الفضّة؛ معدن مرادف للفخامة والثراء عبر العصور، نسبة لما يتميّز به من خصائص فيزيائيّة كانت جعلته يدخل في العديد من الحرف والصناعات قديماً. أضف إلى ذلك، ساهمت ندرة الاحتياطات المكتشفة من الفضّة في ذلك الوقت في ازدياد سعر المعدن، ممّا جعله من أكثر المعادن النفيسة ثمناً. راهناً، لا يزال المعدن يستخدم في العديد من الصناعات التقنيّة والفنيّة. وفي هذا الإطار، يطلع اليك المهندس معمر محمد، صاحب شركة “نوفارا” للتصميم الداخلي، على خصائص الفضّة، وكيفية توظيفها في الديكورات الحديثة الفخمة؟
وضّح المهندس معمر أن” معدن الفضّة شائع الاستخدام في الديكور منذ زمن بعيد، سواء تعلّق الأمر بورق الفضّة في الطلاء لعمل نقوش على الجدران والأسقف، كما بصنع التماثيل ذات الأبعاد الرمزية”. ويضيف أنّه “نسبة لارتفاع سعر الفضّة، وتطوّر صناعة مواد البناء والتشطيبات راهناً، تستخدم الفضّة في الديكور، كمعدن في تركيب الدهانات الفضّية وخامات القماش الفضّي التي تعطي نفس الانطباع الذي لطالما كانت تحقّقه الفضّة عبر الزمان”.
المعدن النفيس ولونه في الديكورات العصريّة
• لناحية اللون الفضّي، هو يعدّ من الألوان الجذّابة، ويدخل في تصاميم الأثاث والأدوات المنزليّة، حديثاً، لأنه يشي بالفخامة والثراء، ويعتبر من الألوان الباردة، والتي تضيف أجواءً ترحيبيّة ومُحفّزة للنشاط في المساحة التي تحلّ فيها. ولأن الفضّي ينتمي إلى فئة الألوان البرّاقة، فهو يعطي الناظر اليه شعوراً بالإلهام، ويحقّق التوازن في مظهر أي تصميم. نسبة للخصائص التي ذُكرت سابقاً، فإنه يفضل استعمال الفضّي في الفراغات التي تستقبل الزائرين، كردهات الاستقبال في الفنادق ومداخل البيوت وصالات المعيشة والمجالس، كما في حمّامات الضيوف.
• يعدّ الفضّي من الألوان الباردة، لذا يفضّل استخدامه في المناطق ذات المناخ الدافئ، بخاصّة في الفراغات المتصلة بالخارج بصورة مباشرة، كردهات المداخل.
• تتماشى ألوان عدة مع الفضّي، كالأزرق، مهما كان التدرّج منه، والبيج والبنّي والوردي والـ”تركواز”، فضلاً عن الأبيض والأسود. أما بالنسبة للخامات التي تبرز، عندما تتلوّن بلون الفضّة، فتشتمل على: الرخام، لا سيما الأبيض منه، والمميّز بعروقه الرمادية والسود، أو الرخام الرمادي والأسود البارز بعروقه البيض، أو الخشب الرمادي (أو البنّي الفاتح أو الأسود).
• من الرائج حاليّاً استخدام القماش الفضّي المطفي، في صالة المعيشة، لا سيّما في المساند وأغطية الطاولات والستائر، لكن في الحالة الأخيرة، تحلّ نسبة ضئيلة من القماش الفضّي، مع الإبقاء على الستائر الـ”شيفون” في الخلفيّة باللون الأبيض، علماً أنّه يفضّل اعتماد الفضّي في تفاصيل صغيرة الحجم لتطعيم المشهد بلمسات جذابة، كما استعماله في العناصر الموزّعة على مستوى العين، كالجزء العلوي من الجدران والأسقف، مما يتيح استغلاله أكثر في إثراء المشهد.
• اللون الفضّي اللمّاع في النجف يشيع إحساساً بالعصرنة والفخامة، كما يحلّ على طاولات القهوة، لتلعب الأخيرة دور النقطة المحوريّة في الغرف. وفي هذا الإطار، يحلو أن تتناقض الأسطح المعدنيّة المضيئة للطاولات بشكل لا تشوبه شائبة مع الأرضيات الخشبية (أو الرخامية). في ديكورات الجدران، بخاصّة في المساحات الضيّقة، للون المذكور دور في الإشعار بالاتساع.
• الفضّة تستخدم في الإكسسوارات الثمينة، كالتحف والمزهريّات والتمثايل وساعات الحائط الكلاسيكية وأودات الطعام المختلفة، إذ يفضل الأثرياء ومحبّو الرفاهية استخدام المعدن الخالص بدلاً من الـ”ستاينلس ستيل” أو الـ”ألمنيوم” أو ما يشابههما من المعادن الأقلّ ثمناً.
• البريق في غرفة المعيشة تحمله تفاصيل، كالمزهريات المزخرفة والمرايا الفضّية.
• اللون الفضّي المطفي المستخدم في دهان إطارات الكراسي وأطقم الكنب الكلاسيكيّة كفيل بجعل الفخامة طاغية، أمّا اللون الفضّي اللمّاع فهو قاعدة معدنية للكراسي والكنب في التصميم الحديث.
• للمرايا دور إيجابي في إثراء التصميم، فهي بالإضافة إلى مظهرها العصري، تشيع شعوراً باتساع المكان، وتوزّع الضوء بصورة أفضل، نسبة إلى قدرتها العالية على الانعكاس.