حاورتها: دنيا علي الحسني
الفنانة الإماراتية د. نجاة مكي، صنعت لنفسها عالماً خاصاً ولها بصمة تميزها من خلال لوحاتها التعبيرية التجريدية، التي توحي بمخيلة خصبة في توحيد الإنطباعات الحسية وإيحاءات بين المرئي واللامرئي، وتسلط الضوء على أشكال هندسية أبتكرتها، من تجاربها الفنية التي تتمحور حول الذاكرة والوقت والمكان، لتتحول تجربة الفنانة نجاة لفرض تصوراتها الخيالية وتوافقاتها الحسية والذهنية إلى التوليفات التجريدية وعلامات رمزية وخلق توازنات بينها وبين الجمالية الرمزية فاستطاعت الفنانة نجاة أن تبحر في رحلة روحية فكرية فنية معاصرة تتبنى منحى فلسفياً للأفكار الصوفية، والتي أسفرت عن نتاج بحث فني متعمق، وتحقيق مثابرة في سياق مفاهيم الهندسة التجريدية الإسلامية، في تداخلاتها التعبيرية البصرية.
وتعتبر لوحاتها هي الفضاء الحر الذي تعبر فيه عن مكنوناتها حيث أبدعت في ربط الخبرات والمشاعر والأفكار بعضها ببعض لخلق لغة تجريدية خاصة في ثلاثة مواضيع هي : الاختفاء، والتعلق، والتكوين. وتتناول في مجموع أعمالها الفنية شكلاً من أشكال التغيير والتحول من خلال منهجيات صوتية بصرية، ومن أبرز نتاجاتها التشكيلية ، لوحتها رفرفات صوتية بصرية، هي أحد تلك الإبداعات التي تحفزنا للدخول في تجربة بصرية مثيرة تدفعنا لسبر أغوار العمل الفني، وتكرس حرفية الفنانة التشكيلية نجاة على التعبير الشخصي وتوسع تجربتها الإبداعية الحداثية في تمكين المتلقي من رؤية الفن والتعرف عليه والاستمتاع به
.مجلة صوتها إستضافت الفنانة التشكيلية الإماراتية د. نجاة مكي لتحدثنا عن قصة مشوارها الفني التشكيلي وتجربتها الفريدة ترويها لنا منذ البداية إلى آخر منجزاتها ولمفاهيمها الفنية في فلسفة الحضور للفن التشكيلي .
* من هي د. نجاة مكي الفنانة حدثينا عن قصة مشوارك الفني؟
– نجاة مكي إبنة دبي تفتحت عيني علي أب عطوف وأم حانية مع أخواتي الثلاث اللاتي يكبرنني سناً، عشت في بيت جدي المتواضع في حي من أحياء دبي القديمة (السوق الكبير) بدأت من خلال المحيط، الذى ولدت فيه حيث كانت البيئة مليئة بالمثيرات البصرية، التى كانت دائماً أمام عيني سوق دبي، وما له من مثيرات تجذب العين في الزخارف المعمارية والمحلات المتنوعة التى تعرض المشغولات الذهبية والفضية، دكان الخباز ومحلات الخضار وأشياء كثيرة ، الطرقات الضيقة التى تستهويني دائماً للخربشة عليها، مع بقية الأطفال بدخولي المدرسة أصبحت مدرستي هي كل عالمي حيث أجد متسع أكبر للرسم وكانت معلمتي إنسانة حانية شجعتني كثيراً وحببتني أكثر بالفن، كلماتها لم تغب عن البال الى الآن أتذكر إبتسامتها، وهي تحتويني في فرح عندما أقوم برسم لوحة .
كبرت وكبرت معي أمنياتي لدراسة الفن وفي المرحلة الأعدادية كنت أشارك في المسابقات المدرسية، وأنال مركز مميز .
