تحدث رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم السبت، عن ملامح استراتيجية “عراق 2050″، فيما أشار الى أنها تتضمن ازدهارا واستقرارا للبلاد.
وقال السوداني في مقال تابعته صوتها : “تمرُّ علينا هذه الأيام الذكرى العشرون لسقوط النظام الديكتاتوري السابق، بما فيها من آلامٍ ومآسٍ وما حفَّتها كذلك من آمال بالخلاص من القهر والظلم والانطلاق نحو الانعتاق والازدهار. إنَّ سقوط النظام المدوي الذي وقع في مثل هذه الأيام قبل عشرين عاماً كان نتيجة لعقود متمادية من القمع والاستبداد وسوء الإدارة، والاستهتار بمقدرات البلاد والاستهانة بالإنسان العراقي وكرامته، كان نتيجة التخيلات الهوجاء ومحاولات التجاوز والاعتداء داخلياً وخارجياً.
لقد كان سقوط النظام نتيجةً حتمية لأسلوب إدارة البلاد التي اتبعها، وفشله في تقدير قوته وقوة خصومه. وبدل أن تنطلق البلاد في نهضة كانت تنتظرها وتأخرت كثيراً، وقعت في سلسلة من الأحداث والمشاكل التي عادة ما تواجهها البلدان بعد خروجها من قبضة نظام استبدادي أهوج، إلى فضاء من الحرية والانفلات بلغت حد الفوضى أحياناً.
لقد أخذت هذه الظروف كثيراً من الوقت وذهبت بكثير من آمال الناس بالحرية والخلاص والتقدم. لقد آن الأوان لتضميد الجروح والانطلاق نحو مستقبل زاهر لشعب مقدام يستحق كل الخير. لقد صبر شعبنا كثيراً وضحَّى بأعز ما يملك وقدَّم قوافلَ الشهداء من أجل تحرير الإنسان والأرض وتطهيرها من رجس الإرهاب والاستبداد.
واستطاع أن يصوغ لنفسه دستوراً جعل الإنسان العراقي (رجلاً وامرأة) محورَه الأساسي وهدفَه المركزي وضمن حقوقه في الحرية والكرامة والمساواة. لقد فتح الدستور الطريق أمام بناء دولة المواطنة المتساوية التي يجب أن تبقى هدفنا جميعاً، ونسعى إليها رغم الصعاب والتحديات. كما ضمن سيادة البلاد واستقلالها والمحافظة على وحدتها.