إنتخاب القيسي
ربما عدها البعض مبالغة مني كوني احاول أن اظهر الإعلام العراقي في حالة تأزم ومحنة، ولأن لكل قصة بداية ونهاية فقد كانت بدايتها وضع الميديا في العراق.
التحول السريع الذي أصاب الإعلام العراقي خلال الفترة الماضية جعله متأزما بمعنى الكلمة، فأمسى الطارئون والطارئات يسيطرون على الساحة الاعلامية، فمصطلحات تغيرت ومسميات جديدة باتت تطرق أبواب الإعلام وتحولت الاعلامية إلى مودل ومندوبة باللغة العامية (دلالة )فبدلا من تغطية الوقائع وعرضها وخدمة قضايا المجتمع وأهدافه العامة قامت بانتقالة سريعة إلى ترويج مستحضرات التجميل والصابون بالتعاون مع بعض
satelliteو channels)
ليساهمو بشكل فعال بتسليع المرأة الاعلامية أشعر إنها مؤامرة ؟؟
أفترشت الطارئات صالونات التجميل لتكبير الارداف والصدور ونفخ الشفايف ولم نعد نميز أشكالهن فجمعيهن متشابهات جميلات لكن بلا روح، أما الصحافة المهنية فأمست مابين مطرقة النسيان، وغياب الرقابة، والفوضى الاعلامية التي عمت المكان .
ليس هذا فقط بل هناك ولادة قيصرية أخرى لشي أخطر فهناك صحفي تحت الطلب، واعلامية طارئة تمتلك قناة فضائية وعهد جديد لانبثاق برامج تلفزيونية هابطة جداً ( دكاكين الإعلام) لتفسد الذوق العام وتخرب القيم بحجة التحضر والحرية والانفتاح ولادة لاسماء عديدة (فلان وفلانة وعلان وعلانة.
بعض الفتيات بدلاً من أن يساهمن في بناء المجتمع وتطويره، أصبح طموحهن وعشقهن ان يكن إعلاميات، ولما لا فالربح وفير، والشهرة في متناول تناول اليد، والسفر والراحة والاضواء، لكن المحتوى سيكون فارغا تماما وبلاقيمة أو جدوى تذكر.
تختم لنا فلانة برنامجها الخاص بدكاكين الإعلام لتطرح أسئلة تجردت من كل القيم، واتسمت بوقاحة وجرأة لم يسبقها إليها من أحد وفقط لجلب المتابعين، وزيادة عدد التعليقات السلبية التي لاتخلو من الشتائم والسب والقدح بالقيم الاخلاقية والتربوية.
اختم كلامي وانا في حالة من الذهول للذي يحدث، ويبدو إن (الأقوى يسود، وليست المهنية )
مبارك لكم ايها الطارئون الفوز، ولو مؤقتاً.