تشرين التي نرتجي.

بقلم / فراس الحمداني

لم تعد عيون العراقيين وحدها هي من ترقب المستجدات المتسارعة في العراق فالكل يعلم أن عيون العالم بأسره ترنو الى العراق .. ولا حاجة لأوضح الاسباب التي بات يعرفها حتى الطفل الصغير .. ولذلك انا بصدد الخوض في غمار العنوان مباشرة وان اسبر اغواره بدون مقدمات .. تشرين التي نرتجي .. ثورة..تظاهرات..احتجاجات.. أي كانت .. فهي تستنزف من روح الشعب العراقي روحه لترتقي نحو هدفها الاسمى .. هي صرخة _ كفى _ التي دوت بصداها لتصدع رؤوس الطغاة والفاسدين .. تشرين التي سجلت بدماء شهدائها سفرا” خالدا” أبى الاندثار مهما حاولت اليه ايادي الشر .. تشرين التي يترقبها العالم كله نترقبها نحن بعيون وطنيتنا قبل كل شيء ..
نعم نريدها ثورة قوية تطيح بقوى الشر وعناوين الفساد والعمالة والتبعية .. نعم .. نريدها ثورة تنهي حقبة ما يقارب العقدين من زمن الفشل السياسي والانبطاح الحكومي وانعدام السيادة والتراجع الى الوراء .. نعم نريدها ثورة ولكن ثورة سلمية تحفظ اروح ابناىنا الذين هم عندنا اغلى من كل ما في هذا الوطن .. نريدها ثورة غاندية يتعلم الثائرون فيها من الحسين كيف يكونوا مظلومين فينتصروا. .. نريدها ثورة لا تعطي الثغرة للطرف الثالث لان يسرق وينهب ممتلكات الوطن ويقتل ويجرح ويخطف ابنائه… نريدها ثورة تستفيد من التجارب السابقة بكل ما فيها لتجاوز كل ما يمكن ان يحبطها او ينال منها.. وبلغة الارقام ..
فان تظاهرات تشرين العراقية أو ثورة تشرين التي اندلعت في 1 تشرين الأول 2019، في بغداد وبقية محافظات العراق وبالاخص الجنوبية منها احتجاجاً على تردّي الأوضاع الاقتصادية للبلد، وانتشار الفساد المالي الإداري والبطالة. والتي اوصلت مطالب المتظاهرين إلى إسقاط النظام الحاكم واستقالة حكومة عادل عبد المهدي، وتشكيل حكومة مؤقتة وإجراء انتخابات مبكرة. بلغ عدد شهداىها من الذين تلقوا الرصاص الغادر بصدور مفتوحة قرابة 800 شهيد وأُصيب أكثر من 17 ألف بطل بجروح بينهم 3 آلاف عانوا من “إعاقة” جسدية، فضلاً على اعتقال العديد من المتظاهرين وفي أعقاب حرق القنصلية الإيرانية في النجف في 27 تشرين الثاني 2019 سقط عشرات القتلى والجرحى وكانت أكثر أيام الاحتجاجات دموية، خاصة في محافظة ذي قار التي جرت فيها مجزرة الناصرية، والتي أدّت إلى إعلان رئيس الوزراء العراقي نيته تقديم استقالته. وفي 30 تشرين الثاني قدّم عادل عبد المهدي استقالته من رئاسة مجلس الوزراء استجابة لطلب المرجع الديني علي السيستاني، وتمهيدا لإجراء انتخابات جديدة تعمل على تهدئة الأوضاع في البلاد ولقد أعلنت مفوضية حقوق الإنسان في العراق، ارتفاع حصيلة ضحايا الاحتجاجات خلال الشهرين الماضيين إلى 495 شهيدا وأكثر من 21 ألف جريح.. كل هذه الارقام احزنت قلوبنا وقتها وها هي اليوم تدمي قلوبنا من جديد حين نرى ان النتائج التي كان يرتجيها الشهداء لم تتحقق كما كان يحلم بها شهدائنا الابطال.. ونحن نرى من يتربص بثورتهم او من يحاول سرقتها او خيانتها ..
تشرين التي نرتجي .. هي العراق.

شاهد أيضاً

العراق وطن القلوب والحضارة

اللواء الدكتورسعد معن الموسوي أنا دائمًا ما أبتعد عن الحديث في السياسة وعراكها، لكن عندما …

error: Content is protected !!