العمل الفني بريشة الفنان ديمتري سيرينكو/ كندا
بقلم الشاعرة / دنيا علي الحسني
رَباهُ أَنا الحُّوت المُهاجِرُ إليكَ
تَاه سَرباً فِي بَحرِ الحَياةِ
لَولاكَ ربَّي لَضاعَ سَبِيلَهُ
فِي أَمْواجِ البَحر قيودِ هَواه
يَكِتُم فِي عُمقِه أَلاوجاع والآهْات
تَهِيمُ رُّوحَهُ كَعاشِق مُتيم بَهواك
إذا هَبَت نَّسائمُ هَوى ذِكْراكَ
نَسِيمُ عشُقك هو نُور الحَياة
تَرَوّحَ بِعفَوك و لُطْفِك
لتَغمُرَ بِحارَه بِحَلاوةِ الإيمَان
وقَلبهُ العَاشِق تَعلَق بِك
لِيَحيا بِجَمرِ الأَشْواقِ عُمرَه
سِفْر الرُوح وتَراتيل الزَمن
فَيهدي العشقُ حِيتانْ البِحار
بِهَذا المَرجِ مثلُ الرِيحُ يَسْري
عَلامةٌ تهيمُ فِيه ولَيس يَدْرِي
فَإن ظفَر وإنْ أَخْفَق فإَنهُ
شَهيدٌ أَخذَتْ الآمالُ عُمْرَه
شَهيدُ دَلالَه تَكلِيفُ الوَجود
وَكُل الكَائِنات في سْجُود
تَرى أَن شَمسُ الأفْق لاحَت
بِوجهِ الصُبحِ مِنْ أَثَر السْجُود
تَراتِيلُ آيات يَس و القُرانِ الحَكِيم
تَمرُّ بِعذوبَة هَوى ذِكْراك
وإشْراقَةُ فَيضِكَ لَهُ غُصْن تحَرك
والدُنيا بِصَمتٍ وذُهول تَنْصُت
لِصَوتٍ يَصْدحُ بِلَحنِ ذِكْراك
وَجـاءَ يُوحِي للحُوتِ بِكَلمات
مالَهُ غَيركُ فِي دُّجَى الظُلمَات
يَستَغيِثُ بِك في بَحرِ الحَياة
ضَائعٌ غَريب الرُوح مَنْ لَهُ سِواك
مَولى رَّشيِد يَحنُ الى لُقْياكَ
تَحلُ حِكْمةُ الأَقدار مُعجِزات
رَغْبَة جَادة لبِلوغُ سْاحِلِ النَجَاةِ
مَلكٌ قُدوسٌ اَوْضَحَ الْحَقَّ عِنْدَ
مَنْ هَدَيْتَهُ سَبيلَهُ،
فَأسْلُكْته سُبُلَ الْوُصُولِ اِلَيْكَ
وَسَيِّرْتَهُ إلى طَريقِ ولايَتك
خَيراً هَنأَتهُ بِها جَنَة لُقياك
حَبَيتَهُ بِالعُلى رَّبُ المَكْرُمات
تُضيءُ المَكرُماتُ إِذ تَجَلت
آيات نُّور الأَرضِ والسَموات
لِتظْهرُ فَيضُ نُّورك كَلِمات
وأَسْماءٌ تخْلَقُ مِنْها مَكْنونَات
لِلمُلكِ مِنك غُرَّةٌ وَجَبينْ
كَراماتٌ الأَولياءِ الصَالحْين
فَتلقِي مِنْك الرُّوحِ الآمين ْ
رَفَعتهُ بِها دَرَجاتُ العُلى
كَرامَة الغُر المُحَجَلين
لِقاءٌ في حَضرةِ أَنوارِ اليَقيِن
يُنعمون فِي جَناتِ النَعِيم.