نظرة في الواقع التربوي والتعليمي في بلدي الجريح

ماهر ضياء محيي الدين

بلد الخيرات والثروات ، بلد الأديان والكتب السماوية ، بلد الحضارات والثقافات ،بلد دجلة والفرات ، بلد الشعراء والمفكرين والمبدعين ، ماضي مضي يشهد له الجميع ، حاضر يبكي علية الجميع ،واليوم مشاكلنا لا تعد ولا تحصى منذ سنوات طويلة في مختلف الجوانب ، وصراعات و أزمات وأزمات  متتالية ، خراب ودمار وقتل ودماء شبابنا لا تجف ، أصبحنا  ساحة لتصفية الحسابات بين الكبار، حقل تجارب للآخرين ان صح التعبير , لتكون التربية والتعليم احد ضحايا هذا الاعصار المدمر.

نحصد لنزرع للمستقبل  لأنها  خير تعبير عن واقع مرير تمر بيه مدارسنا وكليتنا  من كافة النواحي وبخصوص المستويين التعليمي والخدمي لان السيل الجارف لم يستثني احد من الدمار والتخريب  والسؤال الأهم  لماذا ؟ .

ما شهد البلد في القرن الماضي من تطور لافتة للنظر في مجال التعليم والبنى التحتية للمدارس والمعاهد والكليات يعد منجزا عظيم يستحق  الذكر والإثناء علية ليس فقط على المستوى المحلي فحسب بل لم يتحقق هذا المنجز في عدة دول إقليمية  وكان عام 1921انطلقة حقيقية للتعليم  واستمر في تحسن متزايدة ونقلة نوعية ومميزة في سبعينات القرن الماضي وسميت بسنوات الذهبية للتعليم وكانت محل بإشادة  من عدة منظمات وثم بدأت سنوات النكبة وينتهي العصر الذهبية ويكون مسار التعليم نحو الانحدار بسبب حروب البلد وظروفها الاقتصادية الصعبة للغاية ثم أطلقت رصاصة الرحمة على التعليم  بعد عام 2003لتكون نهاية الأمل في العودة من جديد وبداية عهد يكون منسجم مع تطلعات الناس  معاناة واقع مدارسنا ليست في حدود القبول ولو بالممكن المتاحة من نقص في البنى التحتية   وكتاب المنهاج وقلة الكادر التدريسي في بعض الاختصاصات  وغيرها من المشاكل الأخرى لان بعضها لا يتوفر بيه مكان رحلة للجلوس عليها وأطفالنا تكون الأرض خير بساط لهم  وانعدام اقل ما يمكن قولها مروحة تعمل وان توفر براد للشرب الماء يعد منجز يستحق علية جائزة نوبل أو الترشح للجائزة أوسكار  ووضع الحمامات صورة لا تحتاج إلى تعليق وشابيك متاحة لدخول إي شي سواء هواء برد أو حر أو حتى الحشرات بأنواعها ولما وصف المعلم بكونه رسولا , لكن  الرسول كيف يستطيع العمل في ظل هذا الظروف الجميلة ؟

وان تجاوز هذا الفرض تكون له مهمة ثانية إن يعلم ويدرس أكثر من ثمانون طالب في صف لا يتجاوز عدة أمتار وأتمنى إن تنتهي هذا المهمة المستحيلة عند هذا الحد لان من واجباته الأخرى إن يكون ملما بكل العلوم سواء كانت التطبيقية والإحيائية في غير اختصاصه  بحجة نقص الكادر وأكمام النصاب ودائما نبحث عن نسبة النجاح الأعلى لأنها دليل تقدم نجاح العمل حتى لو وصل الطالب للصف السادس دون إن يقرا أو يكتب الأهم  النسبة الأعلى والاهم من ذلك منهاجنا الحالي الموضوع من قبل الجهات ذات العلاقة ليس بالمستوى المطلوب من اجل تطوير قدرات الطالب وتنمية مهارات وإنما ينصب جل أفكار الطالب من اجل دراسته لغرض النجاح وليس الاستفادة منه مستقبلا في كافة المراحل التدريسية  في حين اضطرت معظم الأهالي  للتوجه نحو  المدارس  الخاصة  والتي  شكلت عبء إضافي عليهم في تحمل مصاريف من إقساط ونقل وغيرها  هذا الواقع المروع جزء بسيط من معاناة وماسي للمنظومة التعليمية للمدارس و الجامعات مما سبب أعطى صورة للغير عن تدني مستوى التعليمية وأصبحت الشهادة العراقية في محل للشك وعدم الاعتراف بيها على العكس من ذلك في وقت كانت الشهادة العراقية لها قيمة مثل الاسم والعلامة التجارية العالمية المشهورة لدى الغير وكانت بغداد يقصدها الكثيرين من اجل التعلم ووضعها العلمي في التقدم والازدهار في حالة مزدهرة للغاية  ومنهم على مستوى ورؤساء دول لبعض الدول العربية الحاليين ولو استمر هذا الوضع المؤسف كيف مستقبلا إلا  إذا وتحتها إلف خط وخط إلا تم التدخل من الجميع لأنها مسالة وطنية وإنسانية بدرجة الأساس لذا تكون دعوتنا للكل دون استثناء للمشاركة في أعادة وتأهيل المنظومة  التعليمية بكافة مؤسساتها إلى سابق عهده بكل الطرق والوسائل ولو أنشاء صندوق ترعاها جهات مستقلة لان وضع البلد المالي  يرثى له   لإعادة بناء وتعمير من مستوى الروضة إلى مستوى الجامعات ولو التبرع بمبلغ ألف دينار شهريا وتكثيف الدورات للكادر من كافة الاختصاصات وان تكون دورات نوعية منظمة بشكل جيد بعيد عن مفهوم الروتين السائد وان يكون لدينا منهاج تربوي تعليمي يعمل على صقل مهارات الطلاب وتنمية قدراتهم  وان ديمومة الأمم يكون بدعم التعليم وهو معيارها الحقيقي من اجل النجاح والتقدم والازدهار.                 

شاهد أيضاً

العراق وطن القلوب والحضارة

اللواء الدكتورسعد معن الموسوي أنا دائمًا ما أبتعد عن الحديث في السياسة وعراكها، لكن عندما …

error: Content is protected !!