حتى أجتزت المرحلة الثانوية والتحقت بكلية الفنون الجميلة في القاهرة جامعة حلوان، حيث أمضيت خمس سنوات من عمرى فى بحث متواصل من التجريب والمحاكاة ، بعد التخرج من الجامعة “1983” كنت أحدالمؤسسين لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية وفى سنة “1987” أقمت أول معرض لي في نادي الوصل بدبي ومن خلال هذا المعرض طرحت عدة تجارب ومحاولات وأهمها إستخدام المواد الشعبية التراثية فى الأعمال الفنية مثل (الحنة والزعفران والورس) ، لما لهذه المواد من إرتباط بالبيئة من ناحية و بالمرأة من ناحية أخرى، حيث أنها تعتبر من مواد الزينة والتجميل،حاولت توظيفها في عمل فني يحمل مضموناً ثراثياً كما استخدمت قطع الخشب في تركيبات هندسية وفى بعض الأعمال قمت بإستخدام بقايا الأقمشة والورق بطريقة الكولاج، وهناك محاولة تعتبر جديدة فى تلك الفترة وهي إستخدام أشعة الفلورسنت مع الألوان الفسفورية، مما دفعني إلى ذلك حب التجريب ولمعرفة مدى إمكانية الخامات فى إستلهام موضوع فني .
* واضح لمن يتابع أعمالك الفنية يكتشف المنحنى التجريدي وبالتالي فأن الرمز واللون عاملان رئيسيان في إاتجاهاتك الفنية، أرجو تسليط الضوء علي أسلوبك التجريدي وما هي جوانب التميز والإختلاف عن باقي الفنانين التجريديين؟
– اتخذت في أعمالي الفنية تشكيلات رمزية مختلفة و متنوعة منها الدائرة بما فيها من تضاد – حركة – إستمرار – سكون – كما أتخذت من عناصر تكوين العمل الفنى رموزاً و دلالات يراها المتلقى فى اللون، وما يشكلة من تناغم بصرى يثري العمل أو في الخط وما له من إيقاع وفى الكتلة، وما لها من أثر إلى جانب ترابط عناصر التكوين بعضها مع البعض الآخر استخدمت النقطة ووظفتها بشكل زخرفي أحياناً رمزاً “لشيلة المرأة”، المزينة بالسيم وأحيانا ً أخرى لها رمزيات تتعلق بالكون، وفي نفس الوقت هى البداية والنهاية، أما الخط فقدجعلته فى إيقاع متردد تارة وإيقاع هادئ مرة آخرى، في هيئة زخرفية تتماشى مع التكوين العام للعمل الفني، وهذه الخطوط أختزلتها لأرمز بها لزخارف التي تزين الملابس النسائية، بالأضافة الى الخامة (الأقمشة) أخترت بعض قطع الأقمشة ووظفتها بطريقة الكولاج فى بعض الأعمال لتضيف بعداً أعمق للعمل .
* ما هي الألوان والأفكار الفنية الرئيسية الأقرب إلى خيالك وذوقك الفني ؟
– الألوان عندي لها مزاج خاص وحسب ما يأخذني سحرها أنتقي منها , وأحس إنني يجب أن أكون ملتزمة قدر الإمكان بما أختاره من ألوان، حتى لا أشتت فكري أحياناً، أجد الألوان كأوراق الشجر في مختلف فصول السنة، وأحياناً أتخيلها أقمشة تصلح لألبسها وأختار منها لون أو عدة ألوان أمزجها بفضول، حتى أرى التجربة في النهاية كيف تكون.
في بعض الأحيان أرى اللون مظلة تقيني من المطر والشمس، واذا سقط المطر على المظلة إنسكب بهدوء وبلل الورق فيهرب الناس ويتركونني ، هكذا تأتي الأفكار مع اللون .
