القصيدة بقلم الشاعرة / دنيا الحسني
اللوحة الفنية بريشة الفنان أحمد الخالدي / العراق
عنوان اللوحة : خطاب الروح
أَمـلأَ قـٓلبّي حُـباً
أُريدكَ أَنتَ لا أُريدُ سِّواكَ حُبًا
وأَن كانَ هَواكَ فيهِ فَنائْي
أُريدكَ حُباً يَنسابُ فْي دَمي نَبضاً
تَرتَوي بهَ رُوحي غَدقاً مِنْ سَواقيكَ إلهي
رَوافدُ حَنانكَ وَعَطْفكَ دَائماً وأَبداً
مِنْ أَي فْردَوس أَتَتْ مُشرعتاً أَغداقِي
سَّلسَبيلٌ في الحُبِّ مُنتَشياً بحُوركَ نورًا
مِنْ مَصَبِ الكَوثَرِ العَذبُ يَنْثَنِي إغْترَافي
راويةُ عَشقكَ يَغمُرنْي قْداحُ قَداسَتها
تَولَجَ ذكرُكَ صَوامعَ قَلبّي آياتً تُزلزلُ كَيانْي
مُتَيمٌ بِعشقكَ هَائم فْي أَرجاءِ الكَونِ مُرددًا
إبتهالُ عَشقُ روح بروحٍ أَذابَ جَوَى اجْترَاحي
فَأَنتَ المَحَّبةُ كلَها تَسْمو بِرُوحي سَامراً
وَقَلبّي رائقٌ فْي مَحَبتكَ رَّياً يَرتَوي
وفْي تَرياقِ الرُّوح تَأَصلَ هـَواكَ قَـيداً
فَما أَحْلى وأَسْنَى إليَّ قـَيدُ وِثَاقْي
أَنزَوي فْي غَيثِ رَحمَتكَ مُستَبصراً
عَلَى أَملٍ أَن أَنالُ رِضَاكَ يَومَ التَلاقْي
حرُوفّي مُحَملةٌ بِالحَنينِ شَاءتْ لي وردًا
نورٌ سَماويٌ يُضيءُ خَبايا أَفلاكَ قَلبّي
فَزدنْي بِفْعلِ الصَّحوِ مِنْ العَطَشِ الأَزلي ذكراً
أَتيتُكَ أَستَسقيكَ مِنْ ظَمأ رَمضٓاءِ رُوحي
ظَمآنٌ أَشربُ مِنْ نيِّرانِ حَنينِي قَصَعاً
وَجْدُ عَبدٌ نَاسكاً يَهيم حُبًا لكَ أَيها السَاقْي
أَرتَجي عَفوكَ سَّحابةً تَغسلُ هُمومًا لَها وَقعًا
فَأَدركْتُ عَلى مافَّرَطتُ فْي جَنبكَ ضَيَعتْ نَفْسِي
وَأَدرَكتُ رَّحلَتي الآخيرة مَبعثُ حُلمًا كَبيراً
رَّسالةُ فَريدُ زَمانهِ مَملكةٌ وعَّرشٌ فْيهِ إغْترابِي
الحلمُ خَارطةُ الأَرض لتَّنهَضَ فْي ظَلالِكَ سَّلامًا
وصَّوتُ الحبُّ يَملأَ الكَونُ يَنهالَ صَفائهُ فَوقَ أَشْجانِي