تُرجع مهندسة التصميم الداخلي فرح غندور عيّاد تاريخ “البارافان” (أو الفاصل أو الساتر أو البارتيشن) إلى الصين، وتحديدًا إلى القرن الرابع قبل الميلاد، لكن سرعان ما انتشر حضور هذه القطعة في المساحات العامّة والخاصّة، مع مرور الوقت، وذلك في شرق آسيا، ففي الدول الأوروبيّة. كان “البارافان” يعدّ تارّة في عداد المفروشات، ويلعب طورًا دور الإكسسوار المنزلي الذي يزيّن المساحة، وهو راهنًا يتخذ أشكالًا عدة، ولا يزال مُستخدمًا في التصميم الداخلي المعاصر، إذ يمثّل طريقة جذّابة في إعداد مساحة متعدّدة الوظائف.
مواد في تصميم “البارافان”
كانت دخلت مواد عدة في صنع هذه القطعة، على مرّ الزمان، كالحرير أو الورق أو الخشب المطلي بالورنيش.. حتّى أن فنّانين كثيرين في عصور فائتة عبّروا عمّا يختلج في صدورهم على هذه السواتر عن طريق الرسم، لتروي قصصًا محدّدة، حسب المهندسة فرح. راهنًا، أصبحت مواد كثيرة تصمّم “البارافان”، بالإضافة إلى الخشب، ومنها: الحديد أو النحاس أو الزجاج أو المخمل أو الجلد أو الخيزران (البامبو). وفي هذا الإطار، توضّح المهندسة فرح لـ”سيدتي. نت” أن “البارافان العصري مصنوع من مادتين فأكثر، كالزجاج والحديد معًا، أو الجلد والحديد، أو الجلد والخشب…”.
لناحية الأشكال، كان اللوح الفاصل في الماضي مستطيلًا أو يتخذ هيئة آلة الأكورديون الموسيقيّة، أمّا راهنًا فالمجال مفتوح لتصميمه حسب أي شكل هندسي مرغوب.
وظائف في التصميم الداخلي
بعدد أن شاع استخدام هذه القطعة (البارافان)، أصبح لا غنى عنها في التصميم الداخلي، لغرض تحقيق الخصوصيّة، كما في حجرات تبديل الملابس حيث تتخذ هيئة آلة الأكورديون، وتلعب دور الباب، أو في مدخل المنزل لتحديد المنطقة المذكورة وفصلها عن أخرى، أو حتّى لحجب ما لا يرغب أصحاب البيت في جعل الآخرين يرونه عند الاستقبال، كإبعاد المدخل عن المطبخ، مثلًا. أضف إلى ذلك، تحلّ القطعة في غرف منزلية مرغوب تجزئتها للإفادة من مساحاتها، وذلك لأن حضورها جذّاب أكثر، مقارنة بالجدران السميكة.
3 أنواع من “البارافان”
• يروج استخدام اللوح الثابت أخيرًا في الشقّة العصريّة، لغرض تقسيم المساحة فيها (إبعاد المدخل عن الصالة، أو قسم الاستقبال عن ركن الطعام)، من دون أن يكون الفاصل عبارة عن جدار، بل لا يزال من الممكن الإطلالة عبره من قسم على آخر.. ولو أن الفاصل يشيع الإحساس بأن هناك منطقتان في المساحة.
• يُشابه اللوح المنزلق ذلك الثابت لناحية الوظيفة، لكن الفارق أن الأوّل قابل للفتح للدخول عبره من منطقة إلى أخرى في المنزل، ولو أنه ظاهريًّا يلعب دور تقسيم المساحة.
• يُستخدم اللوح المتحرّك، بدوره، لغرض التزيين أو حتى لتحقيق الخصوصيّة في جزء من الغرفة.
تجدر الإشارة إلى أن ثمّة طريقة متبعة في المساحة العصرية المُراد تقسيمها، بحيث يتخذ الفاصل فيها هيئة رفوف تحمل إكسسوارات التزيين. تُصمّم الرفوف، بصورة تمكّن من رؤية إكسسواراتها من كل منطقة من المنطقتين المفصولتين عن بعضهما.