د. محمد وليد صالح
أكاديمي وكاتب عراقي
لرسالة التعصب الديني والثقافي والاجتماعي تأثير في تشكيل صورة الإرهاب الذهنية المتشكلة لدى أفراد المجتمع في مناطق العالم المختلفة، وسعيها إلى تحدي القيّم المشتركة لبناء السلام والعدالة والكرامة الإنسانية والتنمية المستدامة، على وفق خطة عمل لمنع التطرّف العنيف وكيفية معالجته ضمن استراتيجية الأمم المتحدة العالمية، لتأييد حقوق ضحايا العنف وإسماع أصواتهم وتلبية احتياجاتهم، من طريق الرأي العام الدولي والمحلي وامتلاك الدول للموارد والقدرات اللازمة للوفاء بالاحتياجات المتوسطة والطويلة الأجل، واكتمال عملية إعادة تأهيلهم وتعافيهم وعيشهمبكرامة وإدماجهم في المجتمع وإيجاد أداة قوية لمواجهة مخاطر التطرّف.
إذ تأتي أهمية الرسالة الشاملة على مراحل تنبيه وتحفيز، من طريق متابعة جهود الجمهور الداخلي والخارجي وتعزيز الشراكة مع المنظمات الدولية والباحثين الأكاديميين المختصين،والمنظمات غير الحكومية الفعّالة بوصفها مجتمع مدني والإعلاميين لتوسيع تدريبهم في مجالمكافحة خطاب الكراهية، ومن أجل تطوير قطاع عمل اجتماعي يسهم ببناء وعي المجتمع.
ولابد من التمكين الإعلامي لتنفيذ استراتيجية اللجنة الوطنية لمكافحة التطرّف العنيف التابعة إلى مستشارية الأمن القومي وعبر المؤسسات الحكومية كافة، بوساطة التخطيط لممارسةالعلاقات العامة والتسويق للفعاليات والأنشطةلكسب ثقة الجمهور وتعزيز الصورة الذهنية الإيجابية، من طريق إدارة الحملات الإعلامية والإعلانية المطبوعة والإلكترونية لمبادرات ومشاريع معينة، وتنظيم المؤتمرات والندوات والمعارض والمهرجانات وانتاج الأفلام القصيرة وفيديوهات الوسائط المتعددة ودعمها لوجستياً، وكتابة البحوث الهادفة والرصد للصحافة المحلية والدولية ووسائل الإعلام الرقمية وتنظيم تصريحات المتحدثين الرسميين، وإصدار البيانات الصحفية باللغات الحيّة المتنوعة وتحديث الأخبار ونشرها بصياغات دقيقة وواضحة عبر النافذة الرسمية للمؤسسة، وكذلك إعداد المطبوعات وتصميمها وطباعتها وحجز حيّز للإعلانات المقروءة والمرئية والمسموعة.
وينبع الحديث عن هذا الصنف من الإعلام المؤسسي الذي يعد نسقاً فكرياً وعملياً من أجل النهوض بالإنسان وإتاحة الفرصة للمجتمع ليقدم مكوناته المختلفة عبر المحاورة، فضلاً عن الامكانية المفتوحة لكل مواطن أو مجموعة من المواطنين للدخول بحرية وبفعالية للاتصال مع أي مواطن آخر أو مجموعة أخرى في جو التلقي الإيجابيللرسالة وفعاليتها، فالاتصال يهدف إلى تغيير الاستعدادات والميول الفكرية أو تغيير السلوكيات، أي ان الجانب المعرفي للمتلقي والجانب العاطفي يشكلان جزءاً أساس من كل اتصال ذي هدف، إذ ان النتيجة التي يصل اليها الإعلام أو الاقناع، بوعي أو بلا وعي، تعود إلى مجالي المعرفة والعاطفة، وفي نسب مختلفة من رسالة إلى أخرى.