فتيات العراق الإصطناعيات The artificial girls of Iraq.

عدنان أبوزيد

الكثير من الفتيات العراقيات أصبحن متماثلات شكلا، وقواما، فيما ضاعت هوية الأنوثة العراقية، وسط ازدياد أعداد النساء الصنّاعيات المحشوّات.

جراحات التجميل تخرّب الحسْن العراقي، ذا الطبيعة المحلية المتميزة، الجنوبية والكردية، والبغدادية، والصحراوية، ونتج عن ذلك نسخا متشابهة بلا إحساس، ولا لون، ولا عاطفة.

وحيث أنا أعيش في أوربا، فان الاقبال أقل، ونادر، لعمليات ضخ الوجه، وزرق الوجنات.

الجمال نسبي، وهو في الروح والسلوك والثقافة قبل الشكل، فلا أرى إن هناك امرأة قبيحة ابدا، فلكل واحدة، شخصيتها وحسنها، وملامحها، الا إن ذلك، اصبح في عصر الابتذال، نكتة.

لقد أصبح تكبير الشفاه مثل (شيف) الرقي، ونفخ الخدود مثل البالون، وتصغير الانف مثل مايكل جاكسون، والفم مثل ثقب، هو السمة الطاغية على الاشكال، وهو بطاقة الدخول إلى النجاح والشهرة والتوظيف.

كل الفتيات العراقيات أصبحن مثل هيفاء وهبي، ويمكن استخبار ذلك على تويتر وانستغرام وفيسبوك، حيث تجدهن نسخة واحدة، مثل تماثيل جامدة، وحيث تستعرض كل واحدة عبر الكاميرا، عمليات النفخ والبشاعة في امتهان واضح، أضاع هيبة المرأة وحسنها الطبيعي، وشخصيتها.

لقد ضاع الجمال العراقي الطبيعي، بين الفتيات الصناعيات المتماثلات القبيحات.

شاهد أيضاً

العراق وطن القلوب والحضارة

اللواء الدكتورسعد معن الموسوي أنا دائمًا ما أبتعد عن الحديث في السياسة وعراكها، لكن عندما …

error: Content is protected !!