الفنان التشكيلي إياد الموسوي يفتح نوافذ الذاكرة الجميلة في معرضة الجديد ” ذكريات بغدادية “

بقلم : دنيا الحسني

يقام صباح الثلاثاء القادم 15/02/ 2022 في قاعة حوار للفنون حفل افتتاح المعرض الشخصي للفنان التشكيلي إياد الموسوي بعنوان ( ذكريات بغدادية ) في الساعة الحادية عشر صباحا  وقاعة حوار الكائنة في الوزيرية قرب أكاديمية الفنون الجميلة. ويستمر المعرض حتى تاريخ 23 فبراير 22 ، ويعرض الفنان مجموعة من نتاجاته الفنية الاخيرة وتتميز بإسلوبه الرمزي والتعبيري حيث يمزج بين خيال الذكريات الجميلة ايام الصبى واستنهاض الحس الإنساني والابحار به في مغامرات لها صداها الواقعي المعرفي والجمالي، وتعد كل لوحة قصة مكتملة بعوالمها وتم بناؤها وفقًا لقيم تعبيرية اصيلة لها دلالات وهي تشبه أساطير العشق والحكايات الشعبية، ففيها تأويلات مختلفة في رحاب عالمه الخاص والمنفرد .  

” ثلاثين عملا فنيًا في معرض إياد الموسوي”

يضم معرض (ذكريات بغدادية) للفنان التشكيلي إياد الموسوي 30 عملاً فنيًا بأحجام ومقاسات كبيرة وصغيرة رسمها بالألوان الزيتية على كانفس  وجسد في أسلوبه الخاص الرمزي التعبيري، لمشاهد التراث والفلكلور  البغدادي العريق، والبيئة الاجتماعية والطبيعية بمختلف ألوانها وجمالياتها وتشعباتها. ومجمل جوانب الذكريات المتعلقة في كافة مناحي الحياة الاجتماعية  في مدينة بغداد. والمعرض يهدف الى تسليط الضوء على أهمية الفن في التعبير برؤى تشكيلية حديثة تتضمن التأمل الصوفي، في معالجات تشكيلية مركبة وثلاثية الأبعاد وخطوطها ورموزها تخفي معان عميقة تعكس ظلالا داخل الرسوم والخطوط الظاهرة، في تناسق لوني فريد ، وقد حرص على استبدال اسم اللوحة بأبيات من الشعر تعد مدخلا سلسا للدخول في عوالم اللوحة ، واليكم بعض من الابيات

{“طقوس ذكريات بغداد رسمتها منذ سنين لأجلك فلنوقد مصباح الحب والسلام” {نائمة منذ عصور سحيقة ساكنة كدمية مرمرية من أرض سومر ذكريات جميلة محفوظة كطلع النخيل.

{الشمس المشرقة في وسط المدينة تحيل الوقت ثمارا وكروما.

{في بيت جدي تسلل النهر بهدوء حديقة مائية.

{في الأفق الأزرق تضيء نجومك حولي تجمع الشوق فيها والعاشقين على الشرفات} { في عيد رأس السنة علمت انك قادم تحللت تحت شمس الهوى والجوى.

{على سطح دجلة تغفو على شمس الشتاء وتمر بأنفاسي نسمات باردة    

الخطاب المرئي بأساليب متنوعة”

