د. نوفل ابورغيف
ربما يتأَخَّرُ الوَطنُ مجدداً ..
بين تُجّار الحروب
وأنصافِ الرجال
مَن يدري
متى؟
وأينَ سَيَكتَملُ القادم ؟
***
يَستنزفنا المتبقَي من الأمل
فَنبتَكِرُ صَبراً عنيداً أخرَ
لنواصلَ الألم ..
ونقطع الرحلَةَ بصحبةِ صبرنا القديم
وقلقٍ تَرعرعَ معنا في بَغداد..
نقطعها مع عنادنا ، وسهادنا
معَ أحزاننا الباذخَةِ
ونَنسجُ من دخان المساءات فجراً صافياً كأوجاعنا
ثم نَنحَتُ من الغيمِ وطناً بديلاً
يليقُ بأدعيةِ أُمهاتنا
يليقُ بمحطّاتٍ زرعناها تمائِمَ في قمصاننا
ثم نصافحُ الوقتَ
ونمضي ..
لنفتتحَ شمساً حَجَبها الغُبارُ طويلاً
فسلاماً للقادمين ..
لأطفالنا الذين لم يأتوا بعدُ ،
ولَعلَّهم يتفتَّحونَ بعد سفرناَ الأخير
وفي أيديهم رايةُ وطنٍ معصومٍ
وقد نلتقي عند المسافة نِفسَها
أو عند لحظةٍ بعيدة
(وقَد يَجمعُ الله الشتيتينِ )
***
إنها أحلامُنا القصيّة
تحرُسُنا ونحرسها
وهذه رائحةُ آبائنا الذينَ زرعوا هذا الوطن
أجساداً ومهجاً
لتولّد أسماؤنا مثقلةً بالحروب
وتَصحوَ هواجسُنا نَخلاً
وقصائِدَ
وسَفَرا