أصبحت المساحة المفتوحة أقسامها على بعضها البعض، سواء في المشروع السكني أو مكتب العمل الأكثر اعتماداً اليوم، لأنّها تحقّق الإحساس بالفسحة، وتعزّز التواصل البصري. يقضي تصميم هذه المساحة، بصورة مثاليّة، توخّي الدقّة، لغرض الإفادة من كلّ شبر متاح، كما البحث في سبل تحقيق الخصوصيّة في كلّ جزء، والتقليل من الضوضاء. علماً أنّه يلاحظ أخيراً أن “المساحة المفتوحة” تتخلّى عن الجمود، وتطلّ إطلالةً مرحةً، ولا تخلو من الأفكار الإبداعيّة. في هذا الإطار، يقدّم خبير التصميم رامي أبو غوش، والشريك المؤسس لشركة Stones Jordan، في لقاء مع “سيدتي” القواعد الأساسيّة التي يجب مراعاتها عند تصميم المساحة المنزلية المفتوحة الفخمة.
سواء تعلّق الأمر بشقّة مدينيّة محدودة الحجم أو بشقّة فسيحة، يسمح المخطّط المفتوح بجعل أقسام المساحة مضاءة، ومتصلة بصورة تعزّز الأحاديث بين السكّان، مهما كانت انشغالاتهم، كأن تدردش ربّة المنزل مع أفراد عائلتها، فيما هي تعدّ طعام العشاء لهم، وهم يؤدون مهام عدة. كما تسمح الفكرة بمراقبة الأم المنشغلة بأعمال المطبخ أطفالها. أضف إلى ذلك، تتعدّد وظائف المساحة المفتوحة، لتشتمل على الأكل والاستراحة وحتّى العمل من المنزل…
تحدّيات…
لا يشجّع البعض فكرة المساحة المفتوحة أقسامها على بعضها البعض، لأنّهم يعتقدون أن الأخيرة تفقد الخصوصيّة، أو تصعّب إخفاء الأسلاك في غياب الجدران… لكن، على النقيض من المعتقد الشائع، يسمح المخطّط المفتوح باستغلال المساحة العصريّة على الوجه الأمثل، كما هو يناسب المساحة الكلاسيكيّة أو المظلمة أو المحدودة حجماً. في هذا الإطار، تحدّد أجزاء المساحة، حتّى يؤدّي كلّ منها وظيفة مختلفة، مع ضرورة الحرص على استخدام ألوان متناغمة مع بعضها البعض في كلّ الأجزاء.
يوضّح المهندس رامي أنّه “يترتّب على سكّان المنزل تحديد احتياجاتهم من كلّ جزء في المساحة”، ويضيف أنّه “يمكن فصل الأجزاء عن بعضها البعض، بوساطة قطع الأثاث أو الإضاءة…”. ويعدّد في الآتي، طرق الفصل بين أجزاء المساحة:
• تعدّ القواطع الزجاجيّة مفيدة، وهي قد تمتدّ من الأرضيّة إلى السقف، مع ميزة إضافيّة إذا كان المنزل يطلّ على الحديقة. بذا، يصبح الفناء الخلفي امتداداً للمنزل، ممّا يعزّز الإحساس بالرحابة.
• تتقدّم نقطة محوريّة كلّ جزء، كما “الجزيرة” في المطبخ ، أو وحدة الإضاءة في مساحة تناول الطعام، أو المدفأة في منطقة المعيشة. في هذا الإطار، يشير الخبير رامي إلى أن “بناء مدفأة في جدار فاصل بين مساحة الطعام والمعيشة يحقّق مظهراً أنيقاً”. ويضيف أن “الأريكة التي تتوزّع مقاعدها على زاوية كبيرة أو الأريكة التي تتخذ شكل حرف “إل” L تجذب في التصميم المفتوح، بخاصّة عند انتقاء قماش مناسب لها، حتّى يشيع الفخامة، أو الجلد الذي يجعل الأريكة نقطة محورية جذابة، مع تكلمة الديكور من خلال السجادة وطاولة القهوة ومجموعة من الوسائد الناعمة.
• تمثّل الأرضيّات المصنوعة من خشب البلوط خياراً مناسباً ودافئاً، في المساحة المفتوحة أقسامها على بعضها البعض، إذ هي تطبعها بالفخامة والراحة، علماً أن استخدام الأرضيّات عينها في أجزاء المساحة يُشعر بالفسحة.
• في حالة هدم الجدران أو إعادة توزيعها في “المساحة المفتوحة”، بإشراف خبير، يُنصح بأن يتخذ المكان مستطيل الشكل (أو المربّع) هيئة حرف “إل، مع تخصيص حيّز مناسب للطعام وثان للجلوس، مع إبعاد المطبخ عن الامتداد البصري.
• قبل تصميم المساحة المفتوحة أقسامها على بعضها البعض، يجب التفكير في مصادر الإضاءة الطبيعيّة، فكلّما كانت الأجزاء أكثر إشراقاً، بدت أكثر جاذبيّةً واتساعاً وفخامةً. تقضي طرق تدفّق الضوء في الفراغ المعماري بتثبيت أبواب زجاجيّة منزلقة كبيرة ممتدّة من الأرضيّة إلى السقف (أو أبواب ثنائية الطي، أو أبواب زجاجية). في هذا الإطار، يستشهد الخبير رامي بالنموذج الآتي: في شقّة (استديو) مفتوحة الأجزاء على بعضها البعض، يبنى جدار نصفي لفصل المطبخ عن الأجزاء التي يطلّ عليها، وذلك للحؤول دون حجب أي ضوء. يشغل مشرب جانباً من الجدار، فيما يتكئ التلفزيون إلى الجانب الآخر منه، على أن تواجه الشاشة منطقة المعيشة المريحة.
• تمثّل السلالم ميزة معماريّة مذهلة في المخطّط المفتوح، وذلك عندما تصمّم السلالم وفق الطراز الصناعي، مع جدار مصمّم من الطوب.