حيدر حسين سويري
في خبر نشرته المواقع الرسمية الإخبارية وتناولته مواقع التواصل الاجتماعي: وزارة التريبة تعلن عن تأليف كتاب منهجي جديد، تحت مسمى (الاخلاق)، يُدرس من الأول الابتدائي الى السادس الاعدادي، الذي ستتركز فصوله على الاهتمام بالقيم والمثل الأخلاقية العليا.
ثمة ردود أفعال صدرت من قبل أولياء أمور التلاميذ، بالإضافة الى المعلمين منها: الى وزير التربية ووكلاء ومستشاري الوزارة، نحب أن نقول لكم:
الاخلاق: هي أن لا تسرقوا
الاخلاق: هي أن تطبعوا منهجاً تربوياً صحيحاً، من دون تغيير في كل سنة
الأخلاق: هي أن توزعوا كتباً كاملة للتلاميذ والطلبة، من دون نقص أو كتب ممزقة
الاخلاق: أن توفروا مكاناً ملائماً للدراسة والتربية والتعليم
الاخلاق: أن تبنوا مدارساً جديدة ومتطورة بدل المدارس الطينية والكرفانية
الاخلاق: أن توفروا كوادراً تدريسية تخصصية للمدارس، وأن تسدوا النقص الحاصل جراء ادارتكم الفاشلة
الاخلاق: أن توفروا أبسط الاشياء للكوادر التدريسية والتعليمية وللطلبة والتلاميذ
والسؤال الأهم: من سيقوم بتدريس هذه المادة؟ بمعنى: أي الاختصاصات سيكون معلماً ناجحاً لتعليم وتدريس هذه المادة؟
يحق لي كمعلم ميداني أن أضيف على مؤاخذاتهم بعض الكلمات:
حينما كنت تلميذاً في ثمانينيات القرن الماضي، كان المعلم الذي يحضر لنا لتعليم مادة الإسلامية يأتي سكراناً، برائحته الكريهة! وكنا نخاف منه، لأنه يضرب بقسوة ويشتم ويسب الله ورسوله. لا تستغرب، كان مثل هذا الشخص موجوداً في كافة المراحل الدراسية، خصوصاً أثناء الحملة الإيمانية التي قام بها المقبور، تسعينات القرن الماضي، كذلك نرى اليوم أن معلم الاجتماعيات يعلم الرياضيات، ومعلم الفنية يعلم الاجتماعيات، أو معلم الرياضيات يعلم الإسلامية، ومعلم العربي يعلم الفنية أو الرياضة وهكذا….
يا ترى من سيدرس الأخلاق ومن سيقوم بتعليمها؟! هل هو اختصاص سوف تستحدثهُ كليات التربية؟ أم بالاعتماد على الاختصاصات الموجودة فعلاً؟ لكن ثمة مؤاخذات على ذلك، فمثلا لو فرضنا انً معلم الإسلامية سيقوم بتدريس مادة الاخلاق، وهنا نقول: لو كان ناجحاً في تعليمه لمادة الإسلامية، فلماذا نحتاج الى كتاب الاخلاق؟ والإسلام سيد الاخلاق؟ ورسوله قال الله تعالى فيه﴿ وإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾! وهكذا مؤاخذاتنا على بقية الاختصاصات…
أخيراً: هل سينجح المنهج بتعليم الأخلاق؟ أتمنى ذلك ولكنه لن ينجح البتة.
هل سيسهم بإبعاد التلاميذ عن الاخلاق؟ كما فعلت الحملة الإيمانية وقوبلت بامتعاض وبُعد الشباب عن الدين!؟ نعم سيفعل ذلك، بل قد تكون سلبياته أكثر بكثير من ايجابياته.
أقول وبكل صراحة وكما أكدتُ عليه في مقالات سابقة: أن الكلام والنصح لم يعد يجدي نفعاً، لذا وجب إيجاد سُبل عملية للتعليم بصورة عامة والأخلاق بصورة خاصة.
بقي شيء…
يجب أن يدرس الموضوع بشكل جيد، ووضع حلول للمشاكل التي سترافقهُ، فقد تكون النية سليمة لكن النتائج عكسية.