د. نبراس المعموري
لطالما سافرنا عبر قصص الف ليلة وليلة بعيدا .. وحلمنا بذلك البساط السحري الذي حمل معه احلام طفولتنا، بفصل جديد نمرح فيه، ونحن ننعم بموسم الشباب مطوقين بما تبقى من صفحات تلك الليالي.
في بغداد عند ذلك المربع الذي توسط نصب الشهيد.. ذلك النصب الذي عكس بلونه الفيروزي عناق الماء والسماء ، بالرغم من كل محاولات الغدر لطمس لونه الفيروزي بالسواد .. هناك حلق السندباد من جديد ليزيح غبار الايام و احزان تلك البيوت الساكنة المترقبة لعودة مواسم الطرب ؛ كما اعتدنا ان نراها في وجوه من تعلموا ان للفن اصوله وجماله وسحره.
لم اتوقع ان يتمكن البساط السحري من التغلب على مارد السياسة المقيت بكل مفرداته السلطوية والطائفية، معلنا انتصاره، مطوقا بالحان واغاني الماضي والحاضر .
لقد كانت امسيات سندباد لاند كفيلة بايصال رسائل .. ان العراقيين لن يتوانوا في ابطال خطط من يحاول قتل حياتهم ، وانهم قادرون على ان ينظموا الكرنفلات بكل احترافية وجمال!
لم اكتب هذه الكلمات لامتداح هذا او ذاك .. بل كتبتها لأقول ان بغداد لا تموت واهلها متماسكون، وان من صفق وغنى كانوا من كل الوانها واديانها واعراقها من دون تمييز .
شكرا لمن يسعى ان يعيد طوق القداح البغدادي، وشكرا لكل من حافظ على ان يكون الفيروزي لون بساط سندباد الجديد .. شكرا سندباد لاند