كان استخدام مادة الزجاج، بأنواعها، وأشكالها، رائجاً في التصميم الداخلي، كما الخارجي، وذلك في العديد من الحقبات الزمنيّة، بخاصّة في بداية تسعينيّات القرن الماضي، عندما أعاد مصمّمو الديكور الاشتغال في المادة، التي تتصل بها صفات الرفاهيّة والعذوبة. راهناً، تستعيد المادة تألقها، وذلك في موضة خريف وشتاء 2021- 2022، بخاصّة أنّها تتميّز بانسجامها مع كل أنماط الديكور الداخلي: الحديث والمعاصر والنيو كلاسيكي والإسكندنافي، وحتى النمط الصناعي. وفي هذا الإطار، يطلع “سيدتي. نت” من المهندس المعماري أحمد بسّام حمّود، صاحب شركة دار الهدية للتصميم الداخلي، على كيفية توظيف الزجاج في المساحات العصريّة الفخمة؟
يوضّح المهندس بسّام حمّود أن “مادة الزجاج تزدهر من جديد لأسباب عدة، منها: سهولة قولبتها وتشكيلها وتلوينها وزخرفتها، كما تناسبها مع نمط الديكور العصري الراهن”، ويضيف أنها “تلعب دوراً في المساحات التي تفتقر إلى الإضاءة”. إلى ذلك، يساعد وجود الألواح والجدران الزجاجية، في الغرف والصالات محدودة المساحة، في توسيعها بصريّاً، وذلك من خلال انعكاسات المادة، والبريق الذي تصدره، والامتداد البصري الذي تحقّقه عبر شفافيّتها.
جماليّة وحداثة
• تشيع مادة الزجاج الجماليّة والحداثة في الفراغ المعماري، كما تعزّز مساحات المنزل.
• تنشر جوّاً من الحركة والحيويّة، ورونقاً مميّزاً.
• تبدو المادة مرنة، وسهلة الدمج بخامات أخرى، كالحجر، وذلك في أعمال الديكور التي تتخذ من الجدران (أو الأعمدة) الداخليّة مكاناً لها، وحتّى في الواجهات الخارجيّة الخاصّة بالفلل والمباني الفخمة والمحلات التجارية والمطاعم. إلى ذلك، يصنع الرخام ذو العروق الطبيعيّة الملوّنة واللمعان المميّز، جنباً إلى جنب الزجاج، مزيجاً يشي بالحيوية والفخامة، وذلك في جدران الديوانيات وصالات الجلوس والطعام وغرف النوم ذات الطابع الفخم والحديث. أمّا الخلط بين الزجاج والمعادن (الستاينلس ستيل والألمينيوم) في الأبواب الزجاجية الداخلية والنوافذ الخارجية والفواصل بين الغرف، فيضفي على التصميم الداخلي إحساساً بالمعاصرة والجاذبيّة. كما يدمج الزجاج بالخشب، ليطلّ الديكور، بصورة حديثة ومريحة، وذلك في خزائن المطابخ والأبواب الخشبية التي يدخل فيها الزجاج الملوّن أو حتى لوحات الحوائط الخشبية المخترقة بقطع من المرايا.
الشفّاف والمعشّق…
هناك العديد من أنواع الزجاج المستخدم في التصميم الداخلي؛ لكل نوع خصائص وطريقة في التوظيف ومكان مناسب ليستقبله. تشتمل أنواع الزجاج الأكثر استخداماً في التصميم الداخلي، على:
1. الزجاج الشفّاف ذو التكلفة المعقولة؛ المادة المذكورة هي الخيار الأوّل للنوافذ والأبواب.
2. زجاج المرايا الذي يعدّ من الحلول الذكية المتبعة في تصميم ديكورات الأماكن الضيّقة، إذ هو يعكس الإضاءة ليبدو المكان أكبر حجماً، كما يمنح المناطق التي يحلّ فيها جماليّة من نوعٍ خاص، بخاصّة في غرف الجلوس.
3. الزجاج المعشّق، الذي يشار إليه باسم “الزجاج الملوّن”، عبارة عن مجموعة من القطع التي تُقولب، بشكل فنّي، على هيئة زخارف أو رسوم، لتعطي المكان نمطاً فخماً في الديكور، وفريداً من نوعه. يستخدم الزجاج المعشق، في الواجهات الضخمة أو القباب في الفلل أو الثريات.
طرق توظيف الزجاج في الديكور
يوضّح المهندس حمّود أن “الزجاج يدخل في ديكورات الصالات الفخمة، بأشكال عديدة ومنوعة؛ سواء في النوافذ المطلّة على مشهد طبيعي، وذلك لدمج الخارج بالداخل، كما للحظي بالإضاءة الطبيعيّة، أو في أعمال الديكور، أو “موديلات” الأبواب الداخليّة والخارجيّة”. ويضيف أن “الزجاج الثقيل المقسّى، يستخدم في تصميم مكاتب التلفزيون والكمبيوتر أو الأرفف”. ولا يغفل عن ذكر الطاولات والمناضد الزجاجية أو عن تصاميم المطابخ العصرية، وإكسسواراتها. ويتحدّث عن موضة اللوحات الجدارية الزجاجية السميكة (غلاس بانل)، اللوحات التي تثبّت على الجدران، مع تسليط الإضاءة الخلفية المخفية عليها، مع الإشارة إلى أن بعض الألواح يكون مطليّاً ومزخرفاً وثلاثيّ الأبعاد.
أخطاء…
يشير المهندس حمّود إلى بعض الأخطاء التي يقترفها مصمّمو الديكور، عند استعمال الزجاج، ومنها: تركيب المرايا في المكان غير المناسب لاستيعابها، الأمر الذي يحول دون تحقيق الغاية المبتغاة منها أي الانعكاسات المرغوبة في التصميم الداخلي. ويوضّح أن مناطق المرايا هي الجدران المقابلة للنوافذ، وذلك للحصول على أكبر كمّية من الإضاءة الطبيعيّة. أضف إلى ذلك، هو يلفت إلى ضرورة الانتباه إلى شكل المرايا (أو البانل)، وأحجامها، بعيداً عن تضخيمها، حتّى لا يشيع حضورها إحساساً بأنّها “تسيطر” على الغرفة.