لا عِلاجَ لِلـحَــظ عِندّما يكونَ

الـكـاتـبة ســحر حسـب الله

لا عِلاجَ لِلـحَــظ عِندّما يكونَ

السؤال ما خَطبَكِ..؟

أجلسُ مِثلَّ طَفلةً تحتَ كَنيسةً مَهجورة

تُطأطئ بِرأسها عَلىٰ الجُدران

يَبدوا عَليها الوِحدةَ والقُنوط

ثُمَ أتحولُ لِطاغية سئمت كَونَها

الضَحية عَلىٰ يَد الأخَرين

حِينَ تُسألَ مـا خَـطَـكِ..؟

-مُجرد طِفلة

تَحملُ غَريزةَ مشاعرٌ حَزينة

تَهلثُ دَاخِلها وسَعيدة تَتَكئ

بِإستِرخاء

مُتَمَنيةً هذا الغَرَق مَعَ أحَدَهُم ،

-طِفلة

تُسحق مِثلُ ڤارمِنت تَحتَ يَقطينة

هَجينٌ بَربري ،إنَها لا شيئ

وَسط بُكاءٌ فاجِع

يَصرُخُ دَخِلها نَشيدٌ مُظـفَر

-كَبيرةً

تَضعف مِن فَرطِ السَعادة

الَتي تأخُذها إلىٰ الأقاليمُ البَعيدة،

إلىٰ سِهولِ السِلب داخلِ منطاد

خَرجَ عّن السَيطرة،

حِيثُ تَكتَشفُ مؤخراً إنهُ نَهاراً

قائِظاً ،حَزيناً، غائِمَاً،يَنتحبُ وَجَعاً..!

-سُئلت

ما خَطبُــكِ بِغَضب…؟

أنا حَبيسَةُ فُقاعَةٌ هوائية،

أنا طِفلة يَنتابَني

شُعورُ الوُحدة تَحتَ تِلكَ الجُدران المُهترئة

-مُجردُ طُِفلة

َحَبيسةُ الوَقت تعيشُ الماضي في وَقتُها الحاضِر،

وتّعتَبرُ إنقِضاء الأمر تَزولُ حالةِ سُعاره

التي لا تَلبثُ أن تَجَدَد مَرة أُخرى،

وتَقبلُ كُلَ شيئ سيئ يَعيشُ دَخلها

وَلَم يَعُد لها القُدرةَ عَلىٰ المُقاومة

-مُجردِ طِفلة

لم تَخلوا مِن أفكارهِا النَيرةِ

غوغائيةٌ مِثلُ فرسٌ عَنيد وَلَن يَسحَقُها

 ذلكَ الشُعور الهَزيل

تَجلُدُ ذاتِها لِتَتَوقفُ عَن الشُعور العَظيم

لِتَنطَلقُ مَشاعِرِها المَكبوتة

وكُلما صَرخت رَدَ العَالمَ لها الصاعَ صَاعَين..!