أحياناً أميل الى اللون الواحد بتدرجاته المختلفة ظهرت فى بعض الأعمال الخطوط والمثلثات، والمنحنيات، والدوائر، وهذه ما هي الإ ترانيم لها صوت ولكن العين تدركها كشكل، وفي نفس الوقت هى ليست أشكال مجردة من الطبيعة ولكن هى صيغ رمزية إعلامية أجتماعية، صيغ تدون المناسبات والحياة اليومية والمناسبات الإجتماعية بترانيم لونية إيقاعية تتمازج بخطوطهاالمتعامدة والمنحنية والمنكسرة لتتكامل معها كل العناصر الفنية فى العمل
* ماهي مصادر الإلهام التي تستمدين بها في إبتكار أعمالك الفنية وما دور البيئة ومدينتك دبي في ذلك ؟
– للبيئة دور كبير في أعمالي الفنية وأعتقد أن كل فنان له إرتباط وثيق بالبيئة، لأنها تؤثر بشكل مباشر في الأحساس بالعناصر، بالنسبة لي شكل البحر (خور ) دبي في ذاكرتي مخزون كبير من الإلهام، كنت أرى البحر برؤية أخرى من خلال اللون والإنتقال له من الفاتح الى الغامق بتدرجات متناغمة .
كنت أشعر بتموجات المياه وصفائها، وانعكاس أشعة الشمس التى تعطي بريق، كل ذلك يشكل مخيلة واسعة للفنان. وجود النوارس أتخيلها حوريات ونساء يتبادلن الحوار ، كما كان أستخدامي للألوان الذهبية والفضية بطريقة تزينية مقصودة لترمز عن قطع النقود الذهبية والفضية التى تنثر في المناسبات والأعياد.
* ما هي المحطات الفنية التى تشكل منعطفاً وتقيماً نوعيناً لمنجزك الفني في رفرفات صوتية بصرية ؟
– محطات متنوعة شكلت من تجربتي نوعاً من التقيم ولها رفرفات صوتية بصرية منها: – المعرض الأول في نادي الوصل بدبي عام “1987” يعتبر الجسر الذى عبرت به إلى الطريق وتشكلت لدي قناعات أولها الإستمرار دون توقف، حتى أصل إلى طريق الفن الحقيقي أستفدت من التجارب التى قدمتها في تطوير أعمالي الفنية إلى الأفضل كما أستفدت من تجربتي مع زوار المعرض أستمعت لكل صغيرة وكبيرة سواء من فنان أو متذوق أو انسان ليس له معرفة بالفن .
– وجودي في معرض علامات فارقة ( متحف الشارقة للفنون ) عام “2011” أعطاني رؤية مختلفة وكذلك التفكير في الجديد لمحطة قادمة .- اشتراكي في “سمبوزيم” النحت في الصين خلق عندي تجربة نوعية في كيفية التعامل مع عمل يحمل رؤية جديدة في مجال النحت خاصة أنني أمثل بلدي في هذا الملتقى، وهذه مسؤولية كبيرة. كما أعطاني قوة في عدم الخوف أو التردد والوقوف بثبات.
– معرضي الإستعادي في المجمع الثقافي (أبوظبي) إضاءات عام “2019” شعرت بما قدمته في رحلة حياتي الفنية وحمدت الله علي ما وصلت اليه.
– معرضي ( أنوار القلوب ) المقام الأن في متحف “الخط بالشارقة” “2021” ضمن مهرجان الفنون الاسلامية الدورة “24” في هذا المعرض، تجربة تمازج بين الرسم والبناء التركيبي المفاهيمي بالإضافة إلى منظومة بصرية من التنويعات الزخرفيةوالمنمنمات كما تم التعبير، عن المعاني من خلال الدائرة التى تؤشر إلى الصفرية عندما تتضاءل لتكون صفراً كما تؤشر إلى السعة اللامتناهية عندما تتكاثر دون حد وحدود.
* ما هو الفنان التى تأثرت بأعماله الفنية وتستخدمينة كمرجع لك ؟ ولماذا ؟
– تأثرت في بداية مشواري الفني بأساتذتي؛ منهم النحات المرحوم “مأمون الشيخ” و”الفنان الوشاحي” كما أحببت أعمال الفنان البحريني “عبد الله المحرقي” والفنان المصري “محمود مختار” والفنان العالمي “هنري مور” في تجسيد الكتلة والفنان “سلفادور دالي” والخزاف “حسن عثمان” والكثير من الفنانين تستهويني أعمالهم وأحب بين وقت وآخر أن أستمتع بالنظر إلى أعمالهم، البعض في إستخدامه، للون والبعض في الكتلة والخط والبعض الآخر في كيفية تناول الموضوع. كل فنان له خصوصية في تجسيده للعمل الفني. والى الآن ما زلت أقوم بتصفح المراجع والكتب الفنية حتى أمتع بصري وأستمتع بالإبداع من فنانين تركوا بصمة في مسيرة الفن، ليس بالضرورة أن أستخدمهم كمرجع إنما الضرورة أن أرى ماذا أضافوا من إبداع لأستفيد منهم.