تمكن الفنان التشكيلي إياد الموسوي خوض عدة تجارب متنوعة في تصميم وابتكار أعماله، واستخدم فيها تقنيات حديثة  طورها بنفسة لتجعل المتلقي في تساؤل وحيرة أمام قوتين، قوة المرئي في (الشكل الخلاق) وقوة اللامرئي في (المضمون)، هذه العلاقة الجدلية بين المرئي واللامرئي وقد تحيلنا إلى ما تتضمنه من دلالات جمالية  وتعبيرية جديدة تماماً، وقد حقق في منجزه التشكيلي الرؤيا وتجليات ذكريات الصبى ان الانتفاع  بمعرفة الفكرة الاساسية بصريًا ، وهي مقدمة لامتلاكها ذهنياً، وتحقيق المتعة التأملية بأجمل صورها،  لتعكس أفكاره وآراءه كما يراها ويعبر عنها بروح أثيرية لإحياء ذكريات التراث الثقافي والذاكرة البغدادية ولإنقاذها من النسيان مع تقادم الزمن، لأن ريشة الفنان الموسوي جديرة في تجديد الأشواق لتلك الذكريات الجميلة ويرسخها في تاريخ الفن التشكيلي العراقي المعاصر فبلغ الشوق أقصاه أين ما رحل ، فهو يوثق ذكريات عاشها في مدينته بغداد التي عشقها، ورسم تراثها الأصيل في لوحات عديدة نقلت لنا ملامح ذكريات تأخذنا إلى عوالمنا التي لم تنطفئ برحيلها مع الأيام السالفة، إلى الطفولة التي كانت تأبى أن يجرفها تغير الزمان، فالبراءة  آنذاك كانت المحطة التي لا تتوقف عن المسير، تستمد قوتها من عمق الأرض الرافدينية المباركة التي لونتها أيادي اجدادنا، وحب الوطن كلمة تفجر في أعماقنا آلاف الأحلام والذكريات. وهذه التفاصيل التي عبر عنها الموسوي بأريج الروح الصوفية الخلاقة المبدعة وأبدع في  لوحاته بتقنيات مختلفة جسد فيها الرؤى والأفكار الإبداعية في اثارة تلك الذكريات في انقى صورها، لكل مكان بصمة وأحلام معلقة وإن لم تتحقق تبقى صامدة على جدران الذاكرة  أبت أن تسمح للزمان مسح أثارها، التصقت بتلك الأمكنة، التي قد غادرها أصحابها رغمًا عن قلوبهم وأوطانهم، الذين قد قضوا غالبية سنين حياتهم بين هذه الجدران ذهابًا وإيابًا، قد خلدوا ورائهم الماضي المرصع بطموحاتهم وبطولاتهم.  وهكذا وثق الموسوي إيقاع الحياة البغدادية والعراقية لبلاده المتعدد الثقافات والأعراق من شماله الى جنوبه، واجتهد في نتاجاته التشكيلية في اظهار الأبعاد الجمالية للشكل الهندسي في الفن البصري  ورسخ فيها ذكريات الزمن الجميل وذكريات الطفولة ولحظات وأحداث فريدة من حياته محفوظة في نسج الخيال .           

           

    

 (رؤية جمالية معاصرة)

في سياق الإحداثيات من القيم التشكيلية والجمالية من خلال هندسة العمارة الإسلامية عبر دلالاتها اللونية والرمزية التي لا تنتهي والكامنة في الفن البصري، قد تبلورت الرؤية الفنية التشكيلية في لوحات الفنان الموسوي في منظومة فكرية معاصرة، حيث اتضحت نماذجها جديدة وأصبح الشكل العام في أعماله ينفرد به لا سيما في معالجة القضايا الفنية التي بلغت من الأهمية في روائع فن العمارة الاسلامية وجمالياته ، الذي جعل من منظور المتلقي المثول أمامها، واستطاع الوصول إلى فكر جمالي معاصر ينشط الجانب النقدي ودعم التماسك الإنساني والاجتماعي، من خلال رموز تعبيرية ابداعية مختلفة، وحقق التوازن بين المرئي واللامرئي عند تلقي الأعمال الهندسية المنسوجة بكل إبداع وجمال بين أصاله التراث والحداثة، مما أثرى بدلالاته الجمالية الفكر المعاصر، ونجد رؤية الفنان الموسوي الداعمة للقيم المعنوية والروحية في الأعمال الفنية التي تعتبر أساسًا دعما للعلاقات الإنسانية وذلك بالتأكيد على المعاني والرموز التي تنادي بأفكار الخير والحب والسلام والجمال والآمل والتفائل والتوازن بين الجانب المادي والمعنوي وان لا يطغى الجانب المادي على حساب القيم الإنسانية والجمالية للبشر، وهو يسعى لتنمية وخلق مشاهد مثقف بصريًا والحفاظ خلق حوار فني عالي المستوى يسهم في زيادة الاقبال على التشكيل الجمالي معبراً عن فلسفته ببراعة.

شاهد أيضاً

٤٥ ألف كتاب مجاني بأكبر مهرجان للقراءة في العراق

انطلاق الموسم ١١ لمهرجان “أنا عراقي أنا أقرأ” بحضور أكثر من ٣ آلاف شخص شهدت …

error: Content is protected !!