عدنان أبوزيد
شنّت روسيا حربها على أوكرانيا، بعدما تأكّد لها أن البلد الجار تحول على مركز تجسّس، وتسليح، يريد محاصرة الدب المتربّع على عرش القوة العالمية.
ولأنّ روسيا، قوية، وقف العالم صامتا أمام اجتياحها للبلد الجار. لكن من سيقف مع الضعفاء؟.
الدول الكبيرة، لا ترضى أن يتحول جيرانها (الضعفاء) الى مصدر قلق.
وأجترّ العبارة ..الجيران (الضعفاء).
وقد كان الأحرى بكييف أن تنتهج سياسة الحياد المطلق بين موسكو والغرب، لكنها انساقت الى اغراءات الناتو من سلاح وأموال، وكانت النتيجة هي الحرب المُتوقعة منذ اكثر من عقد ونصف مُذ اطلقت روسيا تحذيراتها: لا تحاصرونا، والا..
في العراق، بات واضحا أن إيران تعتقد جازمة أن كردستان تحولت الى وكر تجسس. أكرّر، أنه رأيها.
وفي أكثر من مرة، تحدث اعلام إيراني يعبّر عن وجهة نظر الدولة عن ذلك.
وكان الأحرى بسلطات الإقليم دحض ذلك مبكرا وتقديم الأدلة، درءا للشبهات.
لا نقدم تبريرا للقصف الإيراني، لكننا نقول إن العراق صاحب الموقع الإقليمي مثل أوكرانيا، والأضعف منها، يجب إن أن يكون حياديا بشكل مطلق، وانْ لا يترك فرصة لدول الجوار لأن تبرّر قصفها او غزوها له.
بوتين اعطى لنفسه المبررات لغزو أوكرانيا الضعيفة.
صدّام حسين صنع لنفسه أسباب غزو الكويت الصغيرة.
تركيا تمنح نفسها الحق في اجتياح ارض العراق بين الفينة والأخرى.
إيران، القوية اليوم، بجيشها وأسلحتها، ستجد نفسها مجبرة حتى على غزو الإقليم إذا ما هدد مصالحها، لاسيما وان
صراعها مع واشنطن وتل أبيب هو صراع وجودي.
أهملوا الإدانات العاطفية التي ملأت سماء الإعلام اليوم.
بما انكم ضعفاء، كونوا حياديين، لأنّ الجيران الأقوياء باقون، الى الأبد، واما الأصدقاء فيتبدلون ويتغيرون.