لا ينحصر بمساحات محدودة، مما يوجِبُ العناية بها وتمكينها حتى تأخذ دورها الحقيقي، وحين ذكر (الجندر) فإنه أشار بثقةٍ وسلاسة الى أهمية العناية بالدور الاجتماعي للمرأة وعدم حصره في السياق الذي يظلمها أو يحجِّمها ويكرس الصورة النمطية لها ولدورها في الحياة، فباستطاعة المرأة إضافةً لمهامها الأساسية أن تقوم بمهام وأدوارٍ أخرى”.
واختتم البيان، “ولذلك كان يطالب في خطابه بتعاملٍ يراعي حضورها وامكاناتها ومنحها مساحة أكبرَ في التمثيل الحكومي (ولايزال يتبنى ذلك) بمعنى تأكيد الانفتاح على أداء المرأة في مفاصل الحياة كافة، كما كانت في عصر صدر الاسلام وما قبله، تمارس انشطةً عديدةً تساند الرجل في أوقات السلم والتحديات”.