بقلم دنيا علي الحسني
العمل الفني بريشة الفنان إياد الموسوي
أيها المسافر أنت الغريب
وأنا القريب في رحاب الأسرار الرحمانية
تتجلى فتوحات ربانيةفي كشف الأسرار القرآنية
مآثر وأوراد حكمة الأرواح العلوية
والسفر عبر الزمن في القرآن
بآلة الزمن منسأة سليمان
رفعتك برحلة إلى السموات العلا
لا تنسى ذكري أيها المسافر
أدعوني وأنا أستجيب لك
وعندما تستعد للسفر فكر جيداً بوصال الروح
لانك ستواجه معركة التيه
حين تضيع الخطوات في الشوك الدجى
والتيه يجعل رؤيتك ضبابية
كل الدروب تشابهت عليك
ثم تشابكت من حولك فبأي درب سوف تمضي
حين يغشاك سواد الظلام
أنت بحاجة إلي أيها المسافر
ولا تستهن بما عندك في اعماقك من أسرار عشقي
و صبوتي لا تستهن بمن يقف معك
وينظر إليك وأنت تتهيأ للرحيل
لا تنسى ذلك واعلم أن مافي قلبك من ينابيع الحكمة
جزء من رحلتك الوجودية
هو جزء من روحك وقوتك لاتنسى ذلك
أشهدتك أوصاف ذاتي ظاهرا واوجدتها باطنا بداخلك
ووحدتها في روحك الخضراء إنشراح الطيبين
لا تذهب وحدك غريباًلقد أسدلت أشرعة الملاحة
كاشفاً عن أسرار الحقيقة في عالم الملكوت والجبروت
سأكون معك في اللحظات النواظر
إذ بدت مستترةمن كل فكر بحيرة عميقة
وعندما تتردد وتحتار الذي تلقاه فيك ارادتي
والذي تهواه مني هويتك
وربما ترتبك وتفكر بالعودة
ستجدني أقف كأعمدة الصوان في داخلك
أحملك وأسندك لن اتركك لوحدك تغامر
أيها البحار ..الغريب المسافر في الزمن
لا تتحرك ولا تبدأ خطوتك الأولى قبل أن تكون مستعدا ً
وأنا معك مثل ظلك وأراك وأسمعك
فأمري بأمر الحق عليك هو أنافيا طالباً طرق الله ورشده
تمسك ببابي وقف في خدمتي وأسلم تنل ما شئت
والأمر أمريبقربك وبعدك وصحوك وسكرتك
لتنتهي معي وكن صارماً كالوقت
فيما أريده بغير إعتراض في أموري وخدمتي
وأثبت بحقيقة التسليم بمحبتي وصحوة شهودي
في رحلتك وحقق معناها بكل إشارة
وقد صرت موجوداً في كل ذرة شطحت بها شرقاً وغرباً وقبلة وبحراً
بعزمي ثم وأفيت مقامي تجرد عن الدنيا الدنية
وإنخلع عن رذاذها سريعاً
بهمتي فاشهدك أوصاف ذات الجمال والجلال
وأودعتك إياها عند رؤيتي
كشفت لك عن أستار الملاحة ظاهرا
نور الطريق فهو عشقي ودهشتك
تجليت حكمة بالغة وهذا عالمها وأسراري
قد بدت وحكمتي عظيمة وبالنطق بها
تدري إن كنت عارفا ًوفيها انتهت رياس بحر الحقيقة
فواصل في بحر اللاليء غاص فكره
وكامل زاد للمعاني
تجلياً ظهرت به ظهوراً في كل مظهر
وليس على التحقيق سوى الحقيقة
أزالت كل الأكوان عند ظهورها
ولم تكن قبل المحو إلا لحكمة
بها ثبت الإبعاد للورى عامة
توهمتها لجهلك تلك الطريقة
ولو خرجت عما بها قد تعودت لنالت
شفاء الروح من كل علة ونصح جسمها السقيم
من كل ماأصابه من عشق التملك
والأمور الدنيوية الفانية ولبدت الشمس سرها
في عالمها ولاوضحت معناه كل الإيضاح
فلولا الهوى لما أحتجب بهاؤه وما النفس إلا للهواء
مطيعة جيوش الهوى تجعلك متشتتا
نصحتك فاقبل يا لبيب النصيحة
فإن ملت فرت معناك وتباعدت واقبل سفر ليلاك
برعد وظلمة فإن شئت بالمعاني أجمعك دائما ً
فلا تمل نحو الهوى ففي الميل ذلة
ويكفيك سجين في قفص العالم
ورؤية الكون بعين البصيرة فحق البصير يفنى في العدم
سوى وجهة نظره اليَّ وجودكوإلا
فلست من أرباب البصيرة فمن له عين البصيرة
أعلا الحقيقة ومن لا يدري كمال الولاية
وإن برزت على يديه خوارق وظاهره على منهاج الشريعة
فأحوالها تبدو على من توجه إليها
بخدمة من أهل الإرادة
وهذا لبعضهم في حال سيرهم
فأكثرهم على اليقين بناؤهم
علت الهمم الأرواح للعالم الأسنى
بمحض تفضل مني بمكرمة
وعاينت أسرار المعاني بعينها ولولاها
ما رأتها عين السريرة بنورها
قد بدت عن طلعة وجهها
إلى عين مرآة القلوب الصافية
فمن كنت له بالمنن مقابلا
رفعت عنه تلك الحجب الساترة
وعلمته من العلوم لطيفها
وحققت سره بسر الحقيقة
وأشهدته السر المصون بسري
وأيقن أن ما سواي لغفلة
ولأنكشف لسر صاحب سرها
حقائق أسرار الوجود الخفية
ولكان كل الكون عند مراده يقلبه
حقا في أسرع لحظة ولدرى سر المعنى
في كل مظهر ولبدا وجه السر
في كل وجهة و لأيقن الفؤاد بذاتها
وانها وحدة من غير ثنية فمن سر السر
بدا جهرةبذلك كانت كل الاشياء خادمة
فنقطة السر بحر والحرف برها
ومن حرفها الحروف بدت بحكمة
وبالنقط والأشكال زادت تباينا
لمن له علم بالمعاني القديمة
وقد بدت جهرة من بعد ستارها بالنطق بها
تدري ان كنت فاهما
وفيها انتهت ربان بحر الحقيقة