ماهر ضياء محيي الدين
من المؤمل ان ينعقد يوم غدا لقاء ثاني بين قادة الاطار التنسيقي والسيد مقتدى الصدر بعد اللقاء الاولى في بيت السيد العامري من اجل اكمال ما تم الاتفاق عليه بعد اللقاء ، لكن ما يهمنا في نهاية المطاف النتائج النهائية والمثمرة من هذه اللقاءات .
ما اهمية الاجتماعات بين الاطار والسيد الصدر ؟
حقيقية متفق عليها من الجميع ان البلد واهلة لا يتحملوا ازمات او صراعات جديدة ، والاخطر في الموضوع نشوب حرب اهلية بين ابناء المكون الواحد ، والسبب نتائج الانتخابات الاخيرة ، وتركة ثقيلة من المشاكل والنزاعات المحتدمة بين المجتمعون انفسهم لأسباب معروفة من الجميع ، ولا ننسى لمظاهرات تشرين والتي انعكست سلبا على علاقات وتفاهمات ، وحتى في الحوار والمفاوضات بين اطراف الحوار والسيد الصدر .
لو رجعنا الى الوراء قليلا نجد ان علاقة اغلب اطراف الحوار مع الكتل الصدرية في مستويات جيد جدا سواء كان في الحكومات السابقة او تحت قبة البرلمان الا مع بعض الاطراف المعروفة ، لكن لم تصل الى مستوى ينذر بالخطر ويهدد السلم الاهلي كما حدث في الانتخابات الاخيرة ، نعم كانت هناك مشاكل نزاعات تهديدات كما حدث بعد 2007 ، بل تطورات الامور الى المواجهة المسلحة في بعض الاحيان بين القوات الامنية وبعض الفصائل ، لكن تدخل بعض الجهات حائلا دون تطور الامور الى ما يحمد عقباه في نهاية المطاف ، ولعل اللقاء الاول في بيت العامري كان يحمل رسالة في غاية الاهمية ان الامور ستحل عن طريق الحوار والتفاوض ، وليس عن طريق لغة التهديد او الوعيد ، ولطالما سعت اطراف خارجية او داخلية الى تأجيج نار الفتنة الطائفية ، لتحقق من ورائها ماربهم الشيطانية .
اهمية استمرار اللقاءات يكون في شقين الاولى يهم الكتل السياسية والثاني الشعب اما بخصوص الشق الاول نجد ان اغلب اطراف الحوار تحاول تكرار تجربة تشكيل الحكومات السابقة ( التوافق والمحاصصة ) وبعيدا جدا عن نتائج الانتخابات الاخيرة ، والاهم لديها الحصول على اكثر عدد منها من اجل الغنائم والمكاسب الحزبية او الشخصية وليس من اجل مصلحة البلد واهله ، وهو الامر ينطق على كافة الكتل الاخرى وليس الشيعية فقط .
اما بخصوص الشق الثاني نجد ان اغلب الناس وصلت الى مرحلة فقدان الامل والياس في التغيير او الاصلاح الحقيقي بدليل نسبة المشاركة في الانتخابات الاخيرة ، وحتى التي قبلها ، وكثرة التصريحات والوعيد في تغير الامور يندرج في اطار تحقيق مكاسب اعلامية او سياسية بحتة من البعض. والا الاصلاح المنشود بحاجة الى قرارات شجاعة وجريئة ، وواقعية تنسجم مع متطلبات المرحلة وتطلعات الجماهير .
ما تم تسريب من اللقاء او سمعنها في الوسائل المتعارفة ، وحتى البيانات الصادرة من هذه اللقاءات يعطي رسالة بانهم عاجزون عن ايجاد حلول حقيقية لمشكلة الانتخابات اولا ، ثم لمشاكل البلد ، انما يحاولون التوصل الى حلول مرحلية او ترقعيه ، والاستمرار في تفس النهج الذي دمر البلد وقتل العباد ، والا من يتصور الخروج من اللقاءات بنتائج جيدة فهو واهم جدا ، بسبب ان القيادة السياسية المجتمعة تسير في نفس النهج او السياسية المتعارف عليها ، ولديها تخوف من اي اصلاحية حقيقية ، لأنها تهدد مصالحهم ، ومن يقف ورائهم ، والنتيجة النهائية في نهاية الامر استمرار مسلسل الدمار والخراب لبلد دجلة والفرات .
خلاصة الحديث المنتظر في هذه اللقاءات الخروج بحلول تغير مسار الدولة ومؤسساتها نحو الاصلاح الحقيقي المطلوب الذي يضع حدا لمشاكلنا المتفاقمة منذ سنوات والتي لا تعد ولا تحصى ، وتشكيل حكومة كما في السابق معناها على العراق واهله الف تحية وسلاما .