صباح الكربولي
أن تفعيل العمل البرلماني ليس قضية محورية فحسب وأنما أصبح مسألة غاية في الأهمية ومطلبا موضوعيا لعملية التحول الديمقراطي وتبرز هذه الأهمية في تمثيل المصالح للقوى السياسية والاجتماعية ومدى خضوع النخبة الحاكمة للمحاسبة وآليات المحاسبة ودرجة فعاليتها ودور البرلمان في رسم السياسات العامة وحل الصراعات السياسية والاجتماعية وتأثير ذلك على درجة التماسك السياسي والتكامل الاجتماعي وتأمين المشاركة للجميع في الحياة السياسية مع مواكبة العصر والتعامل مع عولمة الديمقراطية أو تزايد الاتجاه نحو الديمقراطية النيابية التي تعتمد على وجود برلمان كفوء وفعال فغياب البرلمان في الدول المعاصرة أصبح هو الاستثناء كما ان تهميش دور البرلمان في عملية الحكم أو تحجيم دوره أو تزوير تمثيله للمجتمع أصبحت أعمال تتنافى مع ابسط قواعد النظام الديمقراطي على العكس أنما أصبح التوجه الى كيفية العمل البرلماني والاستفادة من التجارب المعاصرة والتطوير المؤسسي لزيادة كفاءة البرلمان في ادارة أعماله والجودة في أداءه لدعم قدرة البرلمان على أداء وظائفه ألتشريعيه والرقابية والتمثيلية والسياسية , فلا يمكن تحقيق ديمقراطية بدون برلمان يمثل المواطنين ويعبر عن مصالحهم وتطلعاتهم كما لا يمكن أن يكون هذا البرلمان عنصر قوة للديمقراطية الا اذا كان ممثلا حقيقيا للجماهير نتيجة انتخابات حرة ونزيهة .
يتيح البرلمان المشاركة السياسية لكل المواطنين عبر ممثليهم ويساعد على تنوير الرأي العام من خلال المناقشات الحرة ويمكن للمواطنين مراقبة أداء ممثليهم ومن ثم تجديد انتخابهم أو انتخاب غيرهم .
أن موجة الأحباط والنظرة السلبية أزاء العمل البرلماني والشك في فكرة التمثيل الحقيقي والقول ان هذه الديمقراطية هي ديمقراطية نخبوية لتحقيق المصالح الشخصية فقط وعدم قدرة الجمهور على فهم السياسات العامة والمشاركة في صنعها وعدم قدرة البرلمان في ممارسة تأثيره الحقيقي في الحياة السياسية والحملة التي شنت لتسقيط دور هذه المؤسسة المهمة كلها عوامل تجعل القناعة غير راسخة ومترددة اتجاه البرلمان مما يتطلب العمل على زيادة الاعتقاد بأهمية البرلمان ودوره في الحياة السياسية ضد الدكتاتورية والحكم الاستبدادي .
ان التقدم نحو الحكم الديمقراطي يعتمد بالدرجة الأساس على وجود برلمان قوي ولم يبقى السؤال هو هل نحتاج الى برلمان لكي نحقق الديمقراطية و انما أصبح السؤال كيف يكون البرلمان قويا ليدعم تحقيق الديمقراطية والحكم الرشيد وتأثيره على التطور الاقتصادي والاجتماعي والنهضة الشاملة للمجتمع .
شاهد أيضاً
العراق وطن القلوب والحضارة
اللواء الدكتورسعد معن الموسوي أنا دائمًا ما أبتعد عن الحديث في السياسة وعراكها، لكن عندما …