تكثر أخيراً تصميمات الديكور المستوحاة من سفاري أفريقيا؛ التصميمات التي تتصف بالجمال والأناقة والبساطة، بعضها يميل إلى الديكور الكلاسيكي الفخم، فيما البعض الآخر منها يميل إلى الديكور العصري المُبهج. وفي هذا الإطار، تقدّم مهندسة الديكور والمصمّمة صوفيا الجامعي، صاحبة شركة Interieur Sur Mesure، مجموعة من الأفكار الناجحة في جعل أجواء الصحراء متاحةً في المساحات الداخليّة.
عند تطبيق الديكورات المستوحاة من أجواء الصحراء، توضّح المهندسة صوفيا أن “تعزيز المنزل بالإضاءة الطبيعيّة هو من الأساسيّات، لانعكاس الأمر الإيجابي على نفسيّات الساكنين؛ يتحقّق الأمر من خلال الاستعانة بالمرايا، واستعمال بعض الألوان التي تذكر بالكثبان الرملية والتفاصيل الصحراوية”. وتعدّد الألوان، في الآتي:
الذهبي
تتماوج رمال الصحراء الملونة بلون الذهب المتلألئ تحت أشعّة الشمس لتجذب أعين الناظرين إليها؛ الذهبي لون مضيء يشيع الفخامة أينما يحلّ، ويرتبط بصفات الوفر والرخاء والرفاهية والهيبة والأناقة، كما بالتفاؤل والرضا والانتصار والنجاح لأنه لون الشمس. بعد أن كان الذهبي حكراً على الديكورات الكلاسيكية الملكية، ها هو بريقه يبرز في الديكورات الـ”مودرن”، وذلك من خلال المعادن والإكسسوارات ووحدات الإضاءة وشرائح الـ”ستيل” التي تزين الجدران، كما في أقمشة المقاعد والستائر.
البرتقالي
يعتبر البرتقالي من الألوان الجريئة في الديكور الداخلي، فهو مزيج الأحمر والأصفر، ويعدّ ديكورات “تنعش” المنزل، وتجدّده، بخاصة عندما يحلّ في أماكن محددة، صحبة الألوان الحيادية الهادئة التي تميّز الأساسيات في الديكور والقطع الضخمة. وفي هذا الإطار، تدعو المهندسة صوفيا إلى اختيار اللون البرتقالي للوسائد الموزعة على الأرائك البيج، الأمر الذي يضفي المزيد من الأجواء الترحيبية في المساحة. وفي حال الرغبة في اختيار الستائر بالبرتقالي، يستحسن أن تكون بسيطة في التصميم، ليطلى الجدار خلفها بالبيج (أو الأبيض الكريمي).
الأصفر الخردلي
يعدّ الأصفر من الألوان المؤثرة في الديكور الداخلي، ويُقال في علم الألوان إنّه يجلب الطاقة والنشاط إلى دواخل المنزل. سواء صدقت هذه المقولة أو كذبت، فإن الخردلي يبقى من الخيارات الهامّة في الديكور الداخلي، وهو يناسب الغرف كافة، بخاصّة عند تنسيقه مع الأخضر (لون الصبار، النبتة الصحراوية الأبرز) والأزرق والوردي.
يحلو توزيع الوسائد الملوّنة بالأصفر الخردلي على الأريكة باللون الأبيض الكريمي، إلى جانب مقعد فردي بالأصفر الخردلي. كما يجذب تثبيت لوحة “مودرن” تجمع الأصفر والبرتقالي والأخضر والأزرق، على أحد الجدران الفارغة. ولا مانع من استعمال ورق جدران يتداخل فيه الرمادي والأصفر معاً.
البنّي
تتفاوت درجات البنّي، من البيج وصولاً إلى لون الشوكولاتة؛ علماً أن البني يحقّق الفخامة أينما يحلّ، ويتماشى مع الأصفر الخردلي والبرتقالي، ويدخل في تصميم السجاد والإكسسوارات المنزليّة واللوحات، وحتّى في تصميم الثريات.
يرمز البنيّ إلى أوراق الخريف المُتساقطة، والملونة بتدرجات مُتباينة، وإلى لون التراب ورمال الصحراء والأرض والأشجار والخشب، وغيرها من أجزاء الطبيعة الخصبة، كما يذكّر بحبوب القهوة التي يعشقها كثيرون، وهو دافئ يرمز إلى التواضع، والجذور. من ناحيةٍ أخرى، قد يبدو اللون البني مملاً وجامداً قليلاً في حال توظيفه بشكلٍ غير صحيح كاستخدامه بكمّ مبالغ به، لكنه في نفس الوقت لون مُحايد يتضمن مجموعة واسعة من التردجات التي يُمكن استغلالها ومزجها بألوان الطبيعة الأخرى لتحقيق توازنٍ جذّاب، مثل: الأخضر أو الذهبي (لون الشمس).
الوردي الباستيل
يمثل الوردي الفاتح أحد ظلال شروق الشمس في الصحراء، وهو مثالي للاستخدام مع اللمسات الذهبية، مما يطبع المساحة بالهدوء والرومانسية.
تأثيرات الألوان في الديكور
توضّح المهندسة صوفيا أنه “لا مانع من توظيف الألوان الداكنة، في المساحات الفسيحة، وذلك حتّى تكسر رتابة تلك الفاتحة، أمّا في الغرف الضيّقة فتقتصر الألوان المستعملة على الدرجات الفاتحة منها”. وتفيد بأن “اختيار اللون يعدّ قراراً مهماً لأنه يؤثر بشكل مباشر في مساحة الغرفة”، مع الإشارة إلى أن تركيبات ألوان المنزل تنعكس على أمزجة الساكنين وعواطفهم إلى حدّ كبير، لذا قبل اختيار مجموعة ألوان الطلاء المنزلية يفيد مراعاة الآتي:
• الحجم: إذا كانت مساحة الصالة ضيّقة، يجب اختيار الظلال الفاتحة، كالأبيض، وألوان الباستيل، مثل: الزيتوني والخوخي والعاجي والرمادي الفاتح والأسود المحايد.
• الإضاءة: إذا لم تكن الغرفة مضاءة بصورة جيّدة، فيجب البحث عن تركيبات ألوان داخليّة، مثل: الخوخي والزيتوني الفاتح والأبيض والأزرق، لإضافة اندفاعة من الضوء والظلال المحايدة للحفاظ على توازن اللون، بغية بعث ردود فعل إيجابية. أما إذا كان المنزل يعرف إضاءة الشمس الطبيعيّة، فيناسب انتقاء الألوان ذات الظلال الخضر الداكنة أو الأرجوانيّة الداكنة أو الزرق الداكنة.