سؤال وجواب

د. نبراس المعموري

“تحب اسئلتك ، كُلا منها كغرفة مغلقة الا تعيش الان سوى اسئلتك ربما بمجرد انك تعيشها ، تتوصل يوما، ومن دون ان تدري ، الى الاجوبة “

يسأل الاطفال كثيرا واحيانا ينتابنا الأنزعاج لكثرة ما يسألون .. ماما شلون صرت ؟ ومنين اجيت ؟ واختلف سؤال الصغير عن الكبير فالاول بريء والثاني حمل في طياته غاية وهواجس ، وحتى الجواب اختلف فلكل غايته في صياغة اجوبته.
يكبرالاطفال وتتغير الاسئلة وغالبا ماتكون اسئلة مع الذات نسأل خوالج النفس ماذا اريد؟ كيف سأكون ؟ هل سأنجح ؟ اين يكمن الحل؟ ووو ارهقتنا كثرة الاسئلة وانزعجنا ايضا من الاجوبة ، واحيانا نجد الاسئلة بلا سؤال قد تكون مجرد مزحة او بابا للاستحيار .
اسئلة لونها حمراء ، اسئلة نخجل منها، اسئلة نحبها واخرى نكرهها، تبدو تافهة وتارة تبدو ناضجة وبعد مرور الزمن نضحك منها، اسئلة نتخطاها بحجة العيب والحرام واخرى نروج لها بحجة التقوى والالتزام، وبكل الاحوال نبقى نسأل ونحن مختفون في غرفة مغلقة ، غرفة نبنيها بوحي خيالنا هروبا من واقعنا.
اليوم اسأل كم عشنا في ظلام الاسئلة وكم ضعنا ونحن نبحث عن اجوبة باتت دفينة مجتمعات لم تدرك لغاية الان معنى ان يكون هناك جوابا مقنعا؟

حاول بعض المفكرين والفلاسفة ان يجدوا حلا لأحجية الاسئلة فحاوروا الذات والعقل وحاوروا حتى الاديان كتبوا وناقشوا ودرسوا منهم من رجم واطلق عليه تسميات لغرض التقليل من شأنه وتشويه فكره ومنهم من ظل يراوح فظل يأكل ايامه دون ان يدري وألا هو مستلق على فراش رث وحيدا ورائحته تنذر بان هناك جثة يتوجب دفنها وهناك من ترك كل شيء واعتزل ليسأل نفسه لماذا انا؟ لما كنت اسأل وابحث واكتب؟ لما لم يكن غيري واعيش حياتي ببساطتها واترك لغيري عقدة السؤال ؟

يسأل الاطفال فيقال انهم صغار ونبتسم لسذاجة السؤال .. يسأل الكبار فيقال اصابه الخرف واغتل عقله .. اسأل انا فيقال تبحث عن قارورة الحياة في بركة ماء جفت يوم علمت ان هناك سؤال..

شاهد أيضاً

‎سيناريوهات لا يمكن قراءتها

د. نبراس المعموري ‎في تصريح صحفي لمستشار القائد العام للحرس الثوري الإيراني، حجة الإسلام طائب …

error: Content is protected !!