ماجد الخالدي
يخطئ البعض حين يربط حب العراق بما يقدمه له من امتيازات أيا كان نوعها، ويخطئ الكثير من المربين حين يتساهلون في غرس قيمة حب العراق في نفوس الأجيال.. بحيث تكون هذه القيمة في قمة الهشاشة في نفوسهم حين يطرأ أمر ما على الامتيازات التي اعتادوا عليها! _ العراق ليس فندقا..
حين تغضب من إحدى خدماته تطلب من النادل أن يعمل لك “تشك أوت” ثم تغادر! _ العراق ليس سهما.. خاضعا للارتفاع والهبوط في سوق الأسهم حسب العرض والطلب وتحليل الخبراء! _ العراق هو رائحة خبز أمك وقهوة أمك ودعوات أمك التي تحفك كل صباح.. هو ذلك الجدار الذي كتبت فوقه أولى خربشاتك لمن تحب.. هو قطرات المطر التي رقصت تحتها طفلا وهي تهطل فوق شعرك المتناثر.. هو تلك المدرسة التي عبرت بوابتها أول مرة وأنت تمسك بيد أبيك.. هو بيوت جيران متلاصقة نسجت حكايات وفاء ومودة وتراحم!
_ العراق قطعة من روحك ستشعر أنها تنتزع من جسدك حين تجبر على مغادرته مرغما كنت أو مختارا.. مهما حاول أصحاب النوايا والمغرضين أن يزرعوا بينك وبين وطنك (العراق) فتنة أو يقيموا بينك وبينه سدا لن ينجحوا وأنت تدرك ذلك جيدا لأنك ببساطة لن تستطيع أن تنتزع حب الوطن من داخلك فهو يسكن في شرايينك، يرحل معك حيث ارتحلت، تتوسده كل ليلة وأنت تستودعه الله مع أبنائك ومنزلك وأموالك!
_ الظروف التي تمر بها بلادك الان هي ظروف استثنائية تحتاج فيها إلى أن تظهر لنفسك قبل العالم أنك مواطن لا تخضع حب وطنك للمزايدة حسب مصالحك الشخصية ومكتسباتك الخاصة، المسألة ليست “شد لي وأقطع لك” وإلا لتحولت الأوطان في العالم إلى مكاتب استقدام عظمى قائمة على المنافع المتبادلة بينها وبين مواطنيها، من يعتبر العراق فندقا.. فستصبح كل فنادق العالم وطنا له.. بشرط أن يكون قادرا على دفع الأجرة وإلا فإن رصيف المتشردين سيكون في انتظاره!