بقلم : الدكتور مهند مجيد برع العبيدي
من الأمور البديهية المألوفة أن كل شارع لا بُدَّ له من رصيف ، وهذا الرصيف له استعمالات متعددة لعل أشهرها أن يكون ممراً للسابلة عندما يكون الشارع مزدحماً بالسيارات فضلاً عن أنه يكون موضعاً للخدمات مثل أنابيب المياه وخطوط الكهرباء وأسلاك الاتصالات ونحو ذلك .
ولكن الغريب العجيب المثير للدهشة أننا نشهد اليوم وفي كثير من الأماكن في بلدنا شوارع بلا أرصفة !!
ولا أدري أين التخطيط العمراني والهندسي وأين أنظار المسؤولين عن هذه الكارثة العظيمة ، نقدر أن البلد يمر بظروف صعبة وسيئة للغاية ولكن لا نظن أن يقبلوا بشوارع بلا أرصفة ألم يفكروا بالمارة من سالكي الطريق بحياتهم بحقوقهم أم أن الشوارع للسيارات فقط التي باتت تزاحم الناس في بلادنا حتى في أرصفتهم ولا شك أن ذلك يعود إلى عددٍ من الأسباب يقف على رأسها العدد الكبير من السيارات التي أصبح عددها فوق ما نتصور وهو لا شك خطأ استراتيجي من القائمين على أمور بلدنا في هذا الميدان .
لقد قبلنا بالكثير من الأشياء الخاطئة ومررناها على مضض ولكن أن يكون الشارع بلا رصيف فذلك أمرٌ لا نقبله ولا نستسيغه وسنحاربه بكل ما أوتينا من قوة ، ليس هناك بلد في العالم يملك ما نملكه من مواد أولية خاصة بصناعة الشوارع من قار وأسفلت ولكن شوارعنا من أسوأ الشوارع في العالم وكأننا دولة في مجاهل افريقيا لم يصل إليها أحد بعد، ثم لسنا في مساحة صغيرة من الأرض والمستغل من أرضنا جزء يسير منها ، لماذا لا تكون شوارعنا واسعة فسيحة مريحة ما المانع؟
علينا أن نبدأ باستعادة الحقوق بدءاً من رفع المطبات والصبات من الشوارع وفتح الشوارع المغلقة أمام حركة السيارات والمارة والمطالبة بشوارع نظامية تتوافر فيها المعايير العالمية وليكن هذا الأمر منطلقاً للمطالبة ببقية حقوقنا المسلوبة.