بقلم / فراس الحمداني
مما لا شك فيه أن للكتاب اهمية كبيرة واثر سايكولوجي على الفرد والمجتمع .. ومن منظور اعلامي يقال ان الكتاب ( ابو الاعلام ) وذلك لكونه يعد اعلام متكامل لما يؤديه من مهام ووظائف اعلامية وتثقيفية كالوصف والترفيه والتربية والتوجيه والاخبار والتصحيح والنقد و السرد غيرها مما يتزود به القارىء من الكتاب الذي لا يزال يسجل التفوق رغم تنوع وسائل الاعلام وانتشار المبتكرات كونه الاكثر صحة وجدة لما له من خاصية حفظ ونقل المعارف والقيم والمفاهيم والعلوم عوضا على امكانية اعتماد الكتاب في تكوين قاعدة معلوماتية وبنك معرفي للاستخدام عند البدء في اي عمل اعلامي او الخوض في غمار اي تجربة جديدة فهو المؤثر بعمق كوسيلة اعلامية في حياة الفرد والمجتمع وهو الجسر الواصل بين الماضي والحاضر.
ونظل في حديثنا عن الكتاب الذي يعد المساعد الاول على فهم الذات وصقلها واعادة تأهيلها وتطويرها وكذلك فهم العالم المحيط بها ومواكبة التدفق المستمر في مجرياته .. حيث يتيح الكتاب الكثير من المميزات كمساهمته في بناء لغة مشتركة مع ابناء المجتمع الواحد وفهمه بشكل اوسع، ويخفف العبىء والضغط النفسي عن القارىء ويكون له الصديق الامين الذي لا يكذب ولا يخون ويوفر الراحة والترفيه كمتنفس للشخصية ويفسح المجال لنمو العقل وتوسيع المدارك بطريقة متفردة .
واذا كان الاعلام يشكل محرك وعصب رئيسي للحياة، فالكتاب يشكل عصب مهم للاعلام .. ومن هذا المنطلق اجد سعادتي في اوجها حين اتلقى هدية متمثلة بكتاب قيم .. ونظرية الفستق للكاتب فهد عامر الاحمدي والصادر عن دار الحضارة للنشر والتوزيع كان اجمل هدية حصلت عليها مطلع العام الجاري من لدن صديقي الموقر الكاتب و الاديب احمد الصعب والذي اقدم له ( الشكر ) الجزيل بطعم الكلمة من دون نقاط حروف الشين على هذه الهدية القيمة .
نظرية الفستق .. كتاب سيغير حياتك .. هكذا قالها المؤلف بثقة تامة وهو ما ولد عندي الفضول ان اسبر اغوار هذا الكتاب واعرف كيف لذلك العنوان ومضمونه ان يغير .. وعلى ماذا اعتمد الكاتب ليستمد ثقته ويقدم ذلك التعريف لكتابه ..
قرأت وفي مستهل ما قرات ( كل انسان من حولك مزيج نفسي وراثي لا يتكرر بين فردين فنا وانت واي شخص تعرفه محصلة لعناصر وظروف و مؤثرات لا تتشابه حتى بين التوائم نتحول بمرور العمر وتنوع الخبرات الى حقيبة بارقام سرية ( نكاد) لا نعرف حتى نحن كيف نفتحها ..)
وبحسب المؤلف فان هذه ليست هي المشكلة بقدر اهمية الاعتراف بالتعرض للمؤثرات المسبقة وكيف نغادرها لنصبح مهيأين للانتقال من مرحلة ( لماذا ) نفعل ذلك؟ الى مرحلة ( كيف) نطور انفسنا ونصبح افضل من ذلك .. وهو ما يهدف اليه الكتاب في محتواه حيث يبدأ بما يسهم باكتشاف الذات ويمر بما مفاده ان القناعات الشخصية ليست افكار مقدسة ثم ينتقل الى ما يسهم بالتطوير الذاتي ومواجهة الحياة .. وفي الختام يأتي التاكيد بأن الكلمات تبقى كلمات حتى نتبناها ونحولها الى تصرفات وافعال..
ولاجل كل ما تقدم اهديكم نصيحتي بالتعرف على نظرية الفستق.