* هل لديك ذائقة للصور الشعرية لتكون مصدر إلهام فى بناء لوحاتك التشكيلية ؟
– نعم كانت لي عدة تجارب مع شعراء منهم :
– تجربة مع مجموعة من شعراء الإمارات في معرض مشترك مع الخطاط والرسام السوداني”تاج السر”
(صالة العويس) عام “2015”
– تجربة من الشاعر المغربي المرحوم “حكيم عنكر” ( مدارج الدائرة ) عام “2010”
– تجربة مع شاعر فرنسي( بول هنري ليرسن ) في باريس عام “2012 “
– تجربة مع الشاعرة الصديقة (صالحة غابش) عام “2009”الإمارات
– تجربة مع الشاعرة البحرينية (سوسن دحيم) عام “2019” “الإمارات.
* ما هى طموحاتك في المستقبل ؟
– أن يمدني الله بالصحة لأكمل مشوار الفن .
* ختاماً ما هي الكلمة التي تحبين أن توجهيها إلى العالم ، للوطن ، للاصدقاء ؟
– أتمنى أن يعيش العالم في سلام-أتمنى الوطن أن يرتقي دوماً وابداً
-أتمنى للأصدقاء أن لا يغيرهم الزمن.
* ما هو الفنان التى تأثرت بأعماله الفنية وتستخدمينة كمرجع لك ؟ ولماذا ؟
– تأثرت في بداية مشواري الفني بأساتذتي؛ منهم النحات المرحوم “مأمون الشيخ” و”الفنان الوشاحي” كما أحببت أعمال الفنان البحريني “عبد الله المحرقي” والفنان المصري “محمود مختار” والفنان العالمي “هنري مور” في تجسيد الكتلة والفنان “سلفادور دالي” والخزاف “حسن عثمان” والكثير من الفنانين تستهويني أعمالهم وأحب بين وقت وآخر أن أستمتع بالنظر إلى أعمالهم، البعض في إستخدامه، للون والبعض في الكتلة والخط والبعض الآخر في كيفية تناول الموضوع. كل فنان له خصوصية في تجسيده للعمل الفني.
والى الآن ما زلت أقوم بتصفح المراجع والكتب الفنية حتى أمتع بصري وأستمتع بالإبداع من فنانين تركوا بصمة في مسيرة الفن، ليس بالضرورة أن أستخدمهم كمرجع إنما الضرورة أن أرى ماذا أضافوا من إبداع لأستفيد منهم.
* هل لديك ذائقة للصور الشعرية لتكون مصدر إلهام فى بناء لوحاتك التشكيلية ؟
– نعم كانت لي عدة تجارب مع شعراء منهم : – تجربة مع مجموعة من شعراء الإمارات في معرض مشترك مع الخطاط والرسام السوداني”تاج السر” (صالة العويس) عام “2015” – تجربة من الشاعر المغربي المرحوم “حكيم عنكر” ( مدارج الدائرة ) عام “2010”- تجربة مع شاعر فرنسي( بول هنري ليرسن ) في باريس عام “2012 “- تجربة مع الشاعرة الصديقة (صالحة غابش) عام “2009”الإمارات – تجربة مع الشاعرة البحرينية (سوسن دحيم) عام “2019” “الإمارات.
* ما هى طموحاتك في المستقبل ؟ – أن يمدني الله بالصحة لأكمل مشوار الفن .
* ختاماً ما هي الكلمة التي تحبين أن توجهيها إلى العالم ، للوطن ، للاصدقاء ؟
– أتمنى أن يعيش العالم في سلام-أتمنى الوطن أن يرتقي دوماً وابداً -أتمنى للأصدقاء أن لا يغيرهم الزمن.