د. نبراس المعموري
بلغت شعبية كوكب المغردين تويتر في العالم 300 مليون مستخدم وفق دراسة احصائية صدرت مؤخرا فاتحا بذلك ابواب الاستفهام بشان حجم تأثير اصوات العصافير المغردة ايجابا او سلبا في الرأي العام .
وعلى الرغم من اختلاف الإحصائيات حول أكثر مواقع التواصل الاجتماعي شعبية في العالم ؛ فإن موقعي “فيس بوك” و “تويتر” عادةً ما يتنافسان على المركز الأول والثاني، بحسب استخدام كل دولة وتفضيلات المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي .
لقد اسهمت الانتفاضات الشعبية (الربيع العربي) في المنطقة العربية عام 2010 في زيادة شعبية تويتر ليصل معدل مستخدميه عربيا عام 2013 الى 45% ، إلا انه اخذ بالتراجع خلال السنوات الماضية، وتقلّص العدد إلى النصف تقريبًا إلى 22٪ ، حوالي حوالي 42 مليون مستخدم بواقع 15 مليونًا فى السعودية، تليها مصر بـ 8 ملايين مستخدم، ثم الإمارات 5.5 مليون، وحل العراق في المرتبة التاسعة بواقع 280 الف مستخدم ، كما عدت اللغة العربية أسرع لغة نمو على الاطلاق، من بين 25 لغة مختلفة أخرى مستخدمة في تويتر ، مما ادى ان تبادر ادارة الموقع الى استيعاب هذا النمو، بطرح واجهة باللغة العربية.
ان الخصائص التي يتمتع بها تويتر من مرونة وسهولة في الاستخدام، وتلاؤمه مع الطبيعة النقالة التي تمكن مستخدميه من التغريد عن الأحداث، والأنشطة العامة بشكل سريع ومختصر ، و حرية التعبير عن ارائهم دون تقييد ؛ كل ذلك مكن من ان يكون للعصفور الازرق موقعا مهما في الاونة الاخيرة لدى السياسيين والشخصيات المؤثرة العراقية، من خلال انشاء صفحاتهم وحساباتهم الشخصية والرسمية عليه لغرض تبادل الاخبار وتنظيم الحملات في العراق والتعبئة لهم في العالم الافتراضي .
وبالرغم من قلة عدد المشتركين في تويتر من العراقيين مقارنة بالدول العربية الاخرى، الا انه اصبح تأثيره من الناحية السياسية يفوق المتوقع بكثير، فكم من قرار ألغي أو تم نفيه، وكم من قرار لم يكن ليصدر لولا أن حملات «تويتر» فرضته، فقد أصبحت الحملات (الهاشتاكات) كفيلة بتغيير مسار الأمور إلى عكس اتجاهها بل احيانا تكون اداة سهلة للانتقاد ودليل يستخدمه الخصوم فيما بينهم.
ان خاصية الانتشار العراقي التي شهدها صوت العصفور (تويتر) مؤخرا ؛ جعلته يمثل (الهبة السياسية)، فهذا يشتري متابعين أو (مرتوتين)، وذاك يوظف من يدير مجموعة حسابات تعمل في خدمته خاصة بعد شراء بعض الشخصيات الاعلامية والمؤثرة، وثالث دخل ضمن شبكة مغردين يتعاونون لمصالح متبادلة ، تتربع اهداف ترويج مواقف وافكار المسؤول الفلاني الصدارة في التعبئة من جانب، ومن جانب اخر لتغيير مسار الصراع السياسي مع خصومه لصالحه، كما هو الحال لدى العديد من بلدان العالم التي انتقلت فيها معارك وخلافات السياسيين من ارض الواقع الى فضاء العالم الافتراضي .
دخولي عالم تويتر جعلني اراقب كم الحسابات التي تم توظيفها باسماء مزيفة واخرى حقيقية، لكنها تتبنى اهدافا تشترك مع احد الشخصيات او الاحزاب السياسية، واغلبهم اصبحوا عصافير ينتظرون (كسوة الريش) ! والتي لا تمنح الا لمن يثبت قدرته على تعبئة الرأي العام بما يشتهي ذلك السياسي او الحزب.. الاهم من كل هذا كيف استثمرت بعض الشخصيات خاصة النسوية منها ليكونوا مغردين دون ان يعرفوا ان التغريد خارج السرب سيكلفهم الكثير اهمها الهبة السياسية المستقبلية التي تنتظرها العصفورة او العصفور!