وتصبحَ تلكَ المُهرة التي وَقعت في مِضمارِ الخَوف،

-مُجَردُ طِفلة

هيَ تِلكَ الرُوح الَتي دَخلُت الأُمِ مَريم

الرُح الَتي أُعطيَت لِـعـيسىٰ

مُجردُ طِفلة كَبيرَةُ السِن ،عِكازُ التِسعون فَيلَسوفٌ مَغرور

-مُجردُ طِفلة

كُلَما حَاولتُ التَخَلصُ مِن حالَتها

في مَحضُ الحَقيقة عَلىٰ إنها قَزَماً بَهلَواني

تَختَبئ تَحتَ رِداءٌ وَاهم

وعلىٰ أنهُ بَشري مَيت مُصابٌ بالسُعال

مَريضٌ عَليل،

مُجَردُ طِفلة

لا تؤمنُ بالمناقشات،

تَعتقدُ دَوماً إنَ إطفاءَ الحُزن

هوَ الحَل الأمثل لإفراغُ الشُحنةِ الفائضة

داخِلُها

مُجَردُ طِفلة

قُتلتَ أحلامِها

وأصبَحت كأنِها في غُرفة واطِئة بِالكاد

تَقفُ مَعقوفةِ الجَسد

تُضيئُها شموعَاً شَحمَيةِ الَلون

ذَاتَ رائِحةٌ كَريهة تَبعثُ الغَثيان

يَملئها النَومِ المُبَكر

الصَخب ،أشباحُ الماضي العارية

،الرؤوسُ العَنِيدة،

كُلُ شيئ فيها

يَثيرُ الاشمِئزاز

يا لِـِعَيشَةُ التَقَزُزِ المُبَكر

لا شيئ فــي هَذا الكَون البَعيدُ عَن

أمتِيازاتُ النَبَالة يَثيرُ العَجَب

أكثَرُ مِن الفَوران

ً

مُجَردُ طِفلة

كُلما لَاحَها الغَسَق

تَقولُ مُستَطرِدة مُستَبعِدة

قُصَتها المُستَطرقة

سالِفةُ الزَمان

مَهما أبتَعدتُ في إخفاءُ الأشياء

تَكًن هُناكَ حَوافِزٌ ويقع عَلىٰ

عَاتقِها إتقان الدور مِثلُ دَندَنة الفَجرِ الساحِر

أو أُغنيةٌ إغفاءُ الفَجر ،

مُجرد طِفلة

كانَت تُقسِم عَلىٰ أن لا تُقهرُ

وتُقسِم عَلىٰ أن لا تُكسَر

وكانَت تُبرُ بِقَسَمِها لَيلاً واحِداً

ومِن ثُمَ تَعودُ لِتُكسرَ كُلِها

مُجَردُ طِفلة

كُلما سَمَعت قَهقَهة هائلة الَكَم

ضَحَكت بِهستيرية تَرحيبُ الإلتِماعة

ثُمَ تُسئل ما خَطبَكِ…؟

كانَ سؤالاً وَقِحاً بالنَسبَةِ لَها

يَستَصغُرها السائل مِما يَجعَلُها

كَحيوانٌ صَغير  فٍوقَ وَتَدٍ

تَستَسلمُ بِكلِ سُهولةٍ

كَما لَو يَسهلُ عليها أن تَرقدِ

تَحتَ أذرعِ السَوط لِتُصلبَ

مُجَردُ طِفلة

تُحيطُ بُها عَظَمةُ الجَنادِل،

وتَتَدَفقُ حَولِها ألسِنةُ القَصائد

كالسَيل،

أكنِفةُ الارتجالات َتتَجلىٰ شَوقاً لها،

تَرىٰ كُلُ شيئ حَولِهــا في أوجُ زينتهُ وكُلُ

وكُلُ الارضِ

حَولها تَبسطُ أساريرُها مع الهَيجانِ والذُهول

مِثلُ خاتَمٍ ذاتَ الفصوصِ المرصوصةِ

كَم هوَ تَرتِيبٌ عَجيب…!!

مُجَردُ طِفلة

كَانَت طِفلة مُسَطرقة

وكَانُ الَيل مِثلُ أميالُ الساعة

يَـدوُر حَولَ مَنزِلُها

وفَجاة أنطَلى عَليها الوَهم

وسَطَعَ مِن شُرفَتِها

أملٌ صَوبَ غُصنِها المُثير

مُجَردُ طِفلة

كانَت تسألُ نَفسِها بِفِضولٍ مودتهِ مُتبعة،

كَيفَ ولِماذا لا أتَحَررُ مِن هَذا الإحباط…؟

الَذي يُصيبُني غَضَباً

أكثرُ مِن إطربُ الرِباب

بَينَ السؤال والإحباط

يّمتَدُ إلىيا الإرتيابُ اتِصالَهما في المُصاهَرة

مُجَردُ طِفلة

كانَت تَغزوا مَسَامِعُها أُمسياتُ الَيالـي الحَزينة

 و وَحدَهُ الَليل يَنموا كَظفرةً دائمة

يَعتلي أكتافُ المِعولُ الحَزين شُعاثاً

مُجردُ طِفلة

مَيـتة مُنذُ أولِ مُحاولةٌ

إضرامُ اليأسِ في طِينَتِها

كَــ سهماً خََرجَ مِن القّوسِ سَهوا

كأنهُ صاعِقة نَزَلت صَوبَ رُوحِها

عَلىٰ نَحوٍ ما

مُجردِ طِفلة

لا تؤمنُ لـ الإتيانِ بالبُرهان

حِينَ تَغزوها الوِحدة

تَكُن مُستَعملةً للرقص

في بِيئات التَقاصُع

تَنهضُ لِلرقص،تَبكي حَنيناً،

تَدورُ حَولَ نَفسِها كأنَ أحدّهم يَتّمَسكُ بها

،تَرقصُ في حالةِ ثَوران،تُمَزقُ روحِها ،

تلقي عَلىٰ الأرضِ ثُقلها الغيرِ مَعروف

مُجردِ طِفلة

زاخِرةُ النَفس،تَشربُ مِن أيامِها تَرمدِ الذِكرى،

رَفَعتُ الكُلفةِ مَعَ المُمْكن

لِتَكن وَدودَةٌ مَع نظراتُ الإزدراءُ المُخيفة،

هي لا تَبكِ هِي تَذرفُ فَوقَ

أصداغِها أياماً مالِحة،

وكأنَ وَخزةً ما كَـ مِعوالٌ خَفي

تَدفَعها لِلعِزوفِ عَلىٰ النياحة ،

مُجردِ طِفلة

أصابها الفتور المُبَكر وأنغرزَ بها الشجو وشدا

أغصان الغَمر شَراستهِ،

وعِندما أدلجَ الليل كَتَبت رِسالةُ استغاثة،

حَتى يَجلوا الحُزنِ مِنها،

 وكانَت رِسالةٌ  تَحتَ مساكِنُ الَليل

كأنها صاعِقة  مَجبولٌ بالسجايا،

أوَقفت گُلَ شيئ  عَن الدَوران

البِحار،الأعاصير،الطَوفانات ،

كأنها رِسالةٌ بِمنتهَ الإلهية

مُجردُ طِفلة

تَحولت أصابِعُها أثداءً

لِترضعُ الذِكرياتَ حِبرَ طُفولتها الأبدية

التي وَقَعت عَليها لَعنتُ السبات،

وثُمّ تَطوي بَعضها كطائراتٌ ورقية

تُطلُقها نحوىَ صُرةِ الأوفقِ

كـ أغاني الشَمس،لحظاتٌ مُسكرة

إفشاءُ الأسرار،نضراتٌ مُضطربة،

محبةً صَميمية تَموعُ صَيفاً

،عجلةِ الزَمن فَوقَ الشَمسِ تَرقصُ

رونقاً وألقاً،

وزهورٌ بِلا أغصان تَملئ طاساتٍ تَطير،

وأثبتَ القَلم شراراً مُحرقاً

يَنبعثُ مِن أعماقُ الرُُح

مُجَردِ طِفلة

في تِلكَ اللَحظاتُ العَظيمة

كُلَ شيئ وَقفَ عَن الحَركة

هَيَجاناتٌ رُوحية تَسموا

عَلىٰ الحَدِ المُتَعارف

مُجردُ صَغيرة

لا تؤمنُ بِالحَٰظ،

مِثلُ الخَط المُنحَني إذا صَححنا إنحِناءهُ إلى

مالا نِهاية جَعَلناهُ كالحَظُ المُستَقيم،

وإذ رَفَعنا الزاوية في المُثَلث إلىٰ مالا نِهاية

أختَلط ونَراها كأنَها سُكوناتٍ مُتَتالية

اتفقُ معَ السُكون،

وهكذا تَكونُ جَميعُ الأضدادادت لِلحَظ الأوفر……..

شاهد أيضاً

نوفل ابورغيف يوقع الطبعة الثالثة من كتابه

احتضنت #دارإنكي للدراسات والبحوث في معرض بغداد الدولي حفل توقيع كتاب( #المستوياتالجمالية في #نهجالبلاغة ) …

error: Content is protected !!