في عالم عصمت شاهين دوسكي
* من المنصف أن تهتم كل أمة بأدبائها ومفكريها .
بقلم : كلستان المرعي – سورية
حينما يلتقي الأدباء في عالم الأدب يتجلى الجمال والحب والفكر والإحساس بالوجود والحياة وتتغير المشاعر إلى فضاء أجمل خاصة حينما نقرأ للشاعر الإنساني المعاصر عصمت شاهين دوسكي الذي كتب عنه الكثير من الأدباء ومنهم الأديبة التونسية هندة العكرمي والدكتورة المصرية نوى حسن والأديبة المحامية نجاح هوفك والأديب المغربي صديق الأيسري والأديب أنيس ميرو والأديب والإعلامي الكبير أحمد لفته علي وغيرهم فهنا أقف قليلا
بمقالات الأستاذ أحمد لفتة يختار بعض المقاطع المميّزة من قصائد الشاعر عصمت الدوسكي , مثل قصيدة / الشوق والحجر / وقصيدة / أنبض بين يديك / ويعبّر عنها تعبيرا أدبيا تصوريا واقعيا بأسلوب فخم مع اقتباس شواهد من الكتاب الكريم عن ظلم المرأة في الجاهلية / إذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت . / وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظلّ وجهه مسودا وهو كظيم . /, ثم ينتقل الأديب لفتة ليلقي ضوء وشعاعا على ما ورد في قصيدة / بيرو ت للشاعر الدوسكي/ تلك القصيدة التي كانت صرخة ألم هزت ضمير الإنسانية ….. , الأستاذ أحمد لفتة أديب الأجيال نثني على جهوده المبذولة في تسليط الضوء على قصائد الدوسكي شاعر الإنسانية والحب والمرأة .. شعاع مضيء عن الشاعر, يختصر فيبيّن , يذكر الحقيقة ويوضح , يضع الإصبع على الجرح فيعالج, . نبيل من يذكر محاسن ومزايا غيره سلبا وإيجابا توجيها وإرشادا ونصحا , وإنسانا من يحسّ ويهتم بآلام غيره , لقد أبحر في المشاعر الراقية ،إنها شهادة فكرية من أديب راقي نعم الشاعر الدوسكي قلم منير , يكتب بالابتسامة, يفكر بالتسامح, يعبّر بالسلام, ينادي بالحبّ, في زمن الحرب , انه شاعر فترة زمنية عصيبة طغى فيها الحرب والقتل والدمار , رغم دما ر بيته وتشرده , لكن قلمه لن ينتكس وظل يرسم الأمل على الثغور , لا يهاب الحقيقة , فالتفاؤل والأمل وقت الشدة نجاح في حد ذاته , وصدق جبران خليل جبران عندما قال: الرجل العظيم يملك قلبان قلب يتألم وقلب يتأمل …. والكتابة غاية إنسانية نبيلة , والأديب مرآة المجتمع وما يجري في الواقع من تناقضات ,…….وهكذا يضع قصائد الدوسكي تحت مجهر قلمه دراسة ورؤية, والاستشهاد ببعض مقاطع من قصائده الرائعة ولا سيما / قصيدة بادي / قصيدة وجدانية إبداعية تصويرية تعتبر من عيون قصائد الدوسكي , لما ورد فيها من أفكار ومشاعر من رثاء لوالدته المتوفية ,وفيها انفعال وتوهج الذات , ثم نقد للواقع وما يجري فيه من ضياع للقيم النبيلة , وفقدان العدالة الاجتماعية ,حيث هناك شهادات الزور والزيف . نعم قصيدة ” بادي ” تلك القرية الجملية الصغيرة الجميلة الواقعة بين الهضاب المكسوة بالأشجار أخذت صدى عالميا في المواقع الالكترونية والورقية, والصحف والمجلات … الحقيقة الحديث عن ا لدوسكي وسيرته الأدبية لا ينتهي فهو نهر” إنساني ” وجوهرة ” وجدانية ” لامع الإحساس ” , من المنصف أن تهتم كل أمة بأدبائها ومفكريها وهم على قيد الحياة وقد صدق جبران خليل عندما قال : وردة ” لإنسان على قيد الحياة خير” من باقة على قبره , . فالأمم ترتقي بعلمائها وأدبائها , لقد أبدع وأنصف في العناوين : عصمت يتبع للخير والنعمة / تلقى القيود و الصدود وتزداد عليك القيود ,لأنك أكبر ،أكبر قامة من أن يحتويك كرسي صغير ,أو سلطة دنيوية زائلة . الأستاذ أحمد لفتة أديب الأجيال نثني على جهوده المبذولة في تسليط الضوء على قصائد الدوسكي شاعر الإنسانية و الحب والمرأة ..
شاعرية ,وإحساس بالحب والنقاء , رقة وعذوبة وسلاسة , عالم وجداني أدبي يترجم أدق الأحاسيس بكلمات جميلة ليشاركه القارئ بكل كلمة ,عطاء أدبي رائع في مسرح الحياة , كل ذلك بأسلوب أدبي جميل ,وفي قصيدة حبيب الروح أسلوب حواري رائع بين الشاعر و الحبيبة أضاف رونقا وجمالا للقصيدة فعندما قال: / قال أنا متيّم” بحبك وأنت قمر / ما للقمر يتأخر لا يعتمر / قلت هل بقي من العمر أن يكون عمرا للقمر ؟ / إلى نهاية المقطع .. وهذا الأسلوب من المناظرة الأدبية النادرة … قصائده كالجداول المترنمة إلى البحر وكأغاني الغدران الصافية . . والجميل فيها تأتي كحوار الحبيبة هي التي بدأت في المقاطع الثلاث الأولى
( قال : أنا متيم بك وأنت قمر
ما للقمر يتأخر لا يعتمر
أرغب أكون الوحيد
يدخل عمرك بلا سور أو أثر
قلت : هل بقي من العمر
أن يكون عمرا للقمر
تجرد كملاك
رأيته بين خجل ونظر
فلا البصر في حكمة
ولا نظر يغض جمال النظر
بحثت عن ستار الوقار
لكن المسامات فاضت على البحر
حبيب الروح
أينما يتحول نظري
أراك بين الوجوه قمر
أنا لك وإن طال الفراق
وإن هبت في حياتي ألوان القدر ) .
روعة الأنفاس , شاعرية مرهفة, ترجمة أحاسيس بكلمات سهلة وواضحة للقارئ ,دام نصل القلم المنير الذي تجاوزت حروفه كل المسافات, فالثقافة والمعرفة والحب لا حدود لهم .
*********************
كلستان المرعي