الكاتبة سحر حسب الله عبد
-أتَـيـكيت الضَياع-
يَلسعُني الخَوفَ فيرفّ
النَبضَ رفيفَ فراشةٍ
تُضرمُ داخِــل قوس نار،
وضَياعٌ داحر كـدبابةٌ تخلع قسوتها
و تتسابقُ مع دراجةَ ضُعفِي ،
وَحَينَ أفتقدُ الطئمنينة
حد السُكر لـم أسـكَـر
وأنكَسرتُ ألفَ مَرةَ
وحِينَ يأتينيَ الإنكِسارَ المُفاجئ
سَيَأتي كصَديقٌ قَديم
نَحتَسي القَهوةَ عَلىٰ
مَشارفِ الخُذلان،
لا شَيئ يُثير العَجَب …!
أكثَر مِن الفَوَران المُتَبَرعمِ داخِلي..
يا لِعِيشَةِ التَقَزُز المُبَكِر
في رئتي طينٌ مِن أنفاسَ صِلصالي
يُفَكِكُ كُلِ هذا السواد..؟!
لكنهُ بَطيئٌ جِداً جداً
كَسُلحفاةٍ مُصابةً بالجُذام
مما يَجعلُني أفتَقِدُ شَيئاً لا أعرِفَهُ..!
وأفقدُ بَصيرتي مُذ خَرجتُ مِن
ذاكَ الرَحمِ المَشؤومِ وأصبحتُ
كَطِفلٍ لَم يَلحَسَ السُكر مِن
أثداءَ قصائبِه،
مِنوالٌ يُكرر الوَجعِ النَيئ …؟!
وَ وِسادةً كَخازوقة في جَنباتِ
تُعسعسُ إغفاءَ -مُرهاهٌ -مُنهكة,
ليَبقى دَخلي مِنكَمشاً كَدودَةِ المِحار
وأتكورُ مِثلَ وليدٌ
عارياً مِن جلباتَ هويتهُ ،
خارزةً بينَ الأحياء
وهُنا تَرقدُ إبنَةَ الوَقت ..!
وحاضراً مُرهقَ الأعصاب مُضطَهداً
أحرامٌ أن يَكن لي فَوقَ الأراجيحِ بَيت..؟
وأن يَكن لي في العَري قُن..؟!
يَدفَعني الإنكسار لِلعزوفِ عَلىٰ
النِياحةِ كَمِعوالٍ خَفي..؟
كاندِفاعِ الهودَجِ نَحوى أعتِكافي
يَنموا فوقَ صمتٌ نَير
وعِثاً يُمَزقُ قِشرَتي عَني
وهٰذا الوَبرِ النامي
فَوقَ العَين مالِحاً جِداً،
وجَحافلُ الليل تَجعلُني
كَبَهَلوانٍ أرجعُ أخرُ الَليل
مَسحوقةً ومَهزولة،
مَعقوفِ الوَجهِ أو سَعيدة
لا فَرق في ذلكَ،
أُضاحكُ الجَميع وأبكِي بينَ
بِفِخـذِ ياقتي..!
أمَزقُ معطفي المُزدّوج،
وَ حينَ أحاولُ النَوم
قَبيلة مِن الهواجِسِ تَعوي داخلي..!
وصَرخاتٌ هستيريا تَـنبَحُ بتلكَ القِحاف
لَم أجد تَفسيراً لِكلِ ما يَحدُث..!
مِثلُ عَصفورةٌ تائِهة
لَم تُعَلمني أُمـي تَهجِئة الوَجَع،
الَذي هُـوَ كَخَنجَرٍ مفضضٌ في الخاصِرة
وتَهرب مِن أمامي أسماءُ
الأرانبِ الناعِسة
وبِضعُ جَرادٍ يَخبزُ السُكان هرعاً
لِتضحِكنا الدعابات السخيفة
مِثلُ المُهرجين البارِعين
لا تَقنطُ اللَهفة وجوهِهم،
بِعَدَد تَرَدُدِي قَبلَ النُهوض
مِن خساراتي المُتَتالية ،
بِعَدَد تَساقُطُ الأعوام مِن رُزنامَةِ الوَقت،
أقيسُ خَسارَتي..؟
وكيفَ أصفُ شُعورها..؟
وَهي تَمُـر مِن فَوقَ لِساني
كالسَـفَ مِن نـار
كُلما رَددتها تؤذينيَ،
مِثلُ بَبَغاءٍ شامـي
أتَشَمسُ تَحتَ رِداءُ الخَوف
وأتَطايرُ مِثلُ عِطرٍ تَقليدي
أمشي عَلىٰ الأرض
مُتَخيلة وكأني أقفزُ فَوقَ أوراقَ الخَريف
وأجمعُ جِزيةَ خَسارتي
كَعُملةً نقدية،
وأوُزعُ الكَلِمات المَثقوبةِ
كالأحذية القَديمة هُنا وهُناكَ
لِلموساةِ فَقَط،
ويركدُ داخِلي بَوحٌ عَنيد
يَنبحُ كالكِلابِ المُفتَرسِة
يُمَزقُ رِداءَ صَمتي،
نَعيشُ عيشــةِ الرهبنة
بِثوابِها وإثمِها
لا طاولةً تُبقينا أحياءً صالِحين
أصبَحت القَهوةِ تَشرَبنا
وطَعمُ الحُزن المُشوهِ
يَجري فَوقَ أصداغنا…
خطئي الوَحيـد نَقلتُ الضوءَ
مِن كُهوفِ غُرفَتي إلىٰ جنادِل السِلبِ…
ولا تأبهُ إنقِظاء حالةِ سُعار الخَسارةِ
التي لا تَلبثُ أن تَتَجَدد مَرةٌ اُخرى
Etiquette of